| محليــات
في تعبير مختصر بليغ عن طموحاتنا الوطنية والانسانية المستقبلية، حدد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في برقيته لوزير المعارف الهدف الاستراتيجي الأسمى لمشروع الحاسب الآلي المدرسي الذي أصبح مسماه الرسمي: مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي .
ومن جوهر ودلالات كلمات سموه الكريم في برقيته لوزير المعارف نفهم أن ذلك الهدف الاستراتيجي من إدخال الحاسب الآلي كوسيلة تقنية عصرية ومستقبلية متقدمة للتعليم وللتأهيل الذاتي للتعامل مع متطلبات وتطلعات وتحديات الحياة في الحاضر والمستقبل خاصة في ظروف التداخلات السلبية والإيجابية لمعطيات العولمة كنظام جديد للعلاقات بين الدول والشعوب,, نقول من جوهر ودلالات كلمات سموه، نفهم أننا مطالبون (بأن ننطلق بفاعلية الى تحقيق الافضل لتأهيل أبنائنا من الأجيال السعودية الشابة لمحاكاة العصر ومتغيراته واحتياجاته المتسارعة بما يحتم على كل أمة مدركة لأهمية الاجيال القادمة وتأثيرها على المسار الوطني، أن تنهض بمقدراتها لتحقيق الوعي الأمثل لدى أبنائها في محاولات جادة وحثيثة لإعاقة كل غثٍّ لا يسمن ولا يغني من جوع ودفعاً لكل فائدة لنا نحن في المملكة العربية السعودية شعباً وحكومةً أحوج إليها في زمن التقنية وعلومها).
وفي ضوء هذا التحديد ودلالاته، يمكننا أن نكتسب الثقة بأنفسنا إذا ما استحضرنا تجربة ما يزيد على نصف قرن من عمر دولتنا الوليدة وكيف استطعنا خلال هذه الفترة الزمنية التي لا تُعَدُّ شيئاً في أعمار الدول، أن نحقق بعزيمة الرجال، وإرادة الحياة والتطور أحدث نهضة حضارية لدولة معاصرة وحديثة الإمكانات والمعطيات والوسائل العملية لمواصلة تقدمها المتصاعد إلى آفاق عليا من الازدهار الحضاري.
إن واقعنا اليوم يشهد لنا بأننا حكومة ومواطنين: استطعنا ان نستفيد من أكثر المعطيات التقنية تطوراً في ملحمة كفاحنا الوطني وطموحنا الانساني حتى أصبح لنا رصيدٌ متنامٍ من الانجاز التنموي يواكبه في نفس الوقت ومن عطاء نفس الملحمة رصيدٌ متعاظم من الكوادر الوطنية التي اكتسبت خبرتها الواسعة وثقافتها العميقة بالتقنيات الحديثة التي يستوعبها الحاسب الآلي في كل موقع درس وعمل وتعامل.
ويجيء مشروع الأمير عبدالله وأبنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي لفتةً وطنية وإنسانية من سمو ولي العهد الأمين نحو جيل اليوم وجيل المستقبل من شبابنا الوطني ليكونوا قوة وطنية عاملة ومؤهلة وواعية بقيمة الحاسب الآلي كمدخل صحيح ليس فقط للتعامل مع متطلبات الحياة اليومية في العمل العام والخاص، بل ولفهم خاصية التغير والتجدد المتلاحقين بين الفينة والأخرى بتسارع يجعل المتخلفين عن المواكبة في حالة لهاثٍ دائماً نهايته الإعياء والعجز عن الملاحقة والاستيعاب.
وكما قال سموه قبل أيام مضت (إن مَن لا يُحسن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، سيكون أميّاً خارج العصر,,) ولن نكون كذلك إن شاء الله ما دمنا نستجيب عزماً وإرادةً وعملاً لمتطلبات العصر والتأهل لقبول تحديات الحياة فيه بلغتها الناجزة وهي التقنيات المتجددة باعتبارها أفضل أدوات الأمة الطموحة لتواصل مسيرتها التقدمية، لتحتلَّ المكان الذي يليق بها بين أمم الدنيا الأكثر وعياً وأهليةً وجدارة بالتقدم الحضاري.
الجزيرة
|
|
|
|
|