أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd April,2000العدد:10068الطبعة الأولىالسبت 17 ,محرم 1421

مقـالات

وسميات
أيها الأصدقاء,, سلام
راشد الحمدان
ليس منا من ليس له أصدقاء,, وهؤلاء الأصدقاء ذوو ميولات وأفكار وهوايات,, مختلفة,, وهم يقربون يوما ,, وينأون أياما, وتتحكم فيهم ظروف متعددة,, وبعضهم يتحكم فيه الظرف القاتل,, والذي هو شماعة ليست صعبة في التعليق عليها أسهل وأصعب المشاكل,, ذلكم هو ظرف الكسل ,, فنحن نكسل كثيرا, ان كان في الصيف فقد يكون هنا عذر,, حيث حرارة الشمس,, وارتخاء عضلات الجسم,, معها عضلات الرغبة في اللقاءات,, وان كان في الشتاء,, فقد يكون الكسل أكثر وأعم,, فهناك البرد القارس الذي تتقلص معه العضلات وتنكمش,, وينزوي الفرد منا اما تحت الفراش الوثير, أو عند المدفأة, فنحن ولله الحمد أصبحنا من أهل المدافىء,, يضعها لنا أخوان طيبون,, يستغلوننا,, ويستغلون بلاهتنا وانصياعنا وعدم قدرتنا على النقاش من أجل الثمن, فنحن نبذل ولا نبالي, ونخرج كل ما في الجيب لنلقمه المدفأة, ومن يصنع المدفأة, وهذه المدفأة لا تتكلف أكثر من خمسمائة الى سبعمائة طوبة حمراء وخمسة أكياس من الاسمنت ومثلها أو أقل منها من البطحاء البيضاء الناعمة, وكل هذه الأشياء لا تتعدى ألف ريال, ومع هذا فنحن ندفع أكثر من ثلاثة أضعاف, هكذا اصطلح صناع المدافىء من اخواننا الوافدين,, والمدفأة يبنونها في ثلاث ساعات, وهي من النوع التجاري,, مثل البضائع التجارية,, وقطع السيارات التجارية, وكذلك فان الصداقات يكون منها ماهو تجاري,, فالحياة تبنى على هذه المخترعات الحديثة في الاصطلاحات,, ولذلك فالصديق التجاري هو صاحب المصلحة,, ولذلك فان الصداقة في بنائها تكون هشة مثل قصعة الجربوع تنهار بمجرد وطئها,, ومع هذا فهناك أصدقاء مخلصون يحبون اللقاءات الجميلة, التي يقطعون بها ملل الحياة, ويقضون من خلالها سهرات كسلى,, تنتهي أحيانا بقفلات حبلى قد لا يلتقي بعدها صديقان أو ثلاثة,, وتجلى لي أحدهم ان له صديق عزيز عليه جدا, وهو عزيز على صاحبه جدا, يقول ان صديقه هذا له هوايات بشراء الشنط والشراريب والنظارات,, وهو يملك منها الكثير والكثير, وهو يدخل السوق, يذرع الأرصفة ويقرأ بعينيه واجهات المتاجر, وواجهات الاعلانات, والواجهات المغطاة وغير المغطاة, ثم يتعوذ من الشيطان الرجيم, وبمجرد عودته للبيت, لا يمكث عنده ما اشتراه سوى أيام, لأن لديه الكثير والكثير منه فهو يتخلص مما اشترى بأسرع مما دفع, وهكذا فان البعض يقول: الحمد لله انني لست شنطة ولا نظارة, والا لم تدم صداقتنا أيها الأصدقاء ,, سلام,.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved