| العالم اليوم
الذي يسعى للسلام ويؤمن بأن إزهاق الارواح وتدمير المدن وتشريد السكان هو من الاعمال المعادية للبشرية ومنافية للأخلاق يتلقف اية مبادرة جادة لإنهاء حرب قائمة واعطاء الفرصة لسلام قادم، ولهذا فقد استاء محبو السلام ومناهضو الحروب جداً من الرد الذي نسب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مبادرة الرئيس الشيشاني اصلان مسعادوف الذي عرض وقف القتال في الشيشان من جانب واحد في اطار خطة لتسوية الحرب الدائرة هناك والتي تسببت في إزهاق ارواح العديد من الروس والشيشانيين على حدٍ سواء.
رد بوتين على مبادرة الرئيس الشيشاني بالاضافة الىا نه يكشف عجرفة واستبداد جنرالات العسكر الذين ينتصرون في الحروب، فإن الرد اتسم بالسلبية والتعجيز للطرف الآخر مقدم المبادرة الذي يفترض أن يعامل بدرجة معينة من التقدير والمساواة، لا أن يظل بوتين على نهجه السابق بالتعامل معه كمجرم في قضية جنائية.
يقول بوتين رداً على مبادرة مسعادوف السلمية، إنه لايمكن اجراء مفاوضات إلا في حالة انضمام مسعادوف الى القوات الروسية في قتال الثوار الشيشانيين,,!!
ويظهر أن بوتين يسعى الى اشعال فتنة وحرب أهلية بين الشيشانيين، بعد أن فشل في تحقيق هذا الهدف من خلال تجنيد بعض الشيشانيين المتعاونين مع موسكو.
وفي فقرة أخرى يقول بوتين للصحفيين ، إنه لايمكن اجراء محادثات مع مسعادوف إلا في حالة تسليم القائدين الميدانيين شامل باساييف وخطاب,, وبوتين نفسه يعلم وكل مستشاريه فضلاً عن جنرالات الجيش الروسي أن مسعادوف لايمكن أن يقدم على هذه الخطوة لانه اصلاً غير قادر على القيام بها لاعتبارات دينية وأخلاقية وحتى قتالية,,!!
اما الشرط الثالث الذي ضمنه بوتين رده، وهو اطلاق سراح الرهائن، فذلك ما تضمنته خطة مسعادوف اصلاً، فضلاً عن أن اية مفاوضات سلمية لابد وأن تبحث اطلاق سراح الرهائن من كلا الطرفين.
المهم أن الرئيس الشيشاني اصلان مسعادوف قد علق الجرس وفتح كوة كبيرة لمرور المبادرات السلمية لوضع حدٍ لحرب الشيشان التي تكاد تبيد شعباً مسلماً، وعلى من يسعى لوقف الحروب واشاعة السلام أن يتلقف مبادرة مسعادوف ويقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يتخلى عن عجرفة المنتصرين في الحروب، فهو لم ينتصر تماماً، كما أنه سيساسي ورئيس دولة وليس جنرالاً بطلا يتبختر لتفوقه في معركة لم تضع اوزارها بعد,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|