| محليــات
قالت تحاورني بشجن عميق صادق,, أنني أم ومدرسة خائفة على أولادي وطالباتي,, بل على كل الجيل الناشئ وسط كل هذه المتغيرات والمؤثرات, ألا توافقينني أن أكثر ما يقوض من انتشار المد الإسلامي عدم فهم مضامين التربية من قبل الوالدين؟
ما هي المحاذير الهامة التي لابد أن نأخذها بعين الاعتبار في هذا الصدد,, كي لا نفقدهم روحياً وهم معنا جسدياً,,؟
مسني التزامها الصادق وعمق مشاعرها,, ورأيت فيما صارحتني به من شجنها قضية تربوية جوهرية,, بتداعيات مصيرية,.
والأهم ان ملاحظتها التي تنطبق على الوالدين وعلاقتهما بالأطفال في فترة التنشئة، تنطبق أيضاً على المدرسات والمدرسين في علاقتهم الحميمية مع التلاميذ والتأثير الذي يتركونه في مرئيات ومعتقدات الأطفال.
إن من أخطر ما يقوّض الشخصية الإسلامية وينخر في قوة جذبها للجيل الناشئ، هو التطبيق الخاطئ، وتناقض المجتمع وعجزنا عن تفهيم النشء واقناعهم بأفضليتها، ولعل السبب هو عدم قدرتنا كمشرفين على التنشئة أن نردم الهوة بيننا وزمن أولادنا.
هذا الجيل ولد مفتحاً في خضم تقنية متطورة تغرقه بسيل متلاحق من المعلومات تنقل إليه العالم بخيره وشره في شاشة صغيرة سواء كانت شاشة أتاري، أو فيديو، أو بث فضائي، أو شاشة كومبيوتر وبرامج انترنت، وكثيراً ما ننظر إلى تأثر أطفالنا بمتغيرات الزمن ومستجداته كإتاحة الإنترنت وفضاءات الاعلام والتقنيات الحديثة، ونشعر بتزايد عجزنا عن مواكبة كل هذه المتغيرات بالاشراف الكافي على أطفالنا.
وقد يقودنا التخوف والتوجس، آباء ومدرسين، أمهات ومدرسات، إلى شيء من التشديد القشوري المفرغ من التقارب, التقارب والثقة هو جوهر المطلوب مع أولادنا وطلابنا لتفهم احتياجاتهم في هذه السن المتعطشة للمعرفة وفي هذا العصر التقني، لا يجب أن يقود الفهم التربوي الخاطئ ونظرية العصا لمن عصى لأن يهرب أطفالنا من فضائل انتمائهم روحياً ودينياً وأخلاقياً, وأي محاولة لتشكيلهم وجدانياً يجب أن تقوم على احترام متبادل وتفهم لاحتياجاتهم النفسية والعاطفية في مرحلة التأسيس للشخصية.
وقد سمعت بحزن كثيراً من الحكايات المؤلمة عن بعض ما يجري من تشديد في غير موضعه أو تعليم يأتي بنتيجة عكسية.
أحد الآباء مثلاً اتصل منذ فترة يسألني عن التأثير التربوي لما حدث بمدرسة أطفاله وهم في التمهيدي حيث المعلمة تحدثهم يومياً عن عذاب القبر للمذنبين والكاذبين ومشاهدي التلفزيون.
وهم كأطفال صغار فهموا أن الله سيعذبهم ان هم اخذوا حبة حلاوة دون إذن من أمهم، أو شاهدوا برامج الأطفال,, ولأن هذا قد حدث فعلاً فقد روعوا وابتدؤوا يعانون من الكوابيس الليلية.
|
|
|
|
|