| مقـالات
عندما نرى طفلا تائها في منتزه عام,, يبكي ويجري,, ويراقب كل المارة,, يصرخ,, ماما,, ماما,, يقترب من كل امرأة,, لعلها,, هي مصدر الدفء والحنان الذي يلملم شتات نفسه وهو بين راحتي الخوف والقلق في ضياعه!!
حينها تشعر بالألم,, وتسارع في البحث عن والدته,, أو أحد من أهله وتحاول بقدر الإمكان ان تمسح بعباراتك على مشاعره لتمنحه الإحساس برغبتك في مساعدته، ثم عندما تتعب تأخذه الى أي مسؤول في المنتزه ليعتني بالطفل حتى يصل ذووه اليه!!
ان صراخ هذا الطفل يعتبر ظاهرة شعورية معبرة عن الألم الذي وقع على نفسه,! وبالتالي من الصعب جدا ان تحتوي مجموع الظواهر الشعورية لكل من تقابلهم في حياتك فالألم متفاوت من شخص لآخر فالبعض يتألم لأسباب صحية ،آخرون لأمراض نفسية وبعضهم يتألم من انكسارات عاطفية وغيرهم لنكبات اجتماعية أو أسرية,.
وفي مختلف مواقفنا الحياتية تكون رهافة الشعور منفعلة أو فاعلة ومرتبطة بالمؤثرات المختلفة التي تقع لأقدارنا فنحن البشر شبيهون شكلا بغيرنا في كل مجتمع من المجتمعات، ومختلفون بطبعنا وسلوكنا ومدى أخلاقياتنا!!
لذلك الحياة اليومية تفرض علينا التفاعل مع نماذج مختلفة في أنماطها السلوكية وتفرض علينا أيضاً النفور من أنماط سلوكية أخرى!!
ووجودنا داخل منظومة اجتماعية تحتم علينا إقامة علاقات طيبة مع جميع المحيطين بنا ونجد حاجتنا لكسب العلاقات الاجتماعية والأسرية تساعدنا على احتواء مختلف المواقف الحياتية,,
وبقدر كبير بالاحساس بالانفعالات السارة والمؤلمة وقد يكون هذا الاحساس بصرياً فنتأثر بكل ما نشاهده أمامنا مباشرة أو عبر شاشة التلفاز أو بقراءة ما تنشره المطبوعات الصحفية، وقد يكون الاحساس سمعياً فالأذن تدوي بها صرخات الألم من شدة قسوة المواقف الحياتية الصعبة وكذلك نتأثر بضجيج السرور في مظاهر مختلفة كالمدن الترفيهية والمتنزهات، ورهافة الشعور لدى كل واحد منا ترتبط بمعايير التربية والتنشئة الاجتماعية التي تحدد فاعليتنا واستجابة ردة الفعل لدينا لذلك عندما نسمع الذي يصرخ تائهاً ويقول,, ماما,, ماما بعضنا سيحرك إحساسه بالموقف تلك العواطف الساكنة بداخله لمساعدة الغير!!
وبعضنا الآخر يبقى متفرجا وربما يقول, والدته لم ترحمه ولم تأبه له فلماذا أزعج نفسي به ولن أكون أرحم منها على فلذة كبدها، لذلك ترتبط مختلف الظواهر الشعورية بطبعنا وسلوكنا ومدى أخلاقياتنا ومدى ما لدينا من صفاء روح يمنح الغير بطاقة دخول إلى إنسانيتنا ,,, !!
|
|
|
|
|