| الفنيــة
* لندن ابراهيم معروف
منذ عدة عقود كان صوته الرخيم وموسيقاه العميقة الأصيلة المعبرة ترحل عبر آلاف الأميال تطرق الأذن العربية بهدوء راحلة، وإيقاعات نوق ترحل تحت القمر، في فضاءات من الاحساس العاطفي العميق، وحيث ينسدل ستار الخيمة على نهايات الليل وعبق القهوة العربية الممزوج بالمال وبآمال الصباحات الجديدة,, ترك طلال مداح بصمات لا تمحى في سجل الاغنية العربية وكسب اجيالا متنوعة الاهتمام لرحاب اغنيته المميزة.
ولا غرابة إذن في ان نتسقط اخباره محاولين اخراجه من السيرة الهادئة والعطاء الفني الرفيع الذي يوسم اعماله الموسيقيه, كانت زيارته قصيرة للعاصمة البريطانية، وصحية على الاخص، وكان لالجزيرة فرصتها في ان تختطف منه هذا اللقاء وهو في صالة المطار ينتظر طائرته التي تقله عائدا الى موطنه بعد الاطمئنان على صحته.
* وانت تغادرنا عائدا الى الوطن بماذا يمكن ان تجيب عما هو متوقع من كتابات صحفية وتوقعات عن زيارتك هذه الى لندن؟
في الواقع جئت لزيارة طبيبي حسب الموعد المقرر سلفا وقد سبق ان اجريت لي عملية جراحية، والزيارة من اجل التأكد من سلامة العملية ونتائجها.
,,اذن نحمد الله في ان فناننا الكبير في خير وصحة جيدة حمدا لله.
* استاذ طلال الحديث معك هو حديث مع احد القمم الفنية من حيث أصالة اللحن واصالة القصيدة وقد كنت سابقا في ارتياد ميدان الأصالة خليجيا فماذا تقول عن غياب القصيدة الاصيلة في موسيقى اليوم؟
فن القصيدة انا الذي بدأته في الشرق الاوسط وكان قبل ذلك طارق الحكيم وغيره ولكنني لاحظت في السنوات الاخيرة بدأ اتجاه بعض الفنانين الى القصيدة وبالأخص الاخ والزميل الفنان كاظم الساهر.
وقد التزمت بالقصيدة المغناة في السهرات الخاصة غير اني قمت بأداء الاغنية العامة في الحفلات العامة خلال حفلاتي في مصر مثلا.
* وهل تمسكك بهذا اللون هو اعتزاز ام ماذا؟
التزامي بهذا اللون من الغناء هو التزام بلون الجيل الذي سبقني، والذي اخذت منه واشتهرت فيه على نطاق العالم العربي، وليس من المعقول ان اقدمه في السهرات الخاصة واحرم منه الجمهور الذي يسعى الى اقتناء شريط كاسيت.
* معروف عنك بُعدك عن الاضواء وهدوء السيرة والابتعاد عن البهرجة، أهي فلسفتك الخاصة في العطاء الفني؟
لا اعتقد انها فلسفة خاصة بل ان لحكم السن دورا في هذا السلوك، انت تعرف نشاط الشباب وهناك فرق بين ما كنت اقدمه في السابق وما اقدمه الآن.
* وانت تطوي عقودا من هذه السيرة الفنية اين تضع كف الاطمئنان على الاغنية في أي الاصوات او الالوان الغنائية الحالية؟
هناك قول معروف لكل زمن دولة ورجال والشباب الذين هم في الساحة الآن كنا مثلهم نوصف بالشباب في زمننا لكنهم اضافوا الان هذا اللون الغنائي الحالي.
صحيح انه لا يشبه اللون الذي قدمه جيل عبدالوهاب والسنباطي والاطرش لكنهم في عدم تقديمهم لذلك اللون لا يعني انهم يستهينون به، بل بالعكس ربما لعدم وجود الامكانية في تقديم القديمة وربما المسألة تحددها الملكات الخاصة لديهم، كما لا تنسى ان للجمهور حكمه واحتياجاته ايضا.
* لكن الجمهور تقبل بشكل لم يسبق له اغنية عبدالوهاب (من غير ليه) وبيعت منها ملايين النسخ في اليوم الاول.
- اذا ارتقى الفنان في تقديم ما هو لائق تأكد ان الجمهور يحفظ له ذلك ويقدّره.
* وهل يأتي (ألبومك) الاخير ضمن هذا الجهد؟
لقد عرفت بهذا اللون وقد ألِفني الجمهور بهذا النوع من الغناء وهو امتداد للون الذي سبقني ونشأت عليه.
وقد وجدت من حق الجمهور ان يعرف ويتواصل مع جيل الأولين وانا اعتبر نفسي منتميا لهم، وحين اتواصل معهم فإنما ذلك لكي ابرىء ذمتي لديهم.
* وهل ترى في اصوات اليوم ما يجعلك تطمئن الى مواصلة هذه المسيرة؟
لا استطيع تسمية فنانين بهذا الخصوص والكل له مميزاته وربما في تقبل الجمهور لهم ما يكفي للدلالة على وجود تذوق لهم او لأي احد منهم,, ومبيعات الفنان من أشرطته تدل على جماهيريته.
* وانت تحاكم الاغنية هل تضع ما يريد الجمهور اولا ثم ماذا يريد الفنان ان يقدم بدلا من ذلك؟
انا لا أؤمن بالفلسفة التي تقول (لابد ان ترتفع بالجماهير، ولازم تنزل الى الجماهير) انني اؤمن بالجهد الفني الذي تضعه في ذلك الشريط وهذا بالتالي يقرر النجاح او الفشل.
* عربيا انت مشهور ولكن ومع ترافق الاهتمام الغربي بالموسيقى الشرقية ماذا تعتقد افضل طريقة لمخاطبة الغرب؟
انا شخصيا توقفت عن القيام بالحفلات واشعر انني كبرت على هذا,.
* لكنك مازلت شابا بعطائك يا استاذ طلال.
- الذي اقصده ان الحفلات تحتاج الى جهد فني كبير، تحتاج سفرا وبروفات والتزاما بأداء الحفلة في ذلك البلد وغيرها واعترف انني صحيا لست بمستوى ذلك.
* وعلى ذكرى الشباب هل هناك أصوات شابة تنوي التعاون معها؟
هناك كاسيت ينوي الفنان محمد شفيق انجازه اقوم بتقديم موسيقاه.
* وجهدك الخاص انت هل تعتكف حاليا على تقديم شيء جديد؟
مازلت متواصلا في دراسة الموسيقى الكلاسيكية وشتى انواع الموسيقى وعلى الفنان الا يبقى مكتفيا بما حوله.
* وماذا يميز الكاسيت الاخير؟
انا اسميه (طلاليات) أو (جلسة) وهو اللون القديم وهو اقدم مني او من طالب الحكيم ورغم ان بعض الاغنيات فيها ألحاني لكنها تندرج ضمن اسلوبية ذلك اللون.
* وماذا تقول للفن عربيا؟
اتمنى لهم التقدم كما اتمناه لنفسي.
* والجمهور هنا في بريطانيا ألا تعده بشيء؟ (جلسة) طلاليات مثلا؟ مادمت لا تميل للحفلات!
- اتمنى لهم الانس بما هم يتوقون اليه وما يتذوقونه من موسيقانا سواء العرب منهم او البريطانيون.
* وماذا تتوقع للقصيدة المغناة؟
اعتقد انها ستنتشر لانها مفهومة ولا تنس فنحن في عصر الفضائيات واللغة العربية هي لغة الاخبار والقصيدة الفصحى المغناة مفهومة ويتقبلها الجمهور.
|
|
|
|
|