| الريـاضيـة
أقام الاتحاد السعودي للطب الرياضي مؤتمره السنوي السادس مساء يوم الاربعاء الماضي بحضور كبار المسؤولين الرياضيين والإعلاميين وتضمن حلقة نقاش شيقة عن التوعية الصحية الرياضية شارك فيها كبار الضيوف الى جانب لفيف من الكوادر الطبية الوطنية اصحاب الخبرات الناجحة، تناولت أمور التوعية الصحية للرياضيين وما وفرته الدولة من امكانات عديدة راقية ابرزها مثلث الإدارة الطبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومستشفى الامير فيصل بن فهد للطب الرياضي والاتحاد العربي السعودي للطب الرياضي، ومن ثم اللقاء المفتوح مع المهتمين ومندوبي وسائل الإعلام المختلفة، وابرز ما انتهى اليه اللقاء ضرورة زيادة الاهتمام بالتوعية الصحية لجميع شرائح المجتمع بلا استثناء تبدأ من طلاب المدارس والجامعات وحتى مندوبي وسائل الإعلام!.
التوعية الإعلامية,.
ونترك امور التوعية الصحية الرياضية لأهل الخبرة والاختصاص من الكوادر الطبية الوطنية التي اثبتت قدراتها وكفاءاتها على مدى سنوات طويلة، ونتناول هموم التوعية الصحية الإعلامية بعدما باتت بعض الصفحات الرياضية تتحدث باستمرار عن اسباب اصابات اللاعبين ونجاح العمليات الجراحية في الخارج حتى بلغ الامر الى التشكيك في الكفاءات الوطنية، وهو ما لا يمكن ان يقبله اي مواطن يعلم القدرات الوطنية الحقيقية وما توفره الدولة لتنمية هذه القدرات حتى بلغت مراتب التفوق والاعجاب في جميع المجالات، مما يتوجب التصدي لهذا التشكيك كما اشار المسؤول الإعلامي المخضرم منصور الخضيري في مؤتمر الاتحاد السعودي للطب الرياضي عندما طالب الإعلاميين بتحري الدقة والحصول على المعلومات الطبية من مصادرها المختصة فضلا عن اقتراحه الهام بضرورة اقامة الندوات والدورات الخاصة بالتوعية الصحية لمنسوبي الصحف الرياضية.
ولعل ما نشر في بعض الصفحات الرياضية حول اصابات اللاعبين وطرق علاجهم ما دفعني شخصيا لمتابعة هذا الموضوع المهم بكثرة الاطلاع ومقابلة عدد من كبار الاطباء السعوديين الى جانب الحرص على تلبية الدعوة الاخيرة للمؤتمر السادس للاتحاد السعودي للطب الرياضي، هذا فضلا عن تجربة شخصية لابد وان يعيشها الكثيرون,.
شهدت الساحة الرياضية الوطنية والعالمية في الآونة الاخيرة اصابات بالغة لبعض لاعبي كرة القدم وكلها من الامور الطبيعية في عالم الرياضة، ولكن ليس من المعقول اتهام ارضية استاد الملك فهد الدولي بالتسبب باصابات دفعة من اللاعبين خلال فترة زمنية لا تتجاوز اسابيع قليلة وهو ابرز المعالم الرياضية في العالم على الاطلاق، ثم يتبين ان هذه الاصابات تحدث كل يوم وفي كل مكان وان المصادفة وحدها هي التي كانت وراء تشكيك بعض الاقلام، كما ليس من المقبول الاشارة الى فشل العمليات الجراحية للاعبين في المملكة ونجاحها في الخارج، ولغة الارقام الحاسمة والبعيدة عن العواطف او المبالغات تكشف زيف وسخرية الادعاء؟.
فمن المعروف ان الكثير من العمليات الجراحية للعديد من اللاعبين السعوديين واشقائهم في دول الخليج والسودان واليمن تجري في مستشفيات المملكة بنجاح مثير وبواسطة اطباء وطنيين على درجة عالية من الكفاءة والخبرة ابرزهم حاليا الاستاذ الدكتور سالم الزهراني، وسجل هذا الطبيب القدير يوضح تفوقه في حالات متعددة اولها نجاحه التام في معالجة عدد كبير من اللاعبين جراحيا من دون اية مضاعفات امثال الدوليين يوسف الثنيان ونواف التمياط الهلال ، وعبيد الدوسري الوحدة ، فيصل الطويل سدوس ، حسن اليامي الاتحاد ، عبدالله والواكد وفهد المهلل الشباب وهذا الاخير تمكن من العودة الى الملاعب بعد اربعة اشهر فقط بينما اصابته المماثلة في قدمه الاخرى والتي عولج منها في الخارج مؤخرا ستعيده للملاعب بعد ستة اشهر كاملة ناهيك عن التكاليف المالية الباهظة، وفي حالات اخرى تمكن الدكتور الزهراني من التغلب على فشل العلاج الجراحي في الخارج واثبت المهارة الوطنية المتفوقة بإعادة العلاج في المملكة ونجح في اعادة عدد من اللاعبين الذين كادوا ان يفقدوا الامل الى المستطيل الاخضر امثال اللاعبين ابراهيم المفرج وياسر الطائفي الرياض ، الملفي النصر ، وهناك حالات مؤسفة للاصابات تمت معالجتها في الخارج ولكنها قضت تماما على مستقبل عدد من اللاعبين وحرمتهم من ممارسة اللعبة امثال عبدالله الحارثي وسلطان المرزوق الشباب ، حسين الحبشي وسلمان العمران الهلال ، خالد العبودي النصر ,, هذه الكفاءات الطبية الوطنية يجب ان تنال ما تستحقه من الاعجاب والاحترام تقديرا لامانتها واخلاصها، ولعلني اضم صوتي الى الخبير الإعلامي منصور الخضيري وازيد قليلا بالمطالبة بوضع ميثاق شرف وصدق الكلمة للإعلاميين فهم الواجهة الحقيقية لكل مجتمع.
,, وعقدة الأجنبي!
لاشك ان تأثير عقدة الأجنبي في عالمنا العربي من خليجه الى محيطه كان كبيرا حتى وقت قريب، ولكن قدرات رجال هذه الامة نجحت في حل هذه العقدة ورفعت رايات التفوق في كل المجالات وبات العلماء العرب يملؤون الدنيا وينالون الجوائز الكبرى في ارقى العلوم.
ولا بأس من بعض الذكريات في هذا المجال والعودة الى اوائل عام 1985 عندما اصابني الذعر لشدة ضعف نظر ولدي البكر وبحكم عاطفة الابوة لم اقتنع بما ورد في تقارير مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض بأن الامر يخضع لعوامل الوراثة وان التحسن التدريجي يحتاج لبعض الوقت، وقررت الاستماع لآراء بعض الاصدقاء والذهاب الى بلاد العم سام وبالفعل تم ترتيب كافة الاجراءات اللازمة بما فيها تحديد موعد لزيارة الدكتور العالمي روجر سورنسين الطبيب الخاص للرئيس الامريكي رونالد ريغان بعد ستة اشهر كاملة، ووصلنا مدينة الاحلام لوس انجلوس واستقبلنا الطبيب الشهير بترحاب واطلع على التقارير التي حملناها معنا من الرياض وبعد الكشف المتأني التفت الينا بابتسامة هادئة قائلا: أتأتون اليّ من مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض ومعكم التقارير الشاملة من الطبيب العربي القدير الزائر محمد عمارة وتطلبون رأيي؟ ليس لدي اكثر مما قاله الدكتور عمارة عودوا اليه وتابعوا ما يقوله لكم فأنا اثق به تماما !.
وبالكاد اخفيت حنقي الشديد من هذه الاجابة الباردة ولكني كنت مضطرا لتنفيذها على الفور، وسافرت عائدا الى منطقة الشرق الاوسط واستقر بنا الحال في القاهرة لملاقاة الدكتور محمد عمارة في عيادته بوسط العاصمة المصرية ولا يمكن ان انسى هذا الطبيب العربي وانسانيته الجارفة عندما علم بالخوف والبكاء الذي يصيب ولدي لدى رؤيته المعاطف البيضاء للاطباء، فطلب مني ان اشتري دراجة صغيرة وان احضر في اليوم التالي وحيدا مع ولدي الى العيادة على ان يقود الابن الدراجة لمدة نصف ساعة داخل العيادة للحصول على القدر الكافي من الراحة النفسية المطلوبة، وحرص على ابلاغ موظفي العيادة بعدم ارتداء المعاطف البيضاء غداً ووعد بالحضور متأخرا قليلا للتأكد من سلامة خطته الامنية عندها فقط التفت بدوره الي قائلا: وانت ايضا يا ابا ياسر لا تنسى غدا ان تبتعد عن ارتداء الملابس البيضاء !.
ان الامة الواثقة في قدرت ابنائها هي الأمة الرائدة، والمملكة وهي تحرص كل الحرص على تنمية قدراتها الفنية بكل ما تملك، تعلم بأن مسيرتها الوطنية باتت مبعث اشادة واحترام من الجميع!.
شكر خاص:
اعتذر عن غياب آفاق رياضية المفاجئ لأسباب مرورية مزدوجة، فحمدا لله لطفه ورعايته وشكرا لكل القراء الاعزاء داخل المملكة وخارجها الذين اتصلوا للاطمئنان هاتفيا بالبريد الالكتروني، فمحبة الناس هي السعادة الحقيقية في هذا الزمن الصعب,, وسلمكم الله.
ameed@shaheer.net.sa
|
|
|
|
|