|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
اطلعت على ما سطره قلم الأخ العقيد محمد بن حسن العمري في العدد رقم 10052 حول الايجابيات التي تحققت في موسم حج هذا العام 1420ه وهي ايجابيات كثيرة تغطي على ما قد يحصل من السلبيات وبما ان الأخ قد تطرق في مقاله للايجابيات فانني سوف أتحدث عن بعض السلبيات لعلها تجد الحل مع الثقة الكاملة بأن المسؤولين لا يألون جهدا في سبيل تحقيق راحة الحجاج وتيسير سبل اتمام حجهم في أمن وأمان وسهولة وذلك من فضل الله علينا ولله الحمد والمنة ومع العلم بأن هذه الاعداد الكبيرة من البشر التي تصل الى هذه الأماكن المقدسة وتتواجد في هذه الأماكن في وقت واحد ليس من السهولة بمكان القضاء على جميع ما يمكن أن يحدث من قصور في بعض الخدمات والمرافق للكثافة العددية ومحدودية الأماكن ومع العلم بأن الحج لابد فيه من المشقة فقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهاد الذي لا قتال فيه بالنسبة للمرأة وهذا تعبير عن وجود المشقة وهنا سوف أتطرق لبعض الملاحظات لعلها تجد الحل المناسب من المسؤولين وأشير هنا بأن الأخ ضيف الله محمد العقيلي قد أشار الى بعضها في مقاله المنشور في العدد رقم 10041 تحت عنوان مشاهدات حاج وملاحظات من الواقع واتماما للفائدة أذكر هذه الملاحظات ومنها ما يتعلق بالخدمات العامة ومنها ما يتعلق بالحجاج أنفسهم ومنها ما يتعلق بمؤسسات حجاج الداخل.
الملاحظة الأولى وهي تتعلق بالمرافق العامة وخاصة دورات المياه: يشتكي الكثير من الحجاج من قلة دورات المياه خاصة في عرفة ومزدلفة فتجد الازدحام الشديد على هذه الدورات وكذلك انبعاث الروائح الكريهة من بعضها نظرا لكثرة استخدامها واحتياجها للصيانة والتنظيف بشكل مستمر.
ولحل هذا الأمر لابد من زيادة عدد دورات المياه خاصة في عرفات ومزدلفة وتكثيف الصيانة والنظافة بصفة مستمرة لضمان صلاحيتها للاستعمال ووصول المياه اليها بصفة مستمرة.
ومن الملاحظات المتعلقة بالمرافق العامة ما يتعلق بالنظافة فالكثير من الحجاج يشتكي من تراكم النفايات في كثير من الأماكن وبقاؤها يسبب الكثير من الروائح والمطلوب تكثيف عمال النظافة وسرعة تفريغ الحاويات.
الملاحظة الثانية وهي تتعلق بالحجاج انفسهم: والكثير من الحجاج يأتي الى هذه الأماكن وهو لا يفقه من الحج الا اسمه ونتيجة لذلك تقع الكثير من الأخطاء في اداء هذه المناسك بدءا من الاحرام ومواقيت الاحرام فتجد من الحجاج من لا يحرم الا بعد وصوله جدة متجاوزا الميقات وكذلك أخطاء في ملابس الاحرام وأخطاء عند الطواف ومنها حصول المشادات والازدحامات الشديدة وأخطاء في الأدعية فتسمع أدعية شركية أو بدعية ومنها رفع الصوت بالدعاء والترديد الجماعي للأدعية والحرص من كثير من الحجاج على أداء سنة الطواف خلف مقام ابراهيم مع شدة الزحام وفي ذلك الحاق للمشقة به وباخوانه الذين يطوفون، وكذلك أخطاء ومخالفات عند السعي ومخالفات عند رمي الجمرات ومن أهمها الاستعجال في الرمي في أيام التشريق قبل الزوال وأخطاء في التعجل في الخروج من عرفات قبل غروب الشمس والاستعجال في الذهاب من مزدلفة قبل منتصف الليل وغيرها من الأخطاء الكثيرة وكل ذلك بسبب الجهل والاستعجال في أداء المناسك وعدم فهم معنى الحج الحقيقي ومن يستمع للاسئلة التي يطرحها الكثير من الحجاج على المفتين يلاحظ تكرار هذه الاخطاء فتكثر الاستفتاءات بعد الوقوع في الاشكال وبالرغم من جهود العلماء وطلبة العلم في توضيح كيفية أداء المناسك والتنبيه على هذه الأخطاء سواء عبر وسائل الاعلام أو في مناطق المشاعر فان هذه الأمور ما تزال موجودة وخاصة ممن لا يتحدثون اللغة العربية.
لذلك اقترح ان يتم التنسيق بين وزارة الحج ووزارة الاعلام من أجل انتاج فيلم تلفزيوني يشرح بالصوت والصورة كيفية أداء المناسك بصورة تفصيلية وميسرة مع تجنب الأمور التي ليست مشروعة والتركيز على بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الحجاج وبيان الصواب فيها ثم العناية باخراجه بصورة شيقة ممتعة ويتم ترجمة هذا البرنامج الى مختلف لغات العالم ويتم توزيعه على سفارات المملكة والمراكز الاسلامية وكل من لهم علاقة بتنظيم وفود الحجاج وحملات الحج داخل المملكة وخارجها بهذه الطريقة سوف يتم بإذن الله التقليل من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الحجاج.
الملاحظة الثالثة وهي تتعلق بمؤسسات الحج: ففي الوقت الذي يشيد فيه البعض من الحجاج بالخدمات التي تقدمها بعض مؤسسات حملات حجاج الداخل فان البعض الآخر يتذمر ويشتكي من سوء الخدمة من بعض الحملات حيث يكون الهدف الأساسي الربح المادي دون الحرص على الالتزام بتحسين الخدمة فاذا ذهب الحاج مع تلك الحملة فوجىء بالخدمات المتواضعة والارتجالية في التنظيم وشعر انه قد غبن واستغل أسوأ استغلال.
ولحل هذا الاشكال تجب المراقبة والتشديد على أصحاب هذه المؤسسات من أجل التزام كل مؤسسة بالخدمات التي التزمت بتوفيرها لمنسوبيها من الحجاج وعدم المخادعة والتلاعب واستغلال ضيوف الرحمن أسوأ استغلال.
وختاما هذه الملاحظات لا تقلل من نجاح الحج وتعتبر يسيرة في ضوء الخدمات الكبيرة والجهود العظيمة التي تقوم بها مختلف أجهزة الدولة وفقها الله.
محمد بن عبدالله المواش الأفلاج
|
|
|
|
|
