| محليــات
تستضيف مدينة جدة منذ نحو أسبوعين محادثات سياسية هامة للغاية بين الإخوة الأعداء وهم أطراف الحرب الأهلية الأفغانية تحت رعاية منظمة المؤتمر الاسلامي.
ومن الواضح أن المحادثات تراوح مكانها بسبب تشبث كل طرف بالحلول السياسية التي يراها لوقف إطلاق النار والبدء بالوفاق!
وأول أمس أعلن صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة اليونسيف أن الأطراف المتحاربة وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام في شهر مايو المقبل بهدف السماح بإجراء حملة دولية لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال.
وقالت اليونسيف إن حركة طالبان الحاكمة وتحالف المعارضة الشمالي أعطيا موافقة شفهية على وقف إطلاق النار اعتباراً من الأول إلى الثالث من شهر مايو المقبل.
وصرّحت مصادر طالبان، وتحالف المعارضة بأن الهدنة أُقرّت لأسباب إنسانية وليس لأسباب سياسية !
كما صرّحت هذه المصادر بأن جولة المحادثات الثانية في جدة ستعقد يوم 7/ مايو القادم، أي بعد انتهاء الهدنة الانسانية بأربعة أيام وكأنما كل المآسي الإنسانية التي يعانيها الشعب الأفغاني الشقيق تنحصر فقط في حالة تطعيم الأطفال ضد الشلل أو أن إصابة الأطفال بالشلل ما لم يطعموا بالمصل المضاد هي أخطر مآسي هؤلاء الأطفال وأمرُّ معاناة آبائهم وأمهاتهم.
إن الشعب الأفغاني الشقيق قد تضاعفت مآسيه الانسانية حتى لم تعد تحصى، بل ولم تخضع لمنطق ترتيب أولوياتها وأنها أكثر ألحاحاً وحاجةً للمبادرة إلى تخفيف وطأتها على الشعب الأفغاني الشقيق الذي خان مجاهدوه قضيته عندما انقلبوا: بعضهم على البعض طمعاً في السلطة بعد أن سجلوا أحد أعظم الانتصارات الاسلامية بقوة الايمان على أعتى قوة عسكرية كان يملكها الاتحاد السوفيتي السابق، وأرغموها على الانسحاب من أرض أفغانستان مهزومةً وذليلة,وإذا كانت محادثات جدة تدور أساساً حول إيجاد الحل السياسي البديل للاقتتال بالسلاح، وبدافع مشترك لوضع نهاية حقيقية لمآسي الشعب الأفغاني ومعاناته التي طالت، فإن المنطقي أن تتفق أطراف هذه المحادثات على هدنة إنسانية طويلة الأمد تريح أعصاب الرجال والنساء وتعيد إليهم التوازن النفسي والعاطفي وتُذهب عنهم هذا التشويش الفكري، كما تريح الأطفال وتعيد البسمة البريئة إلى شفاههم التي أيبسها الألم والرعب قبل الجوع والمرض!ونتوجه بنداء إنساني إسلامي إلى أطراف الحرب الأفغانية الذين يشاركون في محادثات جدة، أن يستجيبوا لمطلب تمديد هدنة إنسانية لأجل غير مسمى كي تتواصل محادثات الحل السلمي بدون توقف حتى تحقق النجاح في إقرار الحل السياسي إذا كان هذا الحل هو -حقيقةً وليس نفاقاً- هدف هذه المحادثات,, ولا نعتقد أن أطراف المحادثات سيخسرون أي شيء إذا قبلوا بتمديد هذه الهدنة الانسانية سواء نجحت محادثاتهم أو فشلت!
(الجزيرة)
|
|
|
|
|