بمقتضى احكام نظام التقاعد، وكما هي سنة الحياة في التوالي والتتابع,, تم خلال هذا العام احالة كل من: مدير فرع الهلال الاحمر السعودي بالقصيم,, الاستاذ محمد بن صالح الرجيعي ومدير فرع الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالقصيم الاستاذ محمد بن عبدالرحمن العمار الى التقاعد,, بعد ان أديا واجبهما في خدمة الدين والمليك والوطن، بكل كفاءة واقتدار,, وبعد عمل متواصل مشرف,, في حدود مسئولياتهما، وإمكانياتهما,, ووفقا لصلاحياتهما,, وكانا في إدارتيهما من خيرة الناس، ومن افضل الادارات اداء، وإخلاصا، وعطاء,, خلال مسيرتهما الطويلة في العمل.
فالأول: الاستاذ محمد الرجيعي من الرجال المعروفين بالاخلاص والنزاهة والولاء، ومن أكثر المسئولين حماساً، وتوهجاً، في خدمة الوطن والمواطن,, من خلال عمله في الهلال الاحمر السعودي,, لأكثر من اربعين عاما متواصلة بنفس المسئولية,, اعطى من خلالها الكثير من الجهد والتفاني,, ومثل الجمعية في العديد من المهمات الانسانية السعودية الخارجية، وكان مثالا للقيادة المتفانية في خدمة الدين، والمليك، والوطن, مما اكتسب معه ثقة المسئولين في المنطقة، وفي جمعية الهلال الاحمر السعودي، وقد قام خلال مسيرة الاربعين عاما,, بدوره الكبير المتفاعل مع التطور والتقدم الشامل في المملكة,, بحيث قفز بالفرع من ادارة صغيرة,, في بيت (طيني) مستأجر,, الى مديرية عامة للمنطقة,, في مبنى ضخم كبير,, شيد على احسن طراز,, ولها فروع كثيرة منتشرة في مدن القصيم,, تتمتع بكفاءة واقتدار,, على تأدية واجباتها الانسانية,, وتتوفر فيها جميع الامكانيات للقيام بمهماتها الاسعافية والاغاثية المتعددة,, على اكمل وجه,, بفضل الدعم الذي وجده من المسئولين في المنطقة,, وعلى رأسهم سمو الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ومن المسئولين في الرئاسة العامة للهلال الاحمر, وهو الى جانب عمله ومسؤولياته الرسمية محب لبلده، غيور على مصالحها يدافع عنها بحماس، ويطالب لها بإلحاح منذ شبابه الاول, لذا فقد كانت له صلة قوية بالصحافة والأدب والاعلام,, شارك مشاركات كثيرة ومؤثرة لخدمة بلده,, من خلال كتاباته الصحفية ومساهماته المتعددة، والتي بدأها من صحيفة القصيم عام 1379ه ثم مع هذه الصحيفة الغراء (الجزيرة) وكيلا لها في القصيم,, الى ان تطورت الاوضاع، وتبدلت الامور,, وتحولت الجزيرة,, إلى مؤسسة صحفية,, واصبح مديرا لفرعها بمنطقة القصيم,, حتى شغلته مسئوليات فرع الهلال الاحمر,, فتفرغ للعمل الرسمي,, واعطى المجال لغيره من شباب القصيم,, لادارة فرع مؤسسة الجزيرة الصحفية بالقصيم، مع التزامه بالعلاقة الحميمة معها,, ومواصلة الكتابة فيها,, منذ بداياتها الاولى,, الى يومنا هذا,, وقد ودعه زملاؤه,, موظفو مكتب الهلال الاحمر بالقصيم,, بعد تلك الرحلة المشرفة,, بما يليق بانجازاته وخدمته الطويلة,, وهو اليوم يتمتع بكامل الحب والتقدير من الجميع,, وقد تفرغ بلاشك لمكتبته وكتبه,, استعدادا للمشاركات الوطنية,, وخدمة الوطن,, عن طريق الصحافة والاعلام, فنرجو له التوفيق والنجاح في مسيرته المستقبلية بعد ان سلم الرسالة وأدى الامانة,, للخلف الاستاذ صالح بن غدير التويجري ابن تلك المؤسسة الوطنية الانسانية وأحد رموزها المعروفين, الخبير بشئونها العليم بأسرارها، الجدير بإدارتها وفقه الله واعانه وجعله خير خلف,, لخير سلف.
اما المحمد الثاني: فهو الاستاذ محمد العمار مدير عام رعاية الشباب بالقصيم (سابقا) وهذا الرجل عاصر الرياضة في القصيم منذ بداياتها, وتحمل مسئولياتها, قبل اربعين عاما وامضى شبابه كله في خدمة الرياضة بالقصيم, ومضى بها من الحواري والساحات والملاعب الغبراء الجرداء الموحلة,, ونقلها من الشقق الصغيرة، والبيوت القديمة,, الى اندية كبيرة بملاعبها واداراتها,, وتوج هذه النقلة الرياضية,, بالمنشآت الكبيرة والساحات الخضراء (بمدينة الامير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ببريدة) بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الدعم والمساندة التي وجدها من المسئولين في امارة المنطقة, وفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى رأسها رجل الرياضة والثقافة الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) ثم سمو الامير سلطان وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل,, بتوجيهات صاحب العطاءات الكبيرة,, وقائد المسيرة ومهندس النهضة الشاملة,, الوالد الرائد,, الملك فهد بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وأمد في حياته لمواصلة المسيرة في البناء والتعمير في الوطن الغالي.
ولهذا فعندما ترك موقعه لخلفه الاستاذ فهد العليان اقام له رياضيو القصيم حفل تكريم بتلك المناسبة، برعاية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير المنطقة,, قالت هذه الصحيفة الغراء (الجزيرة) عنه في العدد (10018) الصادر يوم الجمعة 26/11/1420ه (كان العاملون في مكتب الرعاية من اشد المتأثرين بوداع استاذهم القدير محمد العمار) وقد شاركت كل القطاعات الرياضية والامنية، والثقافية، والمؤسسات والشركات الاهلية بتكريمه، وقدمت لسعادته الكثير من الدروع والهدايا التذكارية,, في مشهد توديعي مؤثر برهن على مدى ما يتمتع به من حب وتقدير، ومكانة كريمة لدى الجميع.
والاستاذ محمد العمار مع انني لم التق به منذ اكثر من اربعين عاما, الا مرة واحدة, وبالصدفة,, الا انني من المتابعين لنشاطاته وتحركاته الوطنية ومن المعجبين جدا بسيرته العطرة, ومجهوداته الكبيرة, وإخلاصه وحبه العميق لعمله اولا,, ثم لدينه ومليكه ووطنه, وما اذكر في يوم من الايام أنني سمعت عنه في المجالس، او قرأت عنه في الصحف، الا ما يشرف ويرفع الرأس, رغم المشاكل الرياضية وتعقيداتها والصعوبات التي يتعرض لها امثاله من المسئولين عن تلك الاجهزة الحساسة والدقيقة.
إلا انه بحكمته ونزاهته، وعدالته، وإنصافه في القضايا، ومعاملة الجميع بالتوافق والمساواة,, تمكن بحمد الله من تحقيق النجاح في مسيرة الحركة الرياضية بالقصيم, وتطويرها من خلال الاربعين عاما التي قضاها في العمل الجاد والعطاء المشهود, كما تمكن من حب الجميع، وتقدير الجميع كما شهد له بذلك الحفل التكريمي الذي اشرت اليه فيما سبق, فله مني ومن كل مواطن غيور مخلص لوطنه الشكر والتقدير مع الاماني الصادقة (لأبي أحمد) ان يوفقه الله فيما يكمل به مشوار العمل والعطاء من جديد,, في الحياة الجديدة والله الموفق.
عبدالعزيز العبدالله التويجري
|