أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd April,2000العدد:10068الطبعة الأولىالسبت 17 ,محرم 1421

درة الشمال 2

3 ملايين متر مربع طورت لتجيب على هذا السؤال
لماذا درة الشمال 2؟
الماء والخضرة ومستقبل الأجيال,, يجعل التحفة، درة للشمال
* تأتي اهمية هذا المشروع (درة الشمال 2) في مدى ارتفاع درجته في التكامل الذي تحقق له من جميع النواحي ومراعاته لتلبية مختلف الاحتياجات الخاصة في ظل الامكانات العامة.
ان هذا المشروع يمثل تحديا للظروف الطبيعية التي قد تحد الانسان من انتشاره العمراني.
وفي عصر السرعة وتطور وسائل النقل، لم تعد المسافات تقاس بالامتار,, بقدر ما تقاس بالوقت.
والوقت هو البعد الرابع لاي عملية تطويرية وتنموية الا ان دخول القطاع الخاص في مجال التطوير سمح لرأس المال ان يختصر هذا الوقت عن طريق توفيره للبنى الاساسية وتهيئته للخدمات والمرافق وتكميلها قبل وجود السكن مما يشعل فتيل العمران في المنطقة وفي وقت قصير.
هذه التجربة الحية امامنا (درة الشمال) تجربة مميزة استطاعت ان تواكب الالفية الثالثة بمشروع متكامل وقابل للتمدد والتطور المستمر.
ولكن لماذا درة الشمال 2؟ وقد حاولنا ان نجيب على هذا السؤال عبر التقرير التالي:
هدف التطوير
مدينة الرياض مدينة مليونية استطاعت ان تستقطب بخدماتها الالاف من سكان المناطق المجاورة والقريبة الذين تركوا مناطقهم سعيا وراء الخدمات والفرص التي تقدمها المدينة لساكنيها.
ولتفادي مشكلات الانفجار السكاني والازدحام في المدينة، طرح المخططون عدة بدائل للحد من هذه الظاهرة وسلبياتها الحضرية وذلك بالاتجاه نحو الريف والصحراء ولكن بنماذج مدنية ، وتعد تجربة المملكة في توطين البادية واحدة من ابرز الجهود الاقليمية التي سعت لهذا الهدف.
ولعل ارتفاع التكاليف الخاصة بتوفير الشبكة الخدماتية المتكاملة التي تؤسس للبنى التحتية، تجعل المناطق الريفية تنتظر لفترات اطول في انتظار الخدمات.
وبعد اتجاه الدولة نحو تخصيص القطاعات الخدمية اصبح المجال مفتوحا وخصبا امام المستثمرين لتبني خيارات تطويرية تتماشى وخطط التنمية وتوفر حلولا متكاملة لمشلكات الانفجار السكاني والازدحام بالاضافة لما توفره من انعاش لحركة السياحة الداخلية كمتنفس لمدينة الرياض وكذلك طرح فرص استثمارية وتنشيط حركة التداول وتغذية مختلف الجوانب الاقتصادية في المناطق المطورة.
مفهوم وخصائص التطوير
ويعتبر التطوير والتخطيط بشكل عام فن تهيئة المناخ المناسب الذي يسمح للمجتمعات بالنشوء والترعرع وتحقيق الاستقرار وتنظيم للمحيط الذي يعيش فيه الانسان لتحقيق الانسجام التام بين الانسان والطبيعة والفرد والمجتمع.
وبالتالي فان عملية التطوير تعتبر من الوسائل الاكثر فعالية لاستثمار الطاقات البشرية المشتتة وذلك عندما يتوافر المناخ الملائم للعطاء.
والتخطيط ليس امرا ماديا صرفا على الرغم من اهمية الامور المادية في حياة الانسان وبناء الشبكات العامة من مياه وطرق وكهرباء وهاتف وغيرها الا انها لا تكفي لوحدها لبناء المجتمعات الافضل.
ويحسب لدرة الشمال 2 الاهتمام المطور لها بالجانب الانساني والتنموي بالدرجة الأولى من ناحية مراعاة العديد من الجوانب مثل الخصوصية والعلاقة بطبيعة المكان والمرونة في تحول وظائف الارض والنظر للبعد المستقبلي من ناحية امكانية التمدد والانتشار اضافة الى تأسيسه المتكامل للبنى التحتية بشكل وفر امكانية استثمار بمسطحية عالية مع المحافظة على الفراغ من خلال الاستفادة القصوى من اجواء وطبيعة المنطقة التي تم فيها التطوير.
الموقع وطبيعة المكان
يقع مشروع درة الشمال 2 في منطقة الجبيلة على مساحة 3 ملايين متر مربع وعلى هضبة يبلغ ارتفاعها اكثر من 720 مترا عن سطح البحر.
وبلدة الجبيلة التي تحتضن هذا المشروع بلدة قديمة ومأهولة بالسكان منذ القدم وذلك لخصوبة ارضها وتوفر المياه عبر العشرات من الشعاب والاودية التي تخترقها وقد تطورت هذه البلدة كبقية المدن والقرى في المملكة ولكن بشكل حافظ على طابعها الريفي وطبيعتها الزراعية.
وتقوم هذه البلدية على ضفاف شعيب (الحيسية) المليء بالاشجار البرية والذي يستهدف الكثير من سكان مدينة الرياض في رحلات برية وخلوية ممتعة.
ويضم شعيب الحيسية في الجهة الغربية من امتداد الشارع الرئيسي في الجبيلة وعلى بعد دقائق من درة الشمال 2 مشروع وزارة الزراعة والمياه لاعادة تشجير شعيب الحيسية والذي نفذ منه مرحلتين حتى الان وتضم هذه الغابة المستقبلية ما يقارب 1500 شجرة يتجاوز ارتفاعها 2 متر حتى الان.
مما يعني تزايد اهمية المشروع كمنطقة سياحية سنة بعد اخرى نظرا لقربه من هذه المواقع الطبيعية.
ومما يزيد جمال هذه المنطقة التي يقام بها هذا المشروع التكامل العجيب بين مفردات الطبيعة الخلابة حيث تجد على يمينك وانت تقود سيارتك بمحاذاة الوادي سلسلة من الضلوع الجبلية وعلى يسارك الوادي باشجاره العتيقة الباسقة وبساتينه الخضراء على امتداد النظر.
كما يوفر الجزء السكني والتجاري من المشروع فرصة لامتصاص السكن غير الصحي من المساكن القديمة نظرا لان الجبيلة منطقة مأهولة منذ القدم بالسكان مما قد يوجد بعض الاحياء والابنية القديمة التي ينحدر الى درجة تصبح معها مساكن غير صحية وتؤثر على الصحة العامة ولا تتماشى مع متطلبات العصر خصوصا تلك المباني التي ليس لها اي فائدة من الناحية المعمارية او التراثية.
كما يتميز الموقع باشرافة على واحد من اهم الشرايين الحيوية للمواصلات طريق الرياض صلبوخ السريع مما يجعله (زمنيا) اقرب لبعض سكان الرياض من بعض الاحياء فيها كما انه يوفر حلا منطقيا وعمليا لاولئك الذين يريدون ان يهربوا من ضوضاء المدينة وصخبها للسكن في مثل هذه المنطقة لاسيما وانها مزودة بأحدث شبكات الخدمات المتطورة.
خصوبة التربة والمياه
يقوم هذا المشروع على ارض مسطحة لاتزال اثار حقول الاجداد المهجورة تقسمها الى مربعات صغيرة.
هذه الحقول,, بالاضافة الى الحقول المجاورة والعديد من اشجار الاثل الشامخة التي لا تزال تعاند الرياح بغصونها المتهادية تقف شاهدا حيا على خصوبة هذه الارض بتربتها الطينية الرملية ودليلا على قرب المياه السطحية وهذه الحقول على مد النظر,, والتي كانت تتم سقايتها بطريقة الاغراق على الرغم من محدودية الادوات المستخدمة لاستخراج المياه في ذلك الوقت والمعروفة (بالسواني) يدل بشكل واضح على غزارة ووفرة المياه.
وقد اثبتت اعمال الحفر هذه الحقيقة، حيث تم استخراج المياه من عمق اقل من 45 مترا!.
كما تقف النخيل المزروعة بين طرقات هذا المشروع بسعفها الاخضر الريان وبعد ايام قليلة من غرسها شاهدا حيا على خصوبة التربة وميزاتها النوعية للزراعة والتشجير.
المرونة والفرز
يتميز هذا المشروع بمراعاته لعنصر المرونة واحترامه للبعد الزمني، حيث تم فرز هذا المخطط الى منطقتين احداهما سكنية والاخرى سياحية وترفيهية (استراحات) بحيث يطل القسم السياحي على درة الشمال الاولى مما يجعل منطقة الاستراحات منطقة شاسعة تخلق اجواء طبيعية مليئة بالخضرة والهواء النقي عندما يكتمل بناء وتشجير الاستراحات بشكل يجعلها من اروع المناطق السياحية القريبة من الرياض من خلال نظرة مستقبلية للخمس سنوات القادمة.
كما يطل الجزء السكني من المشروع على الحي السكني في الجبيلة بشكل يجعل درة الشمال 2 حلقة اتصال متناغم ومتدرج بين درة الشمال الأولى وامتداد الحي السكني او لنقل بين المنطقة السياحية الهادئة والحي الراقي وبشكل مدروس.
وتتضح المرونة ايضا في امكانية تحويل القطع السياحية او الاستراحات الى قطع سكنية حسب التخطيط المقترح.
هذه المرونة تنعكس بشكل ايجابي على المخطط وايضا على آلية التسويق ومستقبل حركة التداول في هذا المخطط والتي تجعل منه فرصة استثمارية متجددة.
ولنأخذ بجانب من التفصيل قسمي هذا الفرز لنقف على خصائص كل قسم على حدة:
أولاً: القسم السكني
التطور العمراني السريع ومشكلة الانفجار السكاني وارتفاع معدلات الهجرة من الريف، كل هذه العوامل التي اشرنا لها سابقا ادت الى وجوب التعامل مع هذه القضية بحلول علمية عن طريق انشاء احياء حديثة ومتطورة ومناطق جذب سكانية تقلص نسبة الهجرة من الريف وترفع الفرص امام الهجرة العكسية وحتى تطوير مساكن الاهالي عبر هذا الحي السكني من ناحية علاقة الجار وهدوء المنطقة ورقيها وشوارعها الفسيحة وانوارها الكاشفة التي تضفي على الساكنين شعورا بالاطمئنان والراحة.
ثانياً: المنطقة السياحية والخصوصية
يعتبر التلوث ضريبة للمدنية نجد انفسنا مجبرين للتعايش معها بشكل يومي على اختلاف انواع هذا التلوث الذي نعاني منه بشكل مباشر خصوصا تلك الانواع من التلوث التي لا نملك خيار تصحيحها سوى بمغادرة المدينة مثل تلوث الهواء والتلوث الصوتي (الضوضاء).
ويبدو اننا لم نعد مجبرين على هذا التعايش القسري مع التلوث بوجود خيار في مثل هذا المشروع الذي وفر مناطق سياحية (استراحات) على مساحات حرة وقريبة من التجمعات العمرانية ومن المدينة ايضا ولكنه هنا قرب زمني يقاس بدقائق معدودة ولكنه يحفظ مساحة من الفضاء بين هذا المشروع ومصادر التلوث والمدنية بشكل مساحة تضم العناصر الضرورية التي تشجع على الاسترخاء او ممارسة الرياضات الخفيفة كالمشي او السير على الدراجة الهوائية.
ويشكل الهواء العنصر الاجمل في هذه اللوحة فمنطقة نجد المعروفة بمناخها الحار تحن لنسمة هواء شمالية باردة,, لكنها تضطر لان تتنفس معها عوادم السيارات وابخرة المصانع.
الا ان وجود هذه الدرة شمال مدينة الرياض يجعلها تنفرد بهواء الطبيعة الصافي حيث لا عوادم ولا مداخن مصانع ولا حتى بنايات شاهقة تقف بينها وبين الهواء والضوء.
كما ان توفر المياه بالمخطط وخصوبة الارض التي قام عليها المشروع تجعله هدفا لمريدي الاستجمام في تلك الاستراحات التي لن تلبث اشجارها حتى غطتها في فترة قصيرة.
يميز هذا المخطط مراعاته للخصوصية والهدوء وذلك من خلال وجود الشوارع المزدوجة التي تفصلها اشجار النخيل وكذلك من التنوع في مساحات القطع بشكل يقنن عدد الافراد في الكيلومتر المربع الواحد والذي بالتالي يحد من الضوضاء ويسمح لسكانيها بالاستمتاع بالنظر للافق المفتوح.
المرافق العامة
يتمتع هذا المشروع بالغنى والتنوع المدروس للمرافق.
حيث يشتمل المخطط على سبعة مواقع مخصصة لاقامة المساجد وزعت بشكل يراعي اهميتها وقدسيتها من حيث المساحة ومناطق الكثافة السكانية كما خصصت خمسة مواقع للمرافق والخدمات البلدية المختلفة كذلك فقد خصص للموقع السكني موقعين لمدرستين تتوسطان الحي وتفصلهما حديقة عامة.
كذلك يميز المشروع قربه من الخدمات المختلفة كمحطة للمحروقات وثلاثة متاجر كبيرة للتسوق (سوبرماركت) اضافة الى وجود جهاز للصرف الآلي في مدخل الجبيلة المطل لدرة الشمال 2.
ومما يضفي مزيدا من الاجواء الريفية الطبيعة وجود بعض الاكشاك في المزارع المنتشرة على جنبات الطريق تبيع الخضروات الطازجة التي تمكن المستجمين في الاستراحات من الحصول على طبق سلطة طازجة من خضروات كانت في الحقل منذ دقائق معدودة!
كما ان بساتين النخيل الوارفة الظل وطبيعة الاهالي المضيافة تعطي الفرصة لقاطني هذه الاستراحات من الحصول على نزهة قصيرة مع العائلة والاطفال لتناول شاي العصر في اجواء مرهفة في هدوء لا يقطعه الا زقزقة العصافير وعلى بعد امتار معدودة من استراحتهم الخاصة.
البنية التحتية والخدمات
يختلف بعض المخططين في تحديد ايهما اسبق لتوفير مناطق الجذب السكاني هل هي الفرص الوظيفية او هي الخدمات؟
ولكن الواقع يؤكد على ان الحركة الاقتصادية بمختلف الفرص التي تطرحها تأتي تبعا لتجمع السكان الذين يأتون تبعا لوجود وتوفر الخدمات الاساسية الراقية.
ويتضح ادراك مكتب البلطان للعقارات (المكتب المطور) لهذا المفهوم من خلال حرصه الشديد على توفير خدمات متكاملة وبجودة عالية لتتكامل مع الموقع المتميز الذي انشىء هذا المشروع على ارضه لتضع درة المشال 2 كواحدة من اول التجارب التطويرية والتسويقية العقارية الذي جمع هذا الكم من الجاهزية العالية في مستوى الخدمات تأتي هذه الخدمات على النحو التالي:
* خط هاتف مستقل لكل قطعة بالمخطط.
* تمديد كامل لشبكات الماء.
* تمديد كامل لشبكات الهاتف.
* تمديد كامل لشبكات الكهرباء.
* جميع الشوارع مسفلتة وفق معايير فنية وهندسية معتمدة.
* المخطط مغطى بخدمة الهاتف الجوال.
* جميع الشوارع مسفلتة ومنارة.
* عروض الشوارع 15 ، 20، 25، 30 متراً.
* جميع شوارع المخطط الرئيسية (بعرض 25، 30 متراً) مشجرة بالكامل.
* سهولة الوصول والدخول الى المخطط وذلك من الطرق الرئيسية التي تحيط المخطط او تتخلله.
وبعد,,
وتبقى هذه التحفة درة تتوسط طريق الرياض صلبوخ السريع الا ان ما يفرقها عن التحفة ان التحف لا تبرز قيمتها الا بعد ان تتقادم,, ولكن هذا المشروع درة ولدت ثمينة لتصبح اثمن.
والان يمكننا ان نجيب جميعا على ذلك السؤال: لماذا درة الشمال؟
ذاك لأنها متعة حاضرنا ومخزون ابنائنا واجيالنا القادمة ومشاركتنا بواجبنا الوطني في تنمية وإعمار كل شبر من بلادنا الحبيبة.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved