| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ثم أما بعد.
لقد خطفت يد المنون شيخا من شيوخ سدير وشمعة مدينة العطار وإمام جامعها ومطوع أهلها له القدر المعلى في المعالي ويد سخيه في الكرم وشاعر ذو قريحه متميزه جمع المجد من أطرافه فحاز على رضا ربه إن شاء الله وعلى محبة أهله وناسه ومعارفه كان ذا محيا باش سمح السجايا يحب الإصلاح بين الناس لا يبخل بجاهه وماله وقلمه لم يتوان عن إغاثة الملهوف وإكرام الضيف والبر بأصدقائه ومعارفه يحتفي بالقادم إليه مهما صغر مقامه لا يتعالى بعمله على الأخرين ولا يرفع صوته مع المتحاورين، مجلسه عامر بالعلم النافع والفوائد الجمة ذلك هو العلم البارز والشيخ الوقور والمربي الفاضل والإمام التقي الذي لا يخفى اسمه/ أبو عثمان إبراهيم بن عثمان بن محمد القديري الذي ولد بمدينة العطار عام 1350ه ودرس بها ثم تولى إمامة مسجدها الجامع من عام 1371ه بتكليف من الشيخ العنقري رحمه الله, كما درس لأبناء العطار مدة تزيد عن 42 سنة وتولى إدارة المدرسة السعودية بها فتخرج من تحته يديه العلماء والأطباء والمهندسون وغيرهم من الذين يحفظون الفضل بعد الله له, كما كان يصلح بين الناس ويوجههم لما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم وكان مأذون انكحه لهم وقلمه من الأقلام التي يثق بها القضاة بالمنطقة لما يتمتع به من سمعة حسنة وبعد عن الهوى والميل, كما ترأس اللجنة الأهلية الرئيسية بمركز التنمية الاجتماعية بروضة سدير من تاريخ تأسيسها عام 1399ه والتي تخدم 13 بلداً بالمنطقة ولها مشاريع وبرامج متعددة استفادت منها المنطقة أيما استفادة, هذا وله من الأعمال الكثيرة التي لا تحصى والمناقب الكثيرة التي لا تحصر وقد عانى رحمه الله في نهاية حياته من بعض المتاعب الصحية وقد كان صابرامحتسبا ووفاه الأجل المحتوم فجر يوم الأربعاء الموافق 14/1/1421ه بالمستشفى الجامعي بالرياض وصلي عليه بمسجد الراجحي ودفن بالرياض من عصر اليوم نفسه وقد صلى عليه خلق كثير امتلأت جنبات المسجد بهم وهذه والله بشرى خير له وقد عرفت أبا عثمان رحمه الله عام 1406ه وزاملته في اللجنة الأهلية الرئيسة وعرفته حق المعرفة في زياراتنا لمراكز التنمية الاجتماعية بالمملكة وما يتمتع به من ثاقب البصيرة وحسن التصرف وحنكة في القيادة والورع والتقى وحسن الحديث واعطاء كل ذي حق حقه هذا ما نحسبه والله حسيبه.
وإنا بفقده سنفقد أمة عظيمة في رجل لما كان يسديه من أعمال جليله فرحم الله أبا عثمان واسكنه فسيح جناته لقاء ما قدمه لوطنه, ومليكه ولاهله, ونسأل الله العلي القدير أن يجبر كسر زوجته ويحسن العزاء لأبناء أخيه عثمان وعبدالله وناصر ولآل القديري ولأبناء العطار ولأهالي سدير عامة وأن يعوضهم فيه خيرا.
كما أوصي أبناء أخيه بالسير على نهجه واستكمال مشروعه مشروع مركز إبراهيم القديري الثقافي بالعطار ووضع مكتبته ومقتنياته به وسرعة افتتاحه حتى يظل اسمه محفورا للاجيال القادمة.
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولكن لا نقول الا ما يرضى الرب إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا على فراقك يا إبراهيم القديري لمحزونون ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو الخبير العليم.
عبدالرحمن بن محمد السلمان سدير
|
|
|
|
|