| الريـاضيـة
كان يجب أن يظهر النهائي الآسيوي بذلك الشكل الدراماتيكي في أحداثه ليكون لفوز الزعيم طعم مختلف وشكل مغاير ورونق خاص وعذب.
لقد كان بمقدور الزعيم ان يكر أهدافه الثلاثة دفعة واحدة يكتم بها أنفاس اليابانيين منذ البداية ويتسلّم الكأس الآسيوية بأسلوب بطولي كلاسيكي معتاد سبق ان كرره وفعله مرات عديدة ولكن الزعيم أراد ان يكون لبطولته الآسيوية هذه بعد آخر ومتميز عن ما سبق وما سيأتي من بطولات, فلقد سجل الهلال في البداية وفي الدقيقة الثانية من المباراة كاستعراض للقوة فقط ثم سمح لليابانيين عن طواعية ان يسجلوا هدفين متتابعين ليلعب معهم لعبة قدّم الغشيم والحقه ولم يستعجل أبناء الزعيم في اللحاق باليابانيين بل تركوهم يطمئنون الى تقدمهم المصنوع بفعل هلالي والمحبوك بخطة زرقاء حتى إذا ما تحفز ابناء بلاد الشمس المشرقة للصعود للمنصة وهيأوا أنفسهم لتسلّم الكأس باغتتهم غيمة زرقاء أطفأت نور شمسهم وحجبت رؤية الكأس عنهم, لقد مارس الهلال مع جابيليو لعبة القط الذي لا يأكل فريسته ولكنه يتسلى بها.
وفي الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي تعامل الهلال بعنف مع الشباك اليابانية مما أحدث هبوطا حادا في أسعار بورصة طوكيو لم يكد المتعاملون فيها ان يفيقوا من صدمتهم حتى حدث زلزال كبير اهتزت له أرجاء اليابان مقداره ثلاثة أهداف بمقياس سيرجيو أي ما يعادل ثلاثين بطولة بمعيار الهلال.
وهكذا اسدل الزعيم ستار البطولة الثلاثين بكأس آسيوية لا أروع ولا أجمل.
***
بلغة الارقام التي لا تعترف بالزيف والخداع الانشائي ها هو الهلال يتربع زعيما للكرة السعودية ببطولاته الثلاثين وزعيما للكرة الآسيوية ببطولاته الأربع المنوعة بين أبطال دوري وأبطال كؤوس وسوبر, وهي بطولات لم يسبق لأي ناد آسيوي ان حققها بذات الكم أو الكيف.
***
كاد الحكم الماليزي سيلاراجان ان يقتل كل الآمال الهلالية ويحطم الاحلام الزرقاء بارتباكه وارتعاشه وارتباشه, لقد كان حكما ضعيفا أمام كل المخاشنات والالعاب العنيفة لليابانيين وما تغاضيه عن دخول ذلك الياباني الأرعن على ساقي وركبتي خميس العويران بشكل عنيف وعن سابق تعمد إلا دليل على انه في واد والتحكيم في واد آخر, أما منحه للاعب الياباني (هاتوري) الذي يلبس القميص رقم (6) لبطاقتين صفراوين في المباراة فتلك كارثة ومصيبة كبرى لا يعادلها إلا دفاع الاستاذ عبدالرحمن بن دهام عنه وإشادته به بعد المباراة وتأكيده على نجاحه,,!! فيا ليتك يا أبا عبدالعزيز سكت بعد المباراة واكتفيت بالمباركة والتهنئة للهلاليين ولم تتطرق للتحكيم الذي فشل بكل المقاييس ووقع في أخطاء فنية صرفة لا علاقة لها بالاجتهاد والتوفيق والتقدير, ورحت تشيد بنجاحه.
انها مغالطة للواقع ومكابرة غير مبررة فيها الكثير من عدم احترام العقل وفهم وإدراك الآخرين, ويذكرنا ذلك بتبريره اللامنطقي لحادثة اعتداء حسين عبدالغني على حمزة ادريس وكيف انه حاول تبرئة الاول وتحميل الثاني المسؤولية بقوله ان حمزة هو المخطئ لانه امسك الكرة بعد دخولها المرمى الاهلاوي والقانون لا يعطيه ذلك الحق,, ولكن هل يفسر لنا أبو عبدالعزيز كيف يعطي القانون لعبدالغني ان (يدبغ) حمزة في المرمى لمجرد انه امسك الكرة بعد الهدف؟! لقد تغيرت الدنيا وقانون كرة القدم ليس كيمياء أو فيزياء نووية أو ذرية,, ولكن من يفهم؟!
***
إذا كان الماليزي سيلاراجان قد فشل ومعه مواطنه فيلابان في الترصد للهلال هذه المرة وسلبه البطولة رغم محاولته فليحذر الهلاليون مما سيفعله سكرتير الاتحاد في مباراتي السوبر اللتين ستجمعان الهلالي السعودي بشيمزو الياباني, فذلك المسؤول الآسيوي يعتقد ان فوز اي فريق ياباني او كوري ببطولة آسيوية هو دعم لهاتين الدولتين جماهيريا وإعلاميا وفنيا في استضافتهما لكأس العالم القادمة,, وإذا كان قد فشل في (منح) جابيليو كأس بطولة الاندية ابطال الدوري فإنه حتما سيقطع على نفسه عهداً بألا يفشل في السوبر, ومن هنا يجب على الهلاليين الحذر والتنبه لمثل هذه الممارسات وأول إجراء يجب عليهم اتخاذه الآن هو الرفع للاتحاد الآسيوي عن طريق الاتحاد السعودي بالاحتجاج على اسلوب وطريقة ادارة المباراة النهائية بقيادة (سلاراجان) وابراز الاخطاء التحكيمية والفنية التي وقع فيها لان في هذا الاجراء حماية ووقاية لهم من اي محاولات او ممارسات تحكيمية قادمة قد تسلبهم حقوقهم كما حدث في السابق.
***
فوز الهلال بكأس الاندية الآسيوية أتاح له الفرصة للفوز بخمس بطولات في موسم واحد فبعد الفوز بكأس الامير فيصل وكأس المؤسس وكأس آسيا سيلعب الهلال على كأس سمو ولي العهد وكأس السوبر الآسيوي فهل يستطيع الزعيم استثمار هذه الفرصة التاريخية؟!
***
المعلق الشاب الزميل نبيل نقشبندي ارتقى بمستواه التعليقي في المباراة النهائية إلى مستوى الحدث وكان بالفعل رائعا ومتجليا ويستحق الإشادة والتهنئة على نجاحه الكبير وقد كان دخوله عالم التعليق الكروي قبل عدة سنوات ينبئ عن قدوم معلق متميز, وهكذا كان.
كما يستحق التهنئة ايضا المخرج التلفزيوني عبدالرحمن العنيق الذي نجح في ادخال المشاهد إلى قلب الحدث في الاستاد واستطاع ان يتدارك الفشل الذي وقع فيه مخرج المباراة الاولى للهلال أمام سامسونج الكوري يحيى عسيري الذي لم يستطع مواكبة المباراة ولا أحداثها وغابت عنه اشياء كثيرة فحرم المشاهد المتعة والإثارة.
***
أجمل ما في الاستديو التحليلي التلفزيوني لمباريات هذه البطولة الآسيوية انه تخلص من بعض العينات التي تحاول خدش وتلويث مثل هذه الانجازات الزرقاء البراقة واللامعة.
عبدالعزيز الهدلق
|
|
|
|
|