أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd April,2000العدد:10068الطبعة الأولىالسبت 17 ,محرم 1421

الاخيــرة

الأمير,, الفارس,, والتنين
د, أنور عبد المجيد الجبرتي
* من حق الناس أن يفرحوا، ويبتهجوا، عندما يتم اختيار الشخص المناسب، للمكان المناسب.
* ومن واجب، المهتمين، بالشأن العام، ان يطربُوا، وينتشوا، عندما، يأتي الرجل الملائم للوظيفة، والمهمّة، والزمان.
* ليست، لدي، مواضيع، تنتظر، النظر، أو القرار، لدى الهيئة العامة للاستثمار, ولم تكن، لدي، ابداً، مواضيع، معلقة، لدى، بيروقراطية الاستثمار العتيقة, ولا أتوقع، مستقبلاً، ان تكون عندي قضية أتملق فيها، سمو محافظ الهيئة العامة للاستثمار.
* لكنني واحد، من جموع الفرحين، حقاً، والمنتسبين، واجبا، للوصول المناسب، في المكان المناسب، وللمهمة المناسبة.
* لا أزعُم، أنني، اعرف سمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، معرفةً وثيقة وعميقة، ولكنني، أدَّعي، أنني أعرفه، بقدرٍ كاف، يجعلني، اعتقد، بانه الرجل المناسب لهذه المهمة.
* وقد أذهب، في ادعاء، معرفتي به، وظني فيه، مذهبا، لا يُقرُّه أو يوافق عليه، ولكنها، استنتاجات، رجل، طروب، لهذا الاختيار، متفائل بهذا التكليف، متطلّع إلى الإنجاز، والنتائج في هذا المجال، الصعب، والجسيم.
* الهيئة العامة للاستثمار، مكلفة، بإدارة نظام استثماري جديد يتجاوب مع التحديات، التي يواجهها، اقتصادنا، كما يواجهها، كل اقتصاد، في هذا الزمن الصعب, وهي مكلفة، تحديداً، باجتذاب الاستثمارات الأجنبية، وتيسير إجراءاتها، وتسريع ترخيصاتها رغم أنف كل بيروقراطي عتيد، ورغم أنف كل بيروقراطية بليدة.
* والتوجُّه، نحو إنشاء، هيئات جديدة، ومجالس عُليا، هامَّة، تهتم بالشأن الاقتصادي، وتدير شؤونه، وتسرِّع، في اتخاذ القرارات الهامة، فيه، توجَّه، محمودٌ، وموقوت.
* وارتباط، هذه المجالس، والهيئات، بالقيادة العليا، تعبير، عملي وفعَّال، يرتفع بالقرار الاقتصادي، إلى حيث يجب ان يكون، ويرسل، الاشارات المناسبة، إلى المراكز العصبية، في الجسم البيروقراطي، المتثائب المتآكل، المصاب، بداء المفاصل، وسماكة الجلد، وتبلُّد الإحساس، وضعف القدرة على الاستجابة، الموقوته إلى تغير الظروف، وضخامة التحديات.
* التوجهات القيادية، العليا، صريحة، واضحة تجاه تفعيل هذا الاقتصاد، واطلاق عنانه لتحقيق إمكاناته الهائلة، واستثمار، بُنيته الأساسية الضخمة وتهيئته، لكي يكون اقتصاداً جاذباً، للاستثمار الوطني والاجنبي، وليس طارداً له، واقتصاداً ، ديناميكياً، متناميا إلى الأمام، وليس ناكصاً إلى الخلف، مقيداً بمفاهيم متآكلة، وتفكير بيروقراطي، واجرائي، عقيم.
* المنظمة البيروقراطية التقليدية، تستمع,, لكنها,, لاتنصت، وتنظر,, لكنها لا تُبصِر، وتعمل، لكنها لا تُنجز.
* تُبعثر، الأمور، لجاناً رئيسية، ولجاناً فرعية، ولجاناً منبثقة، ولجاناً عليا، ودُنيا، ولجاناً متوسطة، ولجاناً، لا تلتَجِن ، ولجاناً سَكرى، بكل التجان .
* وهي تقتل المواضيع، دراسةً، وتمحيصاً، وتقليبا وتفصيصاً، وتأريخاً، ولُغةً، ونحواً، وصرفاً، وفكراً ممنوعاً من الصَّرف.
* تنشىء المتاريس ، وتحفر الخنادق، وتشيّد الحصون، ويتقاتل مندوبو فروعها المختلفة، على مناطق النفوذ، وحدود الاختصاص، أو يتجاملون مع بعضهم البعض، اعتماداً على القوة النسبية لاداراتهم ورؤسائهم، وقضاياهم المعلقة الاخرى مع بعضهم البعض، خارج نطاق موضوع البحث، المطروح أمامهم.
* تفكر البيروقراطية العتيقة، دائماً، في إطارٍ زمني, ديناصوري، وتظن، ان مهمتها، المقدسة، هي احتواء الموضوع العاجل الطارىء وتهدئته، وتنويمه مغناطيسيا، حتى تمر العاصفة، ويبقى لها هيكلها القديم, وهي تهزأ، بالرجال، المتحركين، النشطين وترى أنهم، سحابات عابرة، وصخورها الصلدة، باقية دائمة,, ولذلك فهي، تهادنهم، وتداعبهم وتُفعل، إسفِنجِها الماكر، لامتصاص، عرقهم، وحماسهم، وأفكارهم الجديدة، حتى يتحقق تدجينهم ويُصبحون، اضافة هامشية، الى ارث، مُتَراكم، قديم.
* جاءت، الهيئة العامة للاستثمار، في اطار نظام جديد، للاستثمار الأجنبي، وهي واحدة، الخطوات الإيجابية، لتفعيل القرار الاقتصادي، وترشيده، وتخليصه من الإطارات القديمة، وإحضار رؤوسه ، الى محافل عليا تحظى بإدارة مباشرة، ومتابعة شخصية، من القيادة العليا.
* إذا، كنت اعرف، الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي، جيداً، فأعتقد أنه لن، ينزعج، من هذا الاستطراد الهجائي، للمنظمة البيرقراطية، وهو استطراد، يظن البعض، انه صرفنا عن النظر، في مَقُولة، أن سمو الأمير، هو الرجل المناسب للمكان المناسب.
* ولكن، هذا، هو بيت القصيد.
* فأنا، أظن، وبعض الظن خير، بأنه، يُبطن، امتعاضاً عميقا، للبيروقراطية العتيدة، واستخداماتها، البهلوانية الماكرة,,، والمبدعة، لالنظام والإجراء من أجل عرقلة المصالح العامة، وإحباطها.
* ويتمتع سمو الأمير، بروح، دعابة، ذكية وعميقة، وهو امرٌ يحتاجه المناضل على هذه الجهة العنيدة، فيجب، الا تأخذ، البيروقراطية الصارمة، على نحو جدِّي، وان كان عليك ان تأخذ عواقب اعمالها على نحوٍ أكثرمن جاد.
* والأمير، قادم، من الهيئة الملكية، للجبيل وينبع، وهي مشروع تحديثي، نهضوي، جبَّار، تم، في اطار، استجابة القيادة العليا، للتحديات الاقتصاية، خارج النَّمط البيروقراطي المألوف، تخطيطا وتنفيذاً ، وادارة، وتفاوضاً مع الشريك الأجنبي، وتدريبا للمواطن السعودي، وتنمية للموقع، وتطويراً لإمكانياته.
* والأمير، رجلٌ، جمُّ التواضُع، دمِثُ الأخلاق، قد يبدو من السهل للبيروقراطية الغبية، ان تخطىء تقديره وهذا مصدرٌ حقيقي للقوَّة في ميدان النضال معها والاشتباك بها.
* هذا هو الفارس الأمير، يواجه التَّنين ولا خوف عليه من النيران المتأججة التي يقذفُها، ولكن، الخوف، حقاً، من عيونه الناعِسة المخدِّرة.
* نحن واثقون، بعون الله، انه قادر على التحديث في عين التنين، واتقاء سحره، حتى يرتجف جفنُه وتنكسر نظرته.
أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved