| مقـالات
,, خوش استخدام لأدوات الحضارة .
بهذه الكلمات نطقت عندما علمت أن أحد الأشخاص الراكدين جداً وغير المطفوقين أبداً أرسل ورقة طلاق حرمه التي لم يصن كرامتها عبر الفاكس أو اللاقط كما يعرّبه والدي الشيخ حمد الجاسر.
ولقد أعدت هذه العبارة مرة أخرى عندما قرأت اعلان عزاء في الصحف وذكر أصحاب العزاء انهم يتقبلون العزاء عن طريق الإنترنت .
***
,, وأتوقف أولاً عند مسألة الطلاق بالفاكس,,!
ترى,,!
هل أصبح الفاكس وأدوات الحضارة والاتصال الحديثة سببا في تسهيل هدم البيوت، وشقاء الاطفال وتفرق الاسر ولعل مخترعيها لو علموا ان بعض خلق الله من الذكور لا الرجال سوف يستخدمونها لمثل هذه الاغراض لما اخترعوها,,!
فهذا الرجل الذي طلّق زوجته وشريكة حياته وربما ام اطفاله عبر الفاكس استسهل كثيرا مسألة الطلاق وكأنه يرسل رسالة عبر الفاكس الى البرامج الهوائية الفضائية التافهة,,!
ما شعور الزوجة عندما تأتي منزلها أو منزل أبيها وتصدم بورقة على الفاكس، وتجد أنها ورقة الطلاق,,!
يا بعض الذكور: شيئا من مراعاة المشاعر لمن كانوا اقرب الناس لكم,, تلك اللواتي كنّ لباسا لكم وكنتم لباساً لهن كما هو التعبير القرآني الجميل.
فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان وليس عن طريق الفاكس واللامبالاة.
***
,, آتي الآن الى بدعة العزاء بالانترنت وكل بدعة اتصالية وغير اتصالية ضلالة,,!
هل اصبح الوقت يضيق ببعض الناس حتى انهم لا يجدون الوقت لزيارة اسرة المتوفى وتقديم المواساة والعزاء لهم، إنه اذا تعذرت الزيارة او كان المتوفى في مدينة اخرى فعلى الأقل يكون العزاء عبر الهاتف، وان عز هذا وذاك فليس أقل من رسالة تحمل العزاء والدعاء وهذا اضعف الايمان.
أما ان يكون العزاء عبر رسالة بالانترنت تكون خالية من كل احساس,, حتى من التوقيع اذ هي تجيء مطبوعة بحروف جامدة وكأنها مرسلة من اي شخص لأي شخص,,!!
انني اجزم ان اهل المتوفى في غنى عن المواساة والعزاء عبر الانترنت .
انني لأتطلع ألا تنتشر مثل هذه الظواهر في مجتمعنا، وان نكفّ عن استخدام وسائل الحضارة وتوظيفها في مثل هذه الامور الإنسانية البالغة الاهمية,,!
***
,, وبعد,,!
كم من المهازل والمآسي تُرتكب باسمك يا وسائل الاتصال الحديثة، ويا تقنيات الحضارة الجديدة.
الرياض 11499
ص,ب 40104
|
|
|
|
|