أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd April,2000العدد:10069الطبعة الأولىالأحد 18 ,محرم 1421

مقـالات

نهارات أخرى
الأطباء والأخبار المفجعة
فاطمة فيصل العتيبي
المرض والصحة والفقر والغنى والفشل والنجاح والشقاء والسعادة كلها ظروف دهرية يقدرها الله على بني البشر ليختبرهم ويمتحنهم,, ويظل المؤمن راضياً بكل ذلك شاكراً في السراء صابراً في الضراء,.
غير أن ثمة سؤالاً يفرض نفسه أمامي الآن,, ما مدى اجتهاد الأطباء في تحري اللطف بالمرضى ومراعاة مشاعرهم لحظة نقل خبر إصابتهم بمرض خطير لا سمح الله وهل هناك ضرورة حتمية من نقل مثل هذا الخبر للمريض,.
وهل هناك مساحة للاستماع لشكاوى الناس ومعاناتهم من شرح الأطباء أو المترجمين في نقل مثل هذه الأخبار المفجعة للمريض أو مرافقيه,.
وهل تملك المستشفيات الكبيرة منهجية علمية في إبلاغ المريض ودراسة الجدوى من اخباره بالتفاصيل,, والتريث في نقل الخبر لصغار المرافقين أو الحديث عند الزائرين,.
كل هذه الأسئلة أجدها على مائدة تفكيري الآن واخواني يستعرضون لجم معاناتهم القاسية والمريرة هم وأمي في تلقي خبر الاصابة بالمرض العضال والذي بثه أحد الأطباء الأمريكان بكل برود ثم تلته المترجمة بكل تفاصيله للوالدة رحمها الله.
** لقد كان مرض أمي - رحمة الله عليها - قد استشرى تماماً حتى انه لم يكن هناك جدوى من المعالجة الكيميائية فلقد كان مرضها شرساً لم يمنحها فرصة التداوي بعد الاكتشاف,,وفي مثل هذا الوضع هل كان من المجدي إبلاغ المريض بذلك,, أو إبلاغ المرافق أو المرافقة وهم في عمر غض ينظرون لأمهم وهي تحاول أن ترسم ابتسامة الرضا والطمأنينة لتأمن خوفهم متناسية هلعها مما سمعت,,وقادني هذا الأمر الذي لم أعلمه حينها لأن الأهل أخفوه عني تماماً,,إلى تتبع كثير من الأسر وسؤالهم عن الطريقة التي بلغوا فيها بهذا الأمر المفجع,,فاكتشفت إن الأمر يتم باجتهادات دون أن يكون هناك اسس علمية يفترض أن يسير عليها نظام المستشفى,,فبعض الأطباء وحسب حالاتهم المزاجية يرأفون حيناً بالمريض وتارة يحدثونه بكل التفاصيل المهمة له أو غير المهمة,,وبعض الممرضات أو المترجمات أو الاخصائيات الاجتماعيات يكن أكثر قسوة من الرجال في إبلاغ الخبر وعدم الاهتمام بوضع المريض أو المرافق ودون التأني وانتظار شخص عاقل وكبير في السن لابلاغه مثل هذا الخبر,,وبالرغم من تحذيرات الأسر للأطباء والمترجمين بعدم الحديث مع المريض عن التشخيص وطلب الالتقاء بالأب أوالابن الأكبر لعدم احداث ارباكات نفسية في الأسرة أو على مراهقيها,,إلا أن المستشفى للأسف الشديد لا يراعي مثل هذه الأمور الإنسانية الهامة,,إنني أضع هذا الأمر بين يدي الاختصاصيين الاجتماعيين في المستشفى أي مستشفى وكذلك بين يدي ادارة المستشفى للنظر في هذا الأمر الهام والدقيق جداً,, وكلي ثقة بتفهم مسؤولي المستشفى وحرصهم على تدارك مثل هذه الأخطاء الجسيمة,, وقانا الله وكفانا شر الأمراض والأسقام.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved