قل لي لمن تقرأ اقل لك من أنت؟!
يروِّج البعض لهذه العبارة,, يتشبثون ويؤمنون بها من خلال تتبعهم للآخرين بدقة ومحاولتهم المستميتة معرفة لمن يقرأون,,؟! تلك عبارة توحي بمكان مغلق السقف والنوافذ والأبواب,, إضافة الى أنها صعبة التطبيق في عصرنا الحاضر عصر الإنترنت نعم,,للقراءة,, أثر كبير على الإنسان فهي تحقق فوائد كثيرة منها,.
المتعة والتسلية,, والمعرفة، والبحث والاكتشاف وربط الحقائق,, وربما تصلح تلك العبارة المذكورة أعلاه للاستقصاء في حالة أولئك الذين يتبنون مذهباً بعينه ويقرأون حوله كثيراً لمزيد من المعرفة.
ولكن في حالة ذلك الانسان الباحث عن المعرفة والاطلاع سواء كان عالماً أو كاتباً متخصصاً أو شاملاً فمن المستحيل تطبيق هذه العبارة,, ومن الصعب ايضاً تأثر مثل هذا الانسان بكل مايقرأ,, فقد بلغ مرحلة من النضج العقلي والفكري تأسست منذ الطفولة على مبادىء إيمانية سليمة وبالتالي ليس من السهل انصياعه لمبادىء أو اتجاهات أخرى,, لذا فمن غير المنطقي أبداً ان نفكر في الربط ما بين كاتب وما يستشهد به وما يورد من أسماء بين سطوره,, من غير المعقول ان نجعله معهم في خندق واحد,, من جانب آخر حين نقرأ لمفكرين أو ادباء آخرين يختلفون عنا مذهباً وديناً فليس هذا دليلاً على اعجابنا الشديد بهم ولا رغبتنا في اتباعهم او تقليدهم ولا إحساسنا بأنهم يتميزون عنا.
فالاسلام كان ومازال يدعو الى حرية الفكر والانفتاح على الثقافات الأخرى لأنه دين قوي بذاته من الصعب أن تهتز قواعده وأركانه لثقافة دخيلة او افكار مغايرة وهو دائما قادر على الوقوف في وجه الافكار الشاذة والمعادية والدفاع عن نفسه بقوة وصلابة لاتهزها أعتى وأقوى الرياح!
|