| المجتمـع
* تحقيق: فايزة الحربي
التعليم الجامعي من اهم المواضيع التي تهم المجتمع وتؤثر في بنائه وتطوره وما تقدمه الجامعات للبلد هو اعداد اجيال المستقبل لحمل رسالة الوطن والدور الاساسي للجامعات هو تقديم المعلومات لطلابها واكتسابهم مهارات علمية وعملية تعدهم اعدادا تربويا واكاديميا.
ويتم ذلك عن طريق المناهج التي تدرس فهل المناهج الدراسية النظرية بجامعاتنا مرتبطة بالتطبيق العملي بعد التخرج.
لنسلط الضوء على هذا الموضوع من خلال اللقاءات التالية:
مواكبة عصر العولمة
في البداية التقينا بالدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة والتي عبرت عن رأيها في هذا الموضوع فقالت ان وجود قيادات تعليمية تتمتع بالخبرة والقدرة اللغوية والتجربة التربوية والعملية الهادفة ادى الى ان ارتبطت المناهج الجامعية ارتباطاً وطيداً (بالوظيفة) بعد التخرج واصبحت تنمية القدرة المعرفية والعملية للخريجة الهاجس الاساسي والرئيسي,, لزيادة انخراط القوى العاملة والمؤهلة التأهيل الصحيح.
ومن هنا حرصنا اشد الحرص ان يركز المنهج الدراسي الجامعي على (المنهج المتجدد والتدريب العملي الكفء) معا استعدادا لمواكبة عصر العولمة القادم.
ايضا كانت الوظيفة الجامعية التوجيه الرئيسي لخدمة المجتمع وتنمية توجيهاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لاعداد الكوادر البشرية اللازمة للمجتمع والبحث الاساسي والتطبيقي لحل المشكلات وتحسين اداء الخدمة ونشر العلم والبحوث التطبيقية مما يجعل من الجامعة في المجتمع مكانة.
وكما تتحمل الجامعة مسؤولية الاعداد تتحمل الطالبة الجامعية المتخرجة من اي قسم بالجامعة (سواء كان تربوياً او غير تربوي,, مدرباً او غير ذلك) على اعدادها الاعداد التأهيلي الوظيفي كمطلب وطني اولا وضرورة اقتصادية ثانيا,, لممارسة الدور الايجابي بجانب شهادتها التي حصلت عليها لاننا على يقين اكيد ان الخريجة السعودية قادرة على العمل طالما كان مناسبا في مناخه وبشكل يحافظ على كرامتها وهو امر حث عليه الاسلام ولا تحيد عنه بلادنا.
تلبية حاجة المجتمع
وكان لنا لقاء مع الدكتورة نضال الاحمد وكيلة قسم المناهج وطرق التدريس والمشرفة على مركز العلوم والدورات بجامعة الملك سعود بالرياض.
قالت ان قسم المناهج وطرق التدريس هو القسم المعني بالتخطيط للمناهج وطرق التدريس حيث انه يؤكد على بناء المناهج على أسس عديدة اهمها تلبية احتياج الفرد والمجتمع وتنمية المهارات المهنية للخريج فمما لا شك فيه ان المقررات التي يطرحها القسم ترتبط ارتباطا وثيقا بالواقع المهني للخريج من الناحيتين النظرية والتطبيقية واسوق على سبيل المثال لا الحصر بعض المقررات التي تعد الخريجة للمهنة (اي مهنة التدريس).
المناهج وطرق التدريس العامة تُكسب الطالبة مهارات عديدة مثل صياغة الاهداف، وبناء الاختبارات والتخطيط للدرس، واختيار طرق واستراتيجيات التدريس.
ولم يكتف القسم بهذا المقرر بل انه يطرح مقررا اخر يجعل الخريجة اكثر مهارة في تدريب مادة بعينها فهناك مقررات طرق التدريس الخاصة التي تنمي المهارة في تدريس مادة التخصص.
وعلى الرغم من ان المقررين السابقين يكسبان الخريجة المهارة النظرية والتطبيقية في آن واحد الا ان القسم يطرح مقرر التدريب الميداني حيث تقوم الخريجة بالتدريب على تطبيق مادرسته من نظريات واسس ومبادىء في ظل الامكانيات الموجودة والواقع المهني ويشرف عليهن استاذات متخصصات في المناهج وطرق التدريس.
الفجوة القائمة
والتقينا بالاستاذة الجوهرة ابا الخيل من معهد الادارة العامة بالرياض الفرع النسوي لتلقي الضوء على الموضوع حيث قالت رغم التجربة القصيرة في المجال العملي، الا ان ادراك الفجوة القائمة بين الدراسة النظرية الجامعية والممارسة الفعلية في ميدان العمل كان متيسرا منذ الايام الاولى للاحتكاك بالواقع العملي.
كان هناك احساس بان الدراسة النظرية شبه معزولة عن حياة المجتمع وواقعه فرغم ما تتصف به هذه الفترات الزمنية من موجات سريعة من التغير الاجتماعي والتغيرات السريعة التي يفرزها التقدم العملي والتكنولجي الا ان المرء يلحظ تعثر الدراسة النظرية في ملاءمتها وتوافقها مع ما تتطلبه هذه المتغيرات في سوق العمل وطبيعة المهن، فالتعليم الجامعي النظري لم يستطع ان يلاحق التغير الحاصل في مجال المعلومات، ولهذا حدثت الفجوة بين احتياجات الحياة العملية وبين ما تعلمناه نظريا ولم يعد كافيا في عالم تتغير فيه المهارات سريعا وتتجدد القدرات.
ان التركيز في الدراسة النظرية الجامعية والتشديد على استعمال الكتب المقررة ومعلوماتها بدون توفير المرونة في اختيار ما يلائم الاهتمامات والاحتياجات المعيشية اليومية، وحشو الذهن بالمعلومات الكثيرة دون ربطها بالواقع المعاش، خلق توقعات غير ملائمة لوضع واحتياجات الحياة العملية.
وبما أن هناك تشديدا زائدا في الدراسة النظرية الجامعية على الامتحانات والعلامات فهذا ادى الى تفشي النزعة الانانية والمنافسة السلبية بدل روح التعاون والاستعداد للعطاء وهي صفات مطلوبة في الممارسة العملية.
تطبيق عملي
والتقينا بالدكتورة نهى سليمان الشرفا المشرفة على قسم اللغات الاوربية بجامعة الملك عبدالعزيز حيث قالت ان الدراسة النظرية بقسم اللغات الاوروبية وآدابها لها ارتباط وثيق بالتطبيق العملي لان الطالبة لا بد وان تطبق مادرسته في حياتها اليومية الى جانب الحياة العملية لذا من الاهمية بمكان النظر في فتح باب الانتساب لتخصص اللغات الاوربية عن طريق النظام المتبع حاليا حيث انه لا يفي بغرض التطبيق العملي للطالبة اثناء الدراسة مما يجعلها دراسة ناقصة لأهم عامل وهو التفاعل مع اللغة هذا ما يود القسم ان ينوه له.
المناهج ذات شقين
والتقينا اخيرا بنجوى السيد معلمة مادة الفيزياء بالثانوية الاولى بالرس حيث قالت يسعدني ان اتحدث في هذا الموضوع بالذات حيث انه يعتبر موضوعا حيويا ويرتبط ارتباطا وثيقا بما تقدمه المعلمة خلال عملها الدؤوب في المدارس لان هذه المناهج ذات شقين اولهما نظري والاخر عملي.
فاذا اتجهت طالبة الكلية الى الدراسة العملية في المدارس تكون ملمة بمناهج الدراسة المتوسطة، الدراسة الثانوية وهي لا ترتبط مع ما تدرسه في مناهجها النظرية وبذلك لا نجد اي مجال للاستفادة من المناهج النظرية عقب تخرجنا من الكليات المتخصصة وبالتالي على مر الايام نجد اننا نسينا ما درسنا بالجامعة من مواد نظرية واكتفينا فقط بما ندرسه داخل المدرسة والرجوع من وقت لاخر لبعض المراجع المرتبطة بالمادة فقط والوصول بها الى تطوير مثمر متميز فنجد حشد المعلومات النظرية فقط في اذهان الطالبات يجعل مجال الافادة فيها قليلاً جداً وهذا عكس الدراسة العملية التي تحث على الابتكار باستمرار والتطوير في مختلف المجالات فاذا نظرنا من حولنا كيف حدث التقدم العلمي الحديث في شتى العلوم التي خدمت البيئة نجد انها نتجت عن دراسة عملية اكثر من الدراسة النظرية او ان كليهما مرتبط مع بعض وبالتالي اذا كانت الدراسة والعمل على منهج واحد كان العمل المؤدى في احسن صورة.
|
|
|
|
|