| الاقتصادية
* الرياض الجزيرة
قال الأستاذ زامل الزامل المدير العام لشركة بيوت الأثاث ان صناعة الأثاث تعد من الصناعات الوطنية المتميزة والتي سجلت نموا ملحوظا في فترة زمنية قصيرة ولكن بالرغم ذلك تواجه هذه الصناعة مجموعة من المشاكل التي تعوق هذا النمو والتي تتمثل في سياسة الاغراق التي تمارسها الشركات الأجنبية من دول شرق آسيا ويوغسلافيا وذلك بادخال منتجات رديئة لأسواق المملكة معتمدة في ذلك على جمال الشكل دون الاهتمام بجودة الأخشاب.
كما تحدث عن الخطط المستقبلية لشركة بيوت الأثاث ومنتجاتها الجديدة وذلك عبر هذا الحوار لجريدة الجزيرة.
* تشهد المملكة نهضة صناعية كبيرة, أين تقع صناعة الأثاث من هذه النهضة؟
ان صناعة الأثاث تعد من الصناعات الوطنية المتميزة التي سجلت نموا ملحوظا في فترة زمنية قصيرة واستطاعت ان تثبت جدارتها وقدرتها على المنافسة حتى أوجدت لنفسها مكانا في الأسواق المحلية والخارجية.
وأصبحت صناعة الأثاث في المملكة من الصناعات الانتاجية الحيوية التي حازت على نصيب كبير من النهضة التي تشهدها المملكة حاليا فبعد ان كانت صناعة الأثاث قاصرة على مجموعة من الورش الصغيرة التي لا تفي بحاجة المستهلك اصبحت الآن مصانع ضخمة تضاهي في انتاجها الأثاث المستورد وباتت مصانع الأثاث تمثل نسبة 5,4% من اجمالي عدد المصانع في المملكة حيث وصل عددها الى نحو 145 مصنعا بنهاية عام 1419ه بمعدل زيادة بلغت نسبتها 559% مقارنة مع عددها في عام 1400ه الذي بلغت 22 مصنعا فيما زاد حجم رأس المال المستثمر فيها خلال نفس الفترة بنسبة 722% حيث كان في عام 1400ه حوالي 85,270 مليون ريال في حين وصل في نهاية 1419ه حوالي 226,2 مليار ريال الأمر الذي يعكس تطور وازدهار هذا النوع من الصناعة كناتج طبيعي للزيادة المطردة في الطلب على الأثاث الوطني الذي اكتسب ثقة المستهلك من خلال اهتمام الشركات المحلية بمستوى جودة المنتجات لارضاء اذواق المستهلكين المتباينة عن طريق انتاج موديلات متعددة تجمع بين الأصالة والتجديد مصحوبة بروح العصر والابتكار.
* كيف تنظرون الى مستوى الجودة في صناعة الأثاث المحلي مقارنة مع المستورد؟
ان الأثاث يعني المتاع وما عاد الأثاث من الكماليات بل تطور الحياة العصرية جعله من الضروريات فما من منشأة سواء شركة او مؤسسة او حتى المساكن تستطيع ان تستغني في الوقت الحاضر عن الأثاث وهذا الواقع جعل حجم السوق المحلي للأثاث بل والأسواق العالمية يسجل ارتفاعا عاما بعد عام والشركات المحلية حينما ارتضت ان تستثمر مئات الملايين في انشاء مصانع الأثاث القائمة الآن فهي تدرك انه لا وجود لها في ظل المنافسة القائمة الا من خلال الاهتمام بجودة المنتج باستخدام تقنيات عالية مثل ماهو مستخدم في اضخم المصانع الأوروبية والأمريكية وبالفعل استطاعت المصانع المحلية ان تكسب ثقة المستهلك وتلبي احتياجاته المتعددة من الأثاث حتى بلغت حصتها في السوق المحلي ما نسبته 35% من حجم السوق وبدأت الصادرات تسجل انخفاضا تدريجيا ونطمح في ان تتلاشى تماما كما أشير الى ان لجنة الأثاث بالغرفة التجارية تولي اهتماما كبيرا بمتابعة التأكد من جودة الأثاث السعودي فهي تقوم بتوزيع الاستبيانات على المصانع لاستخلاص النتائج.
* ما مرئياتكم نحو مستقبل صناعة الأثاث في المملكة؟
ان الواقع الذي تشهده صناعة الأثاث في المملكة يبشر بمستقبل مشرق لهذه الصناعة التي لا يمكن ان يسجل الطلب عليها تراجعا بل العكس حيث تشير المؤشرات على ذلك لعدة عوامل ابرزها الزيادة السكانية الكبيرة بالمملكة التي تسجل أعلى معدلات النمو في العالم بنسبة 8,3% سنويا ويتوقع ان يصل عدد سكان الرياض وحدهاالى نحو 6 ملايين نسمة في عام 2007م بمعدل نمو سنوي تتجاوز نسبته 7,8 وتساهم هذه الزيادة السكانية في زيادة الطلب على الأبنية السكنية حيث يتم زيادة 100 ألف وحدة سكانية سنويا اذا تم تخصيص اكثر من 7 مليارات ريال في الموازنة العامة للاسكان لبناء ما يربو عن 600 ألف وحدة سكنية خلال الخمس سنوات القادمة وهذا بدوره سيخلق سوقا ضخمة لتلبية احتياجات هذه المشاريع من الأثاث خاصة وأكثر نسبة 50% من سكان المملكة تتراوح اعمارهم بين 16 25 عاما حسب ما أوردته الاحصائيات وهذا يعني ان نصف المجتمع في سن التأهيل للزواج.
ولعل الذي يبعث بالطمأنينة على مستقبل صناعة الأثاث في المملكة الرغبة الجادة لدى أصحاب الشركات الوطنية في بناء قاعدة صناعية وطنية وتنوع مفردات هذه الصناعة في أشكال متعددة مما يتيح فرصا متسعة لاختيار المشروع بالاضافة الى الدعم القوي الذي وفرته الدولة للصناعة من قروض وأراض صناعية واعفاءات جمركية وخدمات ومرافق بأسعار مدعومة وتعدد مستويات التمويل المطلوب حيث تندرج احتياجاتها من رأس المال فضلا عن وجود طلب متزايد وفرص تسويقية واسعة وارتفاع القدرة الشرائية لدى المستهلك السعودي والذي يخصص نسبة تزيد عن 4% من دخل الأسرة السنوي لشراء الأثاث.
* مامعوقات صناعة الأثاث في المملكة؟
تواجه صناعة الأثاث في المملكة مجموعة من المشاكل التي تعوق تطورها وازدهارها ولكن أبرز هذه المشاكل والمعوقات تتمثل في سياسة الاغراق التي تمارسها الشركات الأجنبية من دول جنوب شرق آسيا ويوغسلافيا فهي تقوم بادخال منتجات رديئة لأسواق المملكة معتمدة على جمال الشكل والتصميم دون الاهتمام بجودة الخشب او بقية المواد الخام المستخدمة في الصناعة وعدم اتقان التشطيبات النهائية للمنتج وحتى تكسب المنافسة تقوم بعرض منتجاتها بأسعار أقل مما هو موجود في السوق المحلي بالمملكة، كما ان مصانعنا بالمملكة تعاني من التخبط الاداري نتيجة لانعدام النظم الادارية الحديثة في كثير من المصانع واغفال جانب أهمية البحث والتطوير ودراسة أوضاع الأسواق الاقليمية والدولية مما يؤدي الى نتائج سيئة تؤثر على خطط وبرامج الانتاج في جميع مراحله أضف الى ذلك قلة القوى العاملة الفنية المدربة والكوادر المؤهلة الأمر الذي يضعف الانتاجية ويقلل الجودة ويزيد من نسبة الفاقد في مراحل الانتاج المختلفة وبالتالي يرفع من تكلفة الانتاج ويفقد المنتج خاصية المنافسة السعرية فضلا عن ارتفاع الأسعار وعدم تنوع المنتجات المحلية الذي ينتج عنه فجوة كبيرة في بعض أنواع الأثاث المنتج محليا مما يحصر التنافس في أنواع محددة من الأثاث وهذا يصب في غير مصلحة المنافسة.
* المنتجات الوطنية استطاعت ان تلفت انتباه المستهلك المحلي بل كسبت ثقته, في رأيكم الى ماذا يعود ذلك؟
في الحقيقة أحب ان أؤكد ان المستهلك السعودي يتمتع بوعي استهلاكي كبير وقد تطور الحس الذوقي لديه كثيرا من خلال احتكاكه بمنتجات مختلفة المنشأ والبلد يساعده في ذلك القدرة الشرائية القوية التي يتميز بها في ظل سوق سعودي حر ومفتوح وهذا الأمر جعل المستهلك السعودي يتعرف على المنتجات المستوردة فترة من الزمن، وحينما جرب منتجات الأثاث الوطني ادرك الفرق في تميز الأثاث المصنع محليا من حيث اهتمامه بالجودة والنوع والتصميم الذي يضاهي ماهو موجود في أضخم مصانع أوروبا ولاسيما ان الأثاث المستورد قد يكون في كثير من الأحيان جميل الشكل والمظهر ولكنه سيىء الجودة غالبا ويتضح ذلك عند فك واعادة تركيبه وقيام مشاريع كبيرة في مجال صناعة الأثاث بالمملكة تستخدم تقنيات عالية وبطاقات تشغيلية ضخمة رفع من جودة المنتج السعودي يسنده في ذلك استخدام بعض المصانع لعمالة فنية أجنبية ذات خبرات ثرة في هذا المجال، كل ذلك رفع من حصة الأثاث الوطني في السوق المحلي التي تبلغ اكثر من 35% وبالتالي قلل من نسبة الأثاث المستورد.
* ماخطط بيوت الأثاث المستقبلية؟ وماهو جديد منتجاتها؟
ان حجم سوق الأثاث في المملكة يتجاوز 3 مليارات ريال، نصيب الأثاث الخشبي منه نحو 5,1 مليار ريال وهذا يعد مؤشرا واضحا لإمكانية دخول مستثمرين جدد في هذا المجال وزيادة حجم الاستثمارات بالنسبة لأصحاب المشاريع القائمة الآن وتجاوبا مع هذا الوضع وطمعا في تحقيق رغبات العملاء في وصول خدمات بيوت الأثاث الى جميع مناطق المملكة فإن الشركة قد شرعت فعليا في توسعة استثماراتها ومضاعفها في هذا النشاط عبر افتتاح فروع جديدة لها في كل من جدة والمدينة المنورة وستعقبها فروع أخرى في بعض مناطق المملكة ونؤكد ان الاقبال السعودي على مستوى الأسر والأفراد والذي يمثل نسبة 50% من مبيعات الشركة يجعلنا أكثر اطمئنانا.
وقد قامت الشركة بطرح موديلات جديدة من غرف النوم منها غرفة ريم التي تعد من ابداعات بيوت الأثاث لعام 2000م حيث تتسم بالفخامة والشكل الجذاب وادخل في صناعتها القطع الكبيرة من الرخام لتغطية تسريحة الكمودينات واستخدم في صناعتها الخشب الطبيعي والدهانات المعتقة، كما طرحت الشركة مجموعة من الكنب الفاخر منها كنب الصولجان وهي عبارة عن طقم كلاسيكي يعتمد على الدقة المتناهية في الحفر بما يدل على مهارة الصانع بجانب تشكيلات جديدة من الاكسسوارات المادة لانارة الطاولات والمداخل، وقد لاقت هذه الموديلات اقبالا كبيرا من المستهلك السعودي لتناسبها مع ذوقه واحتياجاته من الأثاث.
|
|
|
|
|