| محليــات
مشاركة الأمريكيين في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كانت مطلباً فلسطينياً دائماً في حين كان الإسرائيليون يرفضون ذلك مطالبين بأن يترك الجانبان التفاوض مباشرة دون تدخل أو ضغوط من أية اطراف أخرى، حتى وإن كانت تلك الأطراف من أوثق حلفاء إسرائيل: الولايات المتحدة الأمريكية.
في آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك لواشنطن وافق على المشاركة الامريكية المباشرة في المفاوضات بدلا من دورها السابق كمحفز للمفاوضات وراعٍ لها.
والمشاركة الأمريكية حسب التفاهم الذي تم بين الرؤساء كلينتون وعرفات وباراك تعطيهم الحق في تقديم المقترحات والمشاركة الفعالة في المباحثات التي تجري في العاصمة الأمريكية.
هذا التفاهم بين الرؤساء الثلاثة دفع الرئيس الأمريكي إلى دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية، والرئيس الفلسطيني,, وقد بكر باراك في الوصول الى العاصمة الأمريكية حيث تباحث مع كلينتون وتوصل معه - حسب أقوال باراك نفسه - إلى أقصى ما يمكن أن يقدمه لإنجاز التسوية النهائية مع الفلسطينيين، وبعد عودته إلى تل أبيب كشف باراك عمّا يريد تقديمه والذي تمثل في الموافقة على إقامة دولة فلسطينية على ما نسبته من 70% إلى 80% من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن تكون دولة منزوعة السلاح، ومقابل ذلك تبقى القدس عاصمة موحدة لإسرائيل بشطريها الغربي والشرقي وألا يسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة لديارهم, في حين تبقى المستوطنات الاسرائيلية بما تحويه من مهاجرين يهود داخل حدود الدولة الفلسطينية.
هذه الشروط الإسرائيلية التي وضعها باراك لتمكين الفلسطينيين من إقامة الدولة الفلسطينية، تمثل الحدود القصوى لباراك للحل النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهذه الشروط ستكون تقريباً ما أبلغه الرئيس كلينتون للرئيس ياسر عرفات عند لقائه به بعد منتصف ليلة الجمعة حسب توقيت المنطقة، ·بعد ظهر الجمعة حسب توقيت واشنطن .
والشيء المؤكد طبعاً، أن عرفات لا ولن يقبل بتلك الشروط وبالذات التسليم بالاستيلاء على القدس وضم الجزء العربي إلى الجزء اليهودي وجعلها عاصمةً لإسرائيل، والقناعة بأبوديس كعاصمة لفلسطين، إضافة إلى أن عرفات لن يستطيع الموافقة على عدم السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين في الوقت الذي يوافق فيه على بقاء المستوطنات الاسرائيلية وسكانها من المستوطنين الغرباء يعيشون على الأرض الفلسطينية التي تحرم على أبنائها.
هنا يبدأ العمل الأمريكي، وكالعادة يلجأ الأمريكيون إلى الحلول الوسط والتي هي في النهاية لصالح الاسرائيليين الذين لا يخسرون شيئاً، فكل الذي يقدمونه هو من حقوق الشعب الفلسطيني التي لا يمكن أن يغفر لأحد التفريط بها.
|
|
|
|
|