داخل العدد

رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th April,2000العدد:10072الطبعة الأولىالاربعاء 21 ,محرم 1421

مقـالات

وسميات
ضد,, الكسر
راشد الحمدان
في فترة من حياتنا,, وبدءاً باتصالنا بالدول الأخرى,, خاصة تلك الدول التي درست أحوالنا وأذواقنا, ومتطلباتنا, وعرفت جيدا نوايانا الطيبة, وسلامة قلوبنا وانفتاح تلك القلوب لكل جديد, وعدم السؤال عن الصناعة وكيفيتها,, ومركباتها وتركيزنا على التذوق,, لا الذوق,, كأن تكون الجبنة مثلا حلوة المذاق شهية الطعم,, وما ذاك,, الا لانها دسمت بشحم الخنزير, فكلنا نلتهمها ولا ندري, ولا نريد أن ندري, ومثلما حصل مع التونا حديثة الاستيراد,, والتي بلعنا منها حتى فاحت من أجسامنا روائحها الزكية , وأخيرا اكتشفوا عدم صلاحيتها كطعام, بعد ان انبتت فينا الشحم واللحم, وأهزلت العظم ثم بدأ الخبثاء تسويقها في حراج ابن قاسم ملاذ كل مزور غاشم هذا الحراج الخارج المراقبة والنظام ,, والذي تعرض فيه مختلف البضائع المصابة بمرض الشيخوخة من خردوات وملابس مستعملة وغير مستعملة وكتب لم يبق من صفحاتها الا القليل حيث يمكنك ان تتثقف ثقافة حراج ابن قاسم,, ربع أو نصف ثقافة,, وما يعرض هناك أيضا من مسكنات واردة من الهند والسند من أوزالين ومراهم متنوعة بعضها تغير لونه بسبب سوء التخزين,, وهناك حبوب منع الحَمل,, وحبوب تنوء على الحِمل,, امام هذه الصور المتنوعة تبرز أمامنا أفكار عديدة لعل أهمها قوة التحمل لدى الشعب السعودي الطيب وعدم سقوطه بسرعة أمام المغشوشات فلعل المستوردين والمصنعين وبعض المخزنين قد سمعوا بقصص كثيرة عن قوة التحمل لدى كثير من القرويين,, فهذا يأكل العجين اذا لم يجد نارا يطبخه عليها وهذا ياكل ويبلع رجل الذبيحة ويتبع ذلك برأسين من البصل,, وهذا لا يضره ان مشى حافيا فقد تعود على ذلك حتى ان الشوك يتأذى من قدميه ولعلهم قد سمعوا عن ابن زياد ذلك القروي الذي يشرب الحليب ولو فاتت مدته ويأكل الجبنة ولو مضى على مدتها سنة واذا قالوا له انها منتهية أجابهم بثقة,, منتهية بالنسبة للخواجات,, أما نحن,, فلم تنته بعد,.
وكانوا يسوقون المصنوعات الزجاجية مثل الكيسان ,, والبيالات فاذا ما جئت للشراء,, قالوا, لك ضد الكسر,, مثل ما ان ابن زياد ضد الكسر لأنه يأكل ويشرب من غير نظر للمدد الزمنية.
أخيرا هل انتهت التونة المغشوشة من المخازن,, أم انها تنتظر غفلة المراقبين ليمتلىء بها حراج ابن قاسم مرة أخرى,,؟

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved