| مقـالات
معظم القراء حين يطالعون هذا العنوان سوف يتبادر الى أذهانهم مشهد البوادي الملأى بالأرز يتوجها كتل من لحم ضاني مطبوخ على نار هادئة في انتظار ان تمتد المائدة الارضية لتحاط برجال شمروا عن سواعدهم ورددوا دعاء الطعام بسم الله قبل ان ينقضوا على بركة الله لتفتيت اللحم بالأيدي او تقطيعه بالسكاكين ان كان بعض المدعوين قد عادوا لتوهم من رحلة البعثات التي توقفت في السنوات الاخيرة بعد أن ضاقت الوظائف عن استيعاب أعدادهم المتكاثرة وطوابير الانتظار سئمت إسماعها سوف وإن شاء الله وما شاء الله, أعود الى حديث المائدة التي قد يتصور بعض القراء أنني من فوارسها وشاهد على عصرها الذهبي بينما الأطباء منعوني حتى من النظر اليها لأن النفس أمارة شأني في الانجذاب نحو الأشياء الجميلة والفاتنة فحكموا علي بالتواري عن هذه المشاهد ذات الجاذبية بعد أن ثبت ان الرز واللحوم الحمراء وحتى الرغيف الأبيض من أعوان مرض السكر الخبيث الذي يتوارى خلف الحلاوة التي كنا نحبها منذ الطفولة ونحسبها من علامات الصحة والنعيم لأن أبناء الأثرياء يتفاخرون بامتلاك نواصي تلك الحيزبون المليحة.
عفواً,, كالعادة سرحنا معاً على رائحة المائدة وهذا دليل على أنه مازال في النفس من حتى اللغوية المشهورة, لأقول بسرعة بأن أحد المعارف ولا أذكر أنه من الكرماء وحتى لا يغضب فهو ليس من المتسرعين في الولائم دعاني لأول مرة على عشوة أو غدوة,, لا أذكر، إنما ذلك وحده ما حفزني على سؤاله عن المناسبة فقال ضاحكا هل تصدق,, لقد عثروا لابنتي على وظيفة,, وهو حدث في هذا الزمن المسكين يستحق الاحتفال وإقامة الولائم,, أجبت,, معك حق,, إنما الذي يستحق مثل هذا التكريم والشكر لله أولا ديوان الخدمة ورئاسة التعليم التي تبرأت من التوظيف بشعار مقبول.
إنها جهة تعليم وليست جهة توظيف، بينما سكت ديوان الخدمة لأنه جهة التوظيف ولا يعنيه التعليم إنما يسأل فقط عن المؤهل ومصدره.
|
|
|
|
|