أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st April,2000العدد:10067الطبعة الأولىالجمعة 16 ,محرم 1421

شرفات

بين عشية وضحاها روائية عربية تتحول إلى مخرجة سينمائية
الروائية الفلسطينية ليانة بدر تحكي عن فيلم فدوى طوقان
الفيلم وبطلته لايروجان لأي شعار براق
تمتلك الاديبة الفلسطينية ليانة بدر طموحا متوهجا وجموحا لاحد له، فالابداع لديها ليس وسيلة للتعبير عن الذات فحسب، لكنه ايضاوسيلة للمقاومة، وقد فوجىء الوسط الادبي بالروائية الفلسطينية تتحول الى مخرجة سينمائية حيث قدمت فيلما عن الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان.
كيف صنعت ليانة هذا الحلم؟ ولماذا اختارت فدوى طوقان؟ هذه التساؤلات وغيرها دفعتنا للحوار مع ليانة بدر صاحبة العديد من الاعمال الابداعية الهامة مثل عين المرأة، ونجوم اريحا وغيرهما.
قصة فيلم فدوى
*من المعروف انك روائية ولك اكثر من اصدار ادبي,, فكيف ومتى بدأت التفكير في اخراج هذا الفيلم؟
بعد عودتي الى فلسطين عام 1994م, كنت اشعر بضرورة بناء الذاكرة الثقافية على المستوى الشخصي والعام, لانني وجدت ان فلسطين كانت تحت وطأة تدمير منهجي منظم, وثمة محاولة لالغاء ومسح الشخصية الثقافية والوطنية لنا,, لقد فجعت عندما وجدت أن بلدي التي نشأت في رحابها وهذا المجتمع الذي قاوم بكل الوسائل حتى بالحجر,, رأيته يتآكل ويدمر من الداخل بفعل غياب الذاكرة ومسح العلاقات المهمة في تكوينه الشخصي والانساني, ووجدت انني وكثيرين غيري نعاني لعدم وجود الكتب الحديثة أو الافلام، ونعاني ايضا من نقص وسائل التعبير مما يجبرنا على ان نعيش حياتنا في عزلة ثقافية,, من هنا بدأت تراودني الرغبة في البحث عن وسيلة تعبير اكثر جماهيرية من الكتاب.
*ولماذا اخترت الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان تحديدا ليكون الفيلم عن حياتها؟
كان لاختياري هذا عدة اسباب، ففدوى هي الشاعرة الفلسطينية التي عايشت محن شعبها، وعبرت عن كيانها الفردي كشاعرة في الوقت ذاته، وأعتبر انها الشاعرة العربية بامتياز، وهي ايضا قدوة الجيل الحالي من الفتيات اللواتي اضعن فرصة التعليم او تعلمن في ظل خراب الاحتلال, هذه الاسباب مجتمعة كانت وراء اختياري لفدوى، فضلا عن علاقتي الشخصية الحميمة بهاوالتي تجسدت في كتاب ظلال الكلمات المحكية الذي صدر عام 1996م.
*عندما تفكر اديبة في اخراج فيلم تسجيلي,, مثل هذا الحلم هل يكون سهلاً؟
لم يكن سهلا على الاطلاق، فليست هناك ميزانيات مخصصة للانتاج السينمائي في وزارة الثقافة الفلسطينية، والجمعيات الاجنبية التي قد تمول مثل هذا المشروع، لن يلفت نظرها موضوع لايثير الشعوب بالغرابة اوالاثارة كالعنف ضد النساء مثلا!! فليس في مشروعي ما يسترعي انتباه العين الغربية التي تريدنا أن نصور اشياء بعينها, فالفيلم يتحدث عن تجربة شاعرة كبيرة تجاوزت الثمانين من عمرها وليس لها علاقة بالترويج لاي شعار براق.
قصة كفاج
*وكيف كانت رحلتك مع تمويل الفيلم اذن؟
بدأت في البحث عن التمويل عبر عشرات الجهات لمدة تزيد على اربع سنوات، وخلال هذه السنوات ايضا دخلت دورات لتعلم الاخراج وانتاج الفيلم من الالف الى الياء بشكل مستقل مماسهل لي تنفيذ افكاري فيما بعد، ويسر لي العمل بميزانية ضئيلة للغاية لينتج الفيلم بمنتهى العذوبة، عن معاناة امرأة حرمت من المدرسة عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها لتبقى داخل اسوار البيت,وقد قمت بجهود كبيرة في السنة الأخيرة لاقناع بلدية نابلس بالمساهمة بالمبلغ الذي يمثل الدفعة الاولى اللازمة لانتاج الفيلم، ولم يكن هذا سهلا، فبعد كثير من التردد من جانبهم حصلت على هذه الدفعة وباشرت من فوري العمل للحصول على المادة التوثيقية الاولية.
*بعد تقدير مهرجان الاسكندرية السينمائي لفيلمك الاول,, ماذا تعني لك التجربة؟ وهل ستكملين هذا المشوار؟
بعد ماتم الفيلم عبر قصة كفاح شعرت انه اعاد بنائي من جديد، حيث استطعت انجازه، وان اكتشف شخصية فدوى كانني اجمع شتات نفسي التي تناثرت بفعل صداقة المنفى الطويل والعودة الصعبة الى الوطن, واشعر ايضا أن عرض الفيلم في مهرجان الاسكندرية الدولي ومقابلته بالتقدير هو جائزتي الحقيقية على التعب والجهد الذي بذلته,, كما أن هذا المشروع لاتكتمل قيمته الا اذا شاهده اكبر عدد من الجمهور، فمن المهم أن يكون للافكار صداها في ارض الواقع، وان نعيد التقدير الانساني الى المبدعات العربيات في شتى المجالات حيث حرمن لسنوات طويلة من التفاعل الاجتماعي، ومن العمل الجاد في الحقول التي تفوقن فيها.
روائية ومخرجة ومديرة
*اذا انتقلنا الى كونك المسئولة عن ادارة الفنون في وزارة الثقافة,,, ثمة تساؤلات كثيرة تطرح حول هذه المنصب,, الا يشكل ذلك حساسية لك؟
لا,, لا استشعر اية حساسية، لان الثقافة بشكل عام هي مجال عملي واشتغل بها قبل أن يتولى زوجي مسئولية وزارة الثقافة بكثير، ولا اعتقد انها جريمة أن اكون مبدعة ومثقفة ونشطة في نفس الوقت، في خدمة قضايا وطني.
*هذه المسئوليات العديدة هل تؤثر بالسلب علي انجازاتك الابداعية والفنية؟
من يقول ذلك ادعوه الى مشاهدة فيلمي فدوى ليعرف قيمتي كمبدعة سينمائية، اما كمسئولة فهناك انجازات مهمة على مستوى البنية التحتية في مجال الفنون, فالسينما الفلسطينية في حاجة الىالتمويل، ونحن نعاني فقر الامكانات، ومع ذلك فقد نشطنا في اتجاه اقامة اسابيع للسينما الفلسطينية في الخارج في اطار التبادل الثقافي، وقريبا ستكون هناك ثالثة في رام الله, هذه انجازات ليست سهلة في بلد فقير يخلو من مثل هذه المكونات الاساسية في البنى التحتية.
اما ما يقول عن تدخلي في كل صغيرة وكبيرة، فتلك هي الضريبة التي تدفعها كل امرأة عربية ناجحة تقتحم مجال اتخاذ القرار ولاتكتفي بالمواقع التقليدية,,, وبعيدا عما يقال، فالحقيقة أن هناك صلاحيات محددة لي كمديرة لادارة الفنون، وهي صلاحيات لاتفوق مايمنح لاي مدير آخر داخل الوزارة.
في انتظار فيلم القدس
*بعيدا عما يقال، ماذا عن التخطيط لفيلم القدس؟ هل هناك بالفعل مشروع لإنتاج هذا الفيلم؟ وهل هناك اتفاق مع سيناريست مصري؟
لم يجر اتفاق بهذا الشأن مع اي سيناريست , وكل ماحدث أن احد كتاب السيناريو المصريين زار اراضي السلطة الفلسطينية وعرض كتابة فيلم عن القدس، ولكن لم يحدث اي اتفاق معه، لان فيلما بهذا الحجم لايمكن الاتفاق عليه بهذه السهولة.
*اخيرا,, رغم انشغالك كمديرة لادارة الفنون ورغم اتجاهك الى الاخراج السينمائي,, هل مازالت الرواية تسكنك؟
الحقيقة انني حاليا اقوم بكتابة رواية تتناول جزءا من تراجيديا الشتات الفلسطيني، حيث سآخذ مقطعا من التاريخ الفلسطيني واكتبه بعين امرأة، وعادة ما تستغرق الكتابة مني وقتا كبيرا، لانني اقوم بجمع مواد شفاهية كثيرة قبل بدء الكتابة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved