| مقـالات
يعلم المنصفون ان للمجتمع السعودي خصوصية تميزه عن باقي المجتمعات في العالم,, وهذه الخصوصية جاءت نتيجة التزام القيادة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية واعتبارها المصدر الوحيد لجميع التشريعات التنظيمية في الدولة,, بالإضافة إلى احتضان الوطن لأغلى المقدسات الإسلامية مكة المكرمة والمدينة المنورة,,, ولكون قادة هذا الوطن هم حاملو راية التوحيد التي عقد لواءها رسول الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً,.
ومثلما كانت المملكة قبلة للعالم الإسلامي تهوي إليها أفئدة جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض,, فقد كانت أيضاً هدفاً توجه إليه جميع سهام أعداء الإسلام باعتبارها القلعة الحصينة للدين الإسلامي الحنيف,.
لذلك لم يكن غريباً أن يصدر تقرير منظمة العفو الدولية متخماً بالتطاولات على تشريعات وأنظمة إسلامية شرعها الله سبحانه وتعالى وارتضاها المجتمع بجميع عناصره عن قناعة تامة,, وتمسك بها,, باعتبارها طوق النجاة لأفراده في خضم بحر متلاطم من الأمراض الاجتماعية والأزمات والمشاكل التي تنخر بالمجتمعات الأخرى,.
وإذا كانت المنظمة قد اتخذت من بعض الممارسات الخاطئة لبعض فئات المجتمع مطية للوصول إلى أهداف مبيتة مسبقاً,, فإن ذلك لم يكن ليغيب عن المنصفين وأصحاب القلوب السليمة الصافية,.
إن تطبيق معايير وثقافات المجتمعات الغربية في الحكم على المجتمعات الإسلامية يدل دلالة أكيدة على أفق ضيق,, وتفكير مختل,, ونظرة فوقية متعالية,, ومع ذلك فلم نر منظمة العفو الدولية تقدح في مواد الدستور الأمريكي وهي تشاهد وتسجل الممارسات الخاطئة لبعض أفراد المجتمع الأمريكي,, ذلك المجتمع الذي تحول بمعاييرنا وثقافتنا الإسلامية إلى مجتمع متحلل من القيم الدينية والأخلاقية,, لكننا لن ننزلق في نفس المنزلق الذي وقعت فيه المنظمة,, ولن ننتقد دستورهم أو ثقافتهم,, فلكم دينكم ولي دين ,.
إن ما لم تستوعبه المنظمة أننا مجتمع يؤمن بأن تطبيق الشريعة الإسلامية هو الحل الوحيد لجميع مشاكل المجتمع,, وأن لنا في القصاص حياة ,, ويكفي التقرير أنه استقى معلوماته من خارجين عن القانون ليكون حجة عليهم,, ويؤكد التوجه المتصاعد لتسييس المنظمات الدولية غير الحكومية لخدمة أهداف جهات مشبوهة في ظل ما يسمى بالنظام الجديد ذي القطب القيادي الأوحد ,.
ومع كل المغالطات الواردة في التقرير,, والتطاول السافر على ثوابت شرعية إسلامية إلا أنه غفل او تغافل عن إدراج هياكل إدارية موجودة تمارس عملها لمراقبة ومنع أي ممارسة خاطئة لممثلي السلطة التنفيذية أو القضائية,, ويؤكد تبييت النوايا السيئة تجاه المملكة وشعبها بالقدح في أحد أهم ثوابتها وقيمها الدينية,.
*أمين عام مجلس منطقة القصيم*
|
|
|
|
|