| مقـالات
** زقزقة:
(الفهم: التفكير، وادراك الأشياء على حقيقتها)
حكمة عربية
لا يختلف اثنان على أهمية الاستقرار النفسي والاجتماعي للإنسان، والأسرة التي يلد فيها الطفل هي الأرض الأولى التي تستقبل بذرته وتقدم لها الرعاية التي تأخذ صوراً مختلفة (الاهتمام المتوازن، القسوة، التدليل), في محاضرة الدكتور إبراهيم الفقي عن أسرار نجاح العلاقات الأسرية تحدث عن شيء هام حين شرح مراحل تكوين البرمجة العاطفية وهي ما يختزنه الإنسان من الحب والحنان والتقدير فالاسرة تبدأ في تشكيل البرمجة منذ ولادة الطفل ويشارك في هذه المهمة المحيط العائلي والمدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام.
فلو علمنا ان 50% من هذه البرمجة يتم منذ الولادة وحتى خمس سنوات و30% يتشكل منذ الخامسة وحتى عشر سنوات و15% تحدث ما بين الثامنة وحتى الثامنة عشرة ولا يبقى للبرمجة العاطفية في حياة الانسان الشاب وحتى نهاية عمره سوى 5% ادركنا معنى ان يتقدم الانسان ليقترن بالآخر في مرحلة الزواج بعد ان يكون قد تبرمج عاطفيا بنسبة 95%؟!.
إذن فهو مقبل على دخول حياة جديدة مع شخص جديد غالبا لا يعرفه والاثنان مبرمجان عاطفيا أي ان كلاً منهما يحمل معه صورته عن ذاته, هل يحترمها أو يقلل من شأنها؟، هل عاش الحب والأمان أم أنه ذاق صنوف الحرمان العاطفي؟
هل ذاق طعم التشجيع والتقدير ام اعتاد الاحباط والفشل؟
كل هذه الامور هامة كي يستطيع الاثنان تأسيس شركة الزواج بمعنى لو ان الطرفين مدركان لأهمية البرمجة العاطفية التي اكتملت قبل الزواج فان الواجب عليهما قبل ان يختلفا في إدارة الشركة ان يتعرفا على سلبيات البرمجة ويحاولا التعديل قدر الامكان, فإذا تبرمج الزوج عاطفيا على الحرمان وعدم التقدير لذاته فإنه من الطبيعي ان يحاول لا شعوريا احباط الزوجة والتنكيد عليها فقد تبرمج على ذلك لم يتعلم كيف يحب ذاته وينجح ليدفع الآخرين للنجاح وحتى مع اطفاله تجده غير قادر على الاحتواء ومنحهم الشعور بالأمان العاطفي هذا الرجل يحتاج الى امرأة واعية تدرك سوء برمجة العاطفة لديه وتحاول الا تضغط عليه بل تعلمه كيف يحب ذاته ويحترمها، تشجعه وتدعمه، والمهمة ليست سهلة ولكن الحياة الأسرية وجمال النجاح فيها يستحقان الجهد والتعب.
وعلميا فإن المرأة تحتاج الحب والامن بينما يحتاج الرجل الى الحب والتقدير إن فهم الشريكين لاختلاف سيكولوجية الرجل والمرأة يساعد على التأقلم مع الصفات المتعبة في كل شريك مع الأخذ في الاعتبار بامكانية التغيير إلى المأمول شريطة ان يبدأ الإنسان بنفسه أولا, والسؤال وكيف يحدث ذلك وهو خلال حياته الماضية لم يتعرف إلى ذاته, شركة الزواج في مجتمعاتنا فرصة لاكتشاف الذات ولكن إذا غاب الوعي انهار كل شيء.
|
|
|
|
|