| الطبية
يعرف المغص عند الطفل الرضيع بأنه بكاء دون وجود سبب واضح أو بكاء متقطع مرة أو مرتين يومياً ويكون الطفل في حالة صحية جيدة ( أي ليس مريضاً أو به أي ألم) ويكون الطفل شبعان وليس جائعاً ويستمر الكباء عادة من ساعة إلى ساعتين ويكون الطفل بين نوبات البكاء طبيعياً ويتوقف الطفل عادة عن البكاء عند حمله وتبدأ هذه النبوبات قبل بلوغ الطفل أربعة اسابيع من العمر وتبدأ عادة في الاختفاء عند بلوغ الطفل ثلاثة إلى أربعة أشهر, أما أسباب هذا المغص فإنه من الطبيعي أن يبكي الأطفال خلال الشهور الأولى من حياتهم، وعندما يبكي الطفل الرضيع دون سبب واضح مثل الجوع أو ارتفاع حرارته أو وجود ألم فإننا نسمي هذا (مغصاً) ويعاني منه حوالي 20% من الاطفال الرضع وعلى الرغم من أنه لا يمكن الجزم بأسباب المغص إلا أن الطفل في هذه الحالة يبدو بحاجة إلى الاحتضان أو النوم إن الاطفال الذين يتطلبون عناية كبيرة وذوي المزاج الحساس أكثر تعرضاً للاصابة بالمغص ولا داعي للقلق وهذا لا يعني سوء رعاية من الوالدين وينصح بالتربيت على ظهر الطفل ليتجشأ لأن المغص احياناً يحدث بسبب كثرة الغازات ولكن قد تسبب الحساسية من حليب الابقار المغص عند القليل من الأطفال ولكنها تكون عادة مصحوبة بالاسهال والتقيؤ بالاضافة إلى المغص وأحياناً يحدث المغص نتيجة ألم البطن أو تصلب في عضلات البطن هو أن الطفل يشدها أثناء البكاء ومن الطبيعي أن يرفع الطفل رجليه ويثني ذراعيه عند بكائه، كما أنه ليس لهذا البكاء الشديد تأثير ضار على الرضيع ومن المعتاد أن يبدأ هذا البكاء الشديد في التحسن بصورة تلقائية عند بلوغ الطفل ثلاثة اشهر ويختفي بعد سن أربعة أشهر وعلى الرغم من أنه لا يمكن وقف هذا البكاء تماماً، إلا أنه يمكن بالعلاج التقليل من مدة بكاء الطفل وعلى المدى الطويل يكون هؤلاء الأطفال أكثر حساسية وتأثراً بالأشياء التي تحيط بهم، كما ينصح أثناء المغص بهز الطفل واحتضانه عندما يبكي.
ويجب تعويد الطفل على النوم أثناء الليل بدلاً من النهار، كما يفضل عدم ارضاع الطفل كلما بكى فالجوع هو فقط أحد أسباب البكاء عند الأطفال وتستغرق المعدة ساعتين لكي تصبح فارغة، لذا يجب الانتظار هذه المدة بين الرضعات حتى لا يصاب الطفل بتقلصات نتيجة لامتلاء معدته وانتفاخها، أما بالنسبة للطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية فننصح الأم بالاستمرار بالرضاعة الطبيعية إلى أن يبدأ وزنه بالزيادة (عادة خلال الأسبوعين الأولين من العمر) كما أن الاطفال الذين يرضعون مرات عديدة أثناء النهار ينتابهم الجوع على فترات متقطعة أثناء الليل، أما إذا كان الطفل يرضع حليب الأبقار ثم أصيب الطفل بالاسهال أو القيء أو الاكزيما أو الصفير في الصدر فقد يكون سبب البكاء حساسية ضد حليب الأبقار خاصة إذا كان هناك أحد من أفراد العائلة لديه نفس المشكلة (حساسية ضد حليب الأبقار) فإذا وجد أي من هذه العوامل فينصح باعطاء الطفل حليباً ضد الحساسية وننصح الأم بالاستمرار على الرضاعة الطبيعية كما أن الأدوية المتوفرة التي قد يستعملها بعض الأطباء لعلاج المغص عند الأطفال ليست ذات فاعلية تذكر (خاصة تلك التي تحتوي على الفينوباربيتال) فهي خطرة على الأطفال في هذه السن، كما أن الأدوية التي تبطىء نشاط الأمعاء مثل (انتيكولينيرجيك) قد تسبب امساكاً أما الأدوية التي تزيل الفقاعات الغازية فهي ليست مفيدة كما بينت بعض البحوث حديثاً إلا أنها لا تسبب أضراراً أيضاً، أما استخدام التحاميل أو وضع ترمومتر بالمستقيم للتخلص من الغازات فليس منه جدوى سوى أنه قد يسبب تهيجاً بفتحة الشرج، ولا تضعي الطفل منبطحاً على وجهه لأنه قد يزيد من خطر حدوث موت الطفل اختناقاً في فراشه لأن الطفل قد لا يستطيع رفع رأسه بدرجة كافية ليتنفس.
د, أسعد محمد علي عبدالله استشاري طب الأطفال
|
|
|
|
|