أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd April,2000العدد:10068الطبعة الأولىالسبت 17 ,محرم 1421

محليــات

لما هو آتٍ
في أم القرى
د, خيرية إبراهيم السقاف
(1)
التعليم العالي لم يعُد مجالَ طموحٍ لفئةٍ من الناس,,.
ولعلَّ المؤشرَ إلى النمو الفكري للجماعات هو المنبثق عن النمو الفكري للفرد,,.
ولئن كانتِ المرأةُ مُناطاً بها حافز التحصيلِ، واضحاً في مسيرتها أمرُ التسابق نحو تحقيق أعلى المراتب العلمية,,, فإنها تظل ذات المحرك لطموحات العلم والمعرفة والتسابق في المجال لها ولمن حولها في أسرتها الصغيرة ومحيطها الكبير,,.
ولقد أثبتت الملاحظة، والدراسة، في نتائج كافة البحوث التي أجريت عن الرغبة ، والواقع ، ومستوى التحصيل العلمي، ودرجة الإجادة في التحصيل العلمي، ونسبة الطموح نحو الاستمرارية في التحصيل العلمي، في كافة البحوث التي أجريت على مدى عشرين عاماً، أن المرأة في هذه البقاع الأرضية من مساحة الكرة، تتمتع بدافعية عالية، برغبة جامحة، بقدرة على الصبر وتخطي كافة الصعوبات التي تعترضها، باستعداد لتنمية أي مورد يعزّز طموحها، بتجاوزها لأية مواقف يمكن أن تقصيها عن تحقيق طموحاتها، بحرصها الشديد على الاستزادة في التحصيل،,,, وسوى ذلك، ولعل الواقع من خلال إحصاءات الجامعات وكليات الدراسات العليا في المؤسسات التعليمية، ومحاضر اجتماعات مجالس الكليات والجامعات يؤكد هذا الأمر من خلال عناوين الموضوعات التي تخص الملتحقات بها في جداول أعمالها.
ولا أَدَلّ على ذلك من تحويل مسار الدراسة عند اعتراض أي معوق لها دون مواصلة الدراسة العليا في سبيل إنجاز أوسع، وأبعد مستوى,,, دون الوقوف عند نقطة الانتهاء في حالة عدم وجود التخصص الذي تريده في برامج الدراسات العليا.
والتعليم العالي للمرأة قد مرَّ، ويمر بصعوبات كثيرة,,,، ليست تقف عند حدود البرامج المتاحة، ولا العجز في أعضاء الهيئة التعليمية الأكفاء، ولا في شح الموارد المعرفية والمصادر العلمية للبحث، ولا تقف عند الذي يحيط المرأة من صعوبات اجتماعية أو إعاقات أسرية، ولا,,, ولا,,, وصولاً إلى المكان الذي تمارس فيه الدراسة في الجامعات ذاتها، من عجزٍ في المعامل، أو ضيقٍ في القاعات، أو شحٍ في الإمكانات,,, مما يمكن أن يدخل ضمن (معوقات الأداء) سواء كان هذا الأداء من قبل إدارة المؤسسة التعليمية، أو أداء عضو هيئة التدريس، أو طالبة الدراسة العليا، أو كان ضمن المعوقات المتبادلة بينهن وبينهم.
ولقد حرصت الجامعات ممثلة في إداراتها العليا، أو في عماداتها المشرِفة المباشرة أن تحل شيئاً من هذا التبادل المعقد حلولاً في مجملها مؤقتة.
فمن حيث البرامج المتاحة نجحت بعضها في بعضها ولم تنجح كلها في كلها وللحديث في هذا الجانب حديث مستفيض لا يتسع له هذا المقال في عموميته,,,، وكذلك الأمر في شأن أعضاء الهيئة التعليمية، والموارد المعرفية، ومصادر المعلومات للبحث العلمي,,, أما الأمكنة، أي المواقع التي تتحرك فيها الطالبات والتي تعتبر هي منطلق كل الذي سبق بوصفها الموقع المستوعب للأعداد بحيث يمكن الأداء أو لا يمكن على الوجه الذي تحققه هذه الإمكانية أو تحدده,, فإن الجامعات اتخذت في أمره الحلول التالية:
هناك من الجامعات من قام باستئجار مبانٍ للطالبات لا تتوافر لها الصفات البنائية والتأهيلية المناسبة، وأجريت بعض التعديلات لرأب الصدع، وتقريبها للحاجة، وبدأت كافة الجامعات بهذا الأمر لكنها سرعان ما استعاضت بعضها بالبناء الخاص للطالبات كالكليات وجامعة الملك عبدالعزيز وسواها,,,، وأخذت جامعات أخرى تهب طالباتها كل بناء قديم أنشىء في موقع ما كان ذات يوم للطلبة أو عمادات الجامعة أو حتى متعلقات كليات الزراعة والعلوم فيها حتى أن الدراسة في بعضها كانت تواجه صعوبات بالغة مما تهب به ريح الهواء بعبير روث الحيوانات التي كانت تجوب في بعض تلك المواقع التي حلت فيها الطالبات بعد الطلبة وبعد العمادات وبعد الحيوانات,, في جزء منها ولأن الساحات واسعة فقد عملت الجامعات على البناء المستعجل فيها في مواجهة الزيادة المضطردة في أعداد المتقدمات للدراسة فيها، وظلت حتى الآن الحاجة إلى مواقع مثالية أو أقرب تخصص للطالبات في الجامعات وتبنى بناء مدروساً يواجه المستقبل ولا يقف عند حدوده الآن.
غداً نواصل

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved