** هذه البلاد,, منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله,, وهي دولة العلم والعلماء.
** لقد ركزت بلادنا تركيزاً دقيقاً على تنشئة الإنسان السعودي تنشئة علمية,, وربطه بالعلوم والمعارف من كل فن وصنف,.
** ولهذا الغرض الحضاري الكبير,, كان أول ما أنشئ في هذه البلاد,, المدارس والمعاهد,, ورغم ضيق ذات اليد في بداية التأسيس وحاجة البلاد إلى كل ريال,, كان الصرف على المدارس وعلى التعليم وعلى المعاهد وعلى الابتعاث بسخاء منقطع النظير,, وكان من حسن حظ التعليم,, أن تكون حقيبة أول وزارة,, في يد قائد مسيرتنا ورائد نهضتنا,, خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله,, فحلّق بالتعليم عالياً,, وخطا به خطوات جعلته محل تقدير العالم كله,, من أقصاه إلى أقصاه.
** لقد افتتحت الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة,, وفتح باب الابتعاث للاحتكاك بالعلوم والمعارف الأخرى والاستفادة من العلوم الحديثة ومن تجارب الآخرين,, وحرصت بلادنا أشد الحرص,, على أن يكون الإنسان السعودي في مستوى علمي مشرف,, وأن يشار له بالبنان في هذا العالم,, وبالفعل,, تحقق لها ما أرادت بفضل الله.
** وتشجيع التعلم في بلادنا من قِبَل قيادتنا الرشيدة,, لم يقتصر على مجرد رصد ميزانيات ضخمة,, ولا على مجرد رسم الخطط والاهداف والبرامج ودراستها دراسة دقيقة,, بل ان قادتنا وفقهم الله,, حرصوا على ان يكونوا قريبين أشد القرب من أبنائهم الطلبة في كل مناسبة,, يرعون مناسبات التخرج,, ويقدمون الهدايا والشهادات للخريجين .
** كما تم إنشاء أكثر من جائزة علمية,, سواء على مستوى البلاد أو مستوى أمراء المناطق,, فتنافس أبناؤنا الطلبة من أجل التفوق العلمي,, وحققت هذه الجوائز كل الغايات المرجوة منها,.
** ويوم أمس القريب,, كان حضرة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يستقبل معالي وزير المعارف,, ليناقش عن قرب,, مشروع الحاسب الآلي المدرسي,, ذلك المشروع الوطني الطموح.
** لقد حرص سموه على أن يناقش تفاصيل هذا المشروع ويطّلع على كل صغيرة وكبيرة فيه,, وأن يوجه العاملين في التعليم لأفضل السبل,, لاستثمار هذا المشروع الطموح من أجل أبنائنا الطلبة,.
وفي برقية وجهها سموه الكريم إلى معالي وزير المعارف,, حملت لنا هذه الكلمات الصادقة المعبرة,, كيف ينظر مثل هذا الرجل العظيم الى مشروع وطني تعليمي حضاري بهذا المستوى,, وكيف أن سموه حفظه الله,,, لم تأخذه مشاغل العمل,, ولا مسؤوليات السياسة العليا,, عن أن يهتم ببرنامج تعليمي مدرسي,, يهدف إلى تطوير كفاءة وقدرات أبنائنا الطلبة,.
** وقد أكد سموه في هذه الرسالة الوطنية المعبرة,, على ضرورة الأخذ بكل وسائل التقدم والرقي,, وأخذ كل نافع ممن سبقونا,, وازدراء كل دخيل,, مضيفاً سموه ولننهل من معين العلم صفو المشرب خدمة لديننا وأمتنا,, وليكن ذلك,, حاجة لا ترفاً .
** إنني أتمنى,, لو أن كل مدرس,, وكل مدير,, وكل مربٍّ,, وكل طالب,, وكل ولي أمر,, قرأ هذه الرسالة التاريخية وتمعن فيها جيداً,, وبما تحمل من روح,, وما تحمل من معانٍ عظيمة.
** إنها رسالة عظيمة,, وقعت في قلوبنا موقع التأثير,, وتركت في أنفسنا أثراً بالغاً,, فهذه هي قيادتنا,, وهذه,, هي نظرتها لأبنائها,, وهذا,, هو ما نريده لأجيالنا,.
** نعم ,, نحن نريد أن نسبق حتى الذين سبقونا في التعليم.
** نريد لأنفسنا موقعاً متقدماً بين الأمم,, ونريد لأنفسنا أن نكون أهل العلم والوعي والتحضر,, مع التمسك بثوابتنا الإسلامية الراسخة,, وهو ما أشار إليه سموه في كلمته الموجزة الرائعة.
** وامتداداً لهذا الاهتمام الكبير,, والدعم السخي من سموه للتعليم ولأبنائه الطلبة,, تبرع سموه الكريم بمبلغ عشرة ملايين ريال لمشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي كما تبنى سموه الكريم (300) طالب سنوياً طيلة مدة دراستهم.
** هذه الارقام,, تعني لنا,, الشيء الكثير,, وتعكس مجدداً,, حجم الاهتمام الكبير بهذا المشروع الحضاري الضخم,, الذي يمثل نقلة نوعية متقدمة في مجال التعليم.
عبدالرحمن بن سعد السماري
|