| مقـالات
القائمة في الحقيقة طويلة وممتدة، شد الوجه والجفون، شفط الدهون، وحقن الدهون، شد البطن والصدر، تجميل الانف، تصغير الاذنين، صنفرة الوجه، وكمية لا متناهية من الاحلام والوعود تمتد لتصنع تجارة واسعة، مدعمة بالصورة المثلى التي تقدمها وسائل الاعلام لشكل المرأة الجميلة والمرغوبة.
وكأن هذه الصناعة تمتلك نافورة الصبا، واكسير الشباب من غطس فيها فقد استعاد شبابه وصباه!!!!
وفي هذا قال الشاعر العربي:
عجوز ترجي أن تعود صبية وقد ضمر الجنبان واحدودب الظهر تسر الى العطار مكنون بيتها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ |
إذا القضية موغلة قدما في قلب التاريخ ومتوازية مع التهديد الذي يظل يطارد المرأة من حيث كونها شيئا يجب أن يمتع ويبهج ويسر الناظرين كما أن الصبا والشباب يرتبط ارتباطا طرديا مع القدرة الانتاجية للمرأة التي كانت تنحصر في السابق بالقدرة على الانجاب والتكاثر فإذا تلاشت هذه القدرة في فترة زمنية معينة لم تعد المرأة مقبولة على المستوى الجمالي حتى وإن اكسبتها السنون جمالها الخاص من الخبرة والتجارب والحكمة والعمق!!
ومن هذا المنطلق الذي يمثل محورا حساسا ومهما بالنسبة للمرأة كانت تلك الخدع والأكاذيب التي تخاتل المرأة بها زمانها وتتحايل عليه، وتحاول أن تختبىء بعيدا عن ساعاته ولياليه خلف المساحيق والأدوات والألوان.
والمتابع لصحفنا لابد أن يلمح تلك الكثافة التي تقدم من خلالها المراكز الطبية، والمنتجات المستوردة وعودها المغرية للمرأة المهددة دائما واقول المهددة هنا لأن نبرة الخوف تبقى واضحة ومرتفعة لدى نسائنا المتزوجات، وكأن هناك امرأة تختبىء خلف الباب، او داخل الخزانة بغرض اختطاف زوجها!!! بل ان بعض الرجال يمازحون زوجاتهم عن طريق سرد طموحاتهم حول الزوجة المقبلة!! وهكذا تطير الزوجة في العجة وتصبح مراكز التجميل هي الدرع والغطاء الذي سيقيها الزمن ولصوصه التي حتما تهدد استقرارها الأسري وسعادتها الزوجية تلك السعادة التي قامت في الأساس على مفاهيم ضيقة وقاصرة عن الأدوار المتعددة التي تشغلها المرأة في الحياة، التي تسمو بمراحل فوق كونها شيئا او مقتني صمم بغرض المتعة والابهاج!! وقد رسخ المجتمع في الأذهان النسوية بأن قوتها الوحيدة ومراكز نفوذها تستمد من الكمية التي تمتلكها في مجال المتعة والابهاج، بل أن كل امرأة بداخلها حلم دفين في تحويل زوجها الى خاتم في اصبعها عن طريق الأفانين والأعاجيب التي من الممكن ان تبدعها في هذا المجال بالطبع هذه وسيلتها لضمان أمنها واستقرارها الأسري , ومن هناك ومن هذه التعقيدات الدفينة انطلقت صناعة الجمال لدينا التي بالتأكيد تحتوي الكثير من الغش والخداع والتدليس واستغلال حاجة دفينة بداخل كل امرأة لن تنضب على الإطلاق,
|
|
|
|
|