| العالم اليوم
* واشنطن الوكالات رويترز
قال مسؤول أمريكي رفيع إن الرئيس بيل كلينتون كان متفائلا بشأن احتمالات السلام في الشرق الأوسط بعد أن أجرى محادثات استمرت ثلاث ساعات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الخميس وانه وعد بتكثيف الجهود الأمريكية لحث خطى عملية السلام.
وبعد أسبوع من الاجتماع برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في البيت الأبيض لمناقشة تعثر محادثات السلام اجتمع كلينتون مع عرفات لسماع وجهات نظره وتناول معه العشاء.
وقال المسؤول الأمريكي الرفيع بعد الاجتماع: اننا متفائلون كما كنا الأسبوع الماضي بعد زيارة رئيس الوزراء باراك , وأضاف قوله: بدأنا مرحلة مختلفة في هذه العملية ومن الواضح انها مرحلة ستلعب فيها الولايات المتحدة دورا مكثفا .
وقال ان الولايات المتحدة ستشارك في المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي سوف تستأنف في الشرق الأوسط في وقت لاحق من هذا الشهر,لكنه لاحظ انه لابد من الحلول الوسط من أجل التوصل الى اتفاق مع اقتراب مايو الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل بشأن شكل سلام دائم, وقال :يجب ان يفهم الجانبان انه سوف يتعين عليهماالقبول بحلول وسط .
وفي نهاية هذا الامر فان التوصل الى اتفاق يقتضي انه لا أحد من الجانبين سينال مائة في المائة مما يطلبه.
وبعد استقبال عرفات في البيت الأبيض أشار كلينتون الى انه ما زالت هناك صعاب لكنه قال انه متفائل, وقال كلينتون للصحفيين في حديقة البيت الأبيض وهو يتجه الى الاجتماع مع عرفات: لقد وصلنا الى وقت حرج جدا في عملية السلام وحدد عرفات ورئيس الوزراء باراك لنفسهما اطارا زمنيا طموحا للتوصل الى اطار اتفاق في أقرب وقت ممكن ثم الى اتفاق نهائي في منتصف سبتمبر.
واضاف كلينتون قوله: ولذا فإننا نسعى جاهدين في هذا الشأن واعتقد اننا سننجز بعض الأشياء, واعتقد انكم جميعا تعلمون ما هي القضايا الصعبة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكني اعتقد انه يمكن تذليلها ,
وفي وقت سابق قال جيمس روبن المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين بعد ان التقى عرفات بوزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت ان الولايات المتحدة لم تصل الى مرحلة التقدم بمقترحاتها لحلول وسط ولكنها مستعدة لأن تكون خلاقة في الجولة القادمة من المفاوضات بالشرق الأوسط.
وقال كلينتون انه اذا كان الجانبان مستعدين فإنه والولايات المتحدة سيفعلون كل ما هو ضروري لحث خطى عملية السلام.
وأضاف قوله: هناك مخاطر وصعوبات بالنسبة لرئيس المنظمة عرفات وهناك مخاطر وصعوبات بالنسبة لرئيس الوزراء باراك,,, للشعب الفلسطيني وللشعب الاسرائيلي, واعتقد انها ليست بالمخاطر والصعاب التي يتعذر معها التوصل الى اتفاق سلام ولذا أرجو ان يحققوا ذلك الهدف .
وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب الا ينشر اسمه بعد اجتماع كلينتون وعرفات انه كان هناك تحرك ايجابي جدا في العملية كلها, وقال ان الجانبين بدآ معالجة القضايا الرئيسية التي ما زالت فيها اختلافات بينهما وانهما مستعدان لفعل ما هو ضروري للتوصل الى اتفاق, وخلال شهرين عقد المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون أسبوعين من المفاوضات المكثفة في الولايات المتحدة على أمل التوصل الى اطار اتفاق بشأن بعض من أعقد القضايا في الصراع العربي/ الاسرائيلي مثل الحدود ومصير القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين.
وانتهى الأسبوع الثاني من المحادثات بقاعدة بولينج الجوية بالقرب من واشنطن يوم الاحد الماضي بتبادل أوراق تثبت مواقف الطرفين ولكن دون أي علامة على تحقيق تقدم جوهري, وتقول الولايات المتحدة انها تحاول مساعدة الطرفين على عبور الفجوة التي تفصل بينهما ولكنها لم تصل الى مرحلة اقتراح أي حلول وسط.
وسبق ان اتفق الطرفان على تحديد 13 من سبتمبر موعدا نهائيا لابرام اتفاق, ويقول عرفات انه اذا لم يتحقق ذلك فسوف يعلن قيام دولة فلسطينية مستقلة, ويوم الاربعاء الماضي قال فيصل الحسيني المسؤول عن ملف القدس بمنظمة التحرير انه يتوقع حدوث مواجهات ما لم يتم بحلول ذلك الموعد التوصل الى اتفاق سلام يحدد الأراضي التي ستكون ضمن الدولة الجديدة.
وقال حسن عصفور المفاوض الفلسطيني وعضو السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء ايضا ان الجانب الفلسطيني ليس لديه ما يقدمه أكثر من ذلك, وأضاف انه لا مجال لمزيد من المرونة ,
غير ان روبن قال انه يعتقد ان الجانبين جادان في محاولة الوفاء بموعد سبتمبر وقال: اننا نستشعر ان هناك التزاما حقيقيا من جانب كل من الطرفين,, بالعثور على وسيلة للمضي قدما وكسر الجمود ,وقال مسؤول أمريكي إن مبعوث السلام الأمريكي الى الشرق الأوسط دنيس روس وغيره سيقومون بدور في المفاوضات القادمة الا انه على القادة الاسرائيليين والفلسطينيين ان يحددوا نوع التقدم الذي يتم احرازه.
وردا على سؤال ما اذا كان الجانبان سيتوصلان الى اتفاق قبل الثالث عشر من مايو الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق اطار قال المسؤول ان مهلة التوصل الى اتفاقية الوضع الدائم تنتهي في 13 سبتمبر الا انه اضاف: انه حتما هدف حدده الجانبان لأنفسهما للتوصل الى ذلك (موعد مايو) ونعتقد انه بالامكان تحقيقه، لكن واضح انه أمامنا عمل شاق,
وكان عرفات قد قال ان الفلسطينيين سيعلنون عن الدولة الفلسطينية حتى لو لم يتم التوصل لاتفاقية.
وقال المسؤول ان كلينتون لم يحاول طرح جدول أعمال أمريكي في الاجتماع وفضل على ذلك الاصغاء لعرفات.
وأضاف: لم يكن الاجتماع بغرض طرح أفكار أمريكية جديدة، فهناك وقت للقيام بذلك , واستطرد :الغرض الرئيسي من الاجتماع كان مساعدة الجانبين على فهم أين يقف كل واحد منهما، وأين تكمن العراقيل والفجوات، ولمساعدتهما الآن على التركيز على النقاط التي ينبغي عليهما تكريس جهودهما لها .
وكان عرفات قد أغضب المسؤولين الأمريكيين عندما اشتكى علنا الأسبوع الماضي من ان المفاوضات مضيعة للوقت وشجب باراك واصفا اياه بأنه زعيم المتطرفين في اسرائيل.
غير ان نفاد الصبر الفلسطيني ربما يكون قد اتى بثمار, فقد تحدث باراك لدى عودته الى اسرائيل من واشنطن عن دور أمريكي أكثر فاعلية ونشاطا في المفاوضات، كما اعترف مسؤولون اسرائيليون منذ ذلك الحين علنا، بأن الدولة الفلسطينية أمر محتوم.
|
|
|
|
|