ياليل يالغز بك الفكر يحتار
يا حاضر سرّك عن الناس غايب
ياكثر ما يخفي ظلامك من أسرار
من غاص باعماقك يشوف العجايب
جبّار وحنيّن ووافي وغدار
افراح واحزان ونعيم ومصايب
أحدٍ عليه ارحم من الوالد البار
وأحدٍ شباب ويصبح الصبح شايب
يا ملتقى الخلاّن في كل الأقطار
ياما بسترك يلتقون الحبايب
عقب الفراق اللي لقوا فيه الأمرار
وهبتهم وقت السعادة وهايب
وكم واحد ساري للأحباب زوار
اليا سلم كسبان لو رد خايب
وكم سرّ في سترك مضى تقل ما صار
واليوم مع راعيه حدر النصايب
وكم جار خاين يعتدي بك على جار
يحتل ماله بالغداري غصايب
وياما سرى فيك المنافق بالاخبار
وحوّل سكونك في دقيقة طلايب
وياما تحت ظلك يغيرون الأشرار
على حلال الناس سرق ونهايب
وياما من العبرات في وقت الأسحار
يهلها عبدٍ من الذنب تايب
وياما قضاك آخر على رقص وسكار
في جوّك الهادي له الكيف طايب
ياما حلا جوّك وياكثر الاخطار
فيك الصفا وأحيان فيك الشوايب
غموضك أكبر من مدى كل الأفكار
وأصعب عليها من جميع الصعايب
هذا وأنا ما أحصي خفاياك بأشعار
رايي وكم بالراي مخطي وصايب
سبحان من بامره تدابير الأقدار
ربٍّ خلق بك من جميع الغرايب