| شرفات
الخرازة حرفة من الحرف الشعبية القديمة التي امتهنها الكثير من أجدادنا وآبائنا كعمل شريف لكسب الرزق, ولانزال حتى اليوم نشاهد من يقوم بهذه المهنة على الرغم من الوسائل الحديثة المتطوّرة المنافسة لهذه المهنة وممتهنيها, ومن يقوم بهذه المهنة يقال له خرّاز بتشديد الرّاء والخراز حرفي بسيط وفنان فطري بارع يتعامل مع الجلود بأدواتٍ بسيطة كالمخاريز والمجاذيب والمقصات والسكاكين المتعددة الأنواع حسب متطلبات هذه الحرفة وجميع هذه الأدوات عامل مهم لمساعدة الخراز في تأدية عمله على الوجه المطلوب, وأصل لفظة الخرازة فصيحة إذ جاء في المعجم, الخِرَازَة حرفة الخراز, وخَرَزَ الجلد ونحوه خَرَزاً خاطه, وخِرَزَ خَرَزاً أحكم أمره, والخرّاز مَن حرفته خياطة الجلد,وورد أكثر من ذلك عن هذه الحرفة ومسمّاها في المعجم ولكني اكتفيت بما ذكره على سبيل المثال ليس إلاّ, وفي وصف مخراز الخراز يقول حميدان الشويعر في وصف ضيف اكول حلّ عليه ولهذه الأبيات قصة مشهورة وطريفة يعرفها أكثر الرواة المهتمين بتراثنا القولي يقول حميدان:
يضرب السحه بنابٍ ذرب مثل الخراز الى راح |
ومطلع هذه الأبيات:
إدع للخاطر يامانع بامعنى في الدرب الى راحِ |
الأدوات التي يعدّها الخراز:
الأدوات التي يعدها الخراز او ينتجها كثيرة ومتعددة أذكر منها مايلي:
1 القرب واحدتها قربة حسب اللسان الدارج وقد كانت القربة في الماضي من الأهمية بمكان إذ كانت بمثابة الثلاجة في عصرنا الحاضر لحفظ الماء وتبريده.
2 النعال, الأحذية والزرابيل مثلها مثل الكنادر حسب التسمية الدارجة إذ هي لباس شتوي, وقد لبستها في صغري مع أبناء جيلي.
3 الصميل أو السقاء وهو خاص باللبن والسقاء في اللغة هو الوطب.
4 العياب وأكثر ما يستعملها أبناء البادية خاصة للتمر ومفرده عيبة وفي المثل الشعبي طق العيبة يهتزّ الجمل للتخويف غير المباشر.
5 المزابي واحدها مزبا وفي بعض اللهجات يقولون ميزب وهو خاص بحمل الطفل حيث تضعه الأم ممدداً بداخله وهذا حسب استنتاجي فيه جانب صحي للطفل بدلاً من حمله في أوضاع غير هذا الوضع ومن جانب آخر هذه الطريقة فيها راحة للأم حيث تعلقه على كتفها أثناء سيرها وفي كلتا الحالتين هذا الأسلوب فيه راحة تامة وصحية للام ولطفلها.
6 الجراب, وهو من مستلزمات الرجل في الماضي, تحدثنا عنه في الجزء الثاني من موسوعة تراث الأجداد بتوسع.
7 عكة الدهن, بجميع انواعها مثل النحو والظرف حسب اختلاف المسميات إلاّ أنّ غرضها واحد خاصة بحفظ ونقل الدهن.
8 القرب, وهو من مستلزمات الزراعة في الماضي.
9 الدويرع, من مستلزمات الجيش,والجيش هنا اقصد نجائب الإبل وفي بعض اللهجات يسمون الدويرع بالميركه انظر الجزء الأول من تراث الأجداد.
10 خباء البندق وعذار الرسن ومحازم الفشق (الرصاص) والمفرد محزم وهو مايتحزّم به الرجل على وسطه, وغير ذلك كثير من هذه المنتجات الجلدية التي يعدّها هذا الحرفي البارع الذي خدم نفسه ومجتمعه حسب إمكانياته وإمكانيات بيئته, أكتفى بهذا عن مهنة الخرازة وأدواتها حسب منهجي في تتبع هذه الحرف او بالاصح الصناعات التقليدية السعودية القديمة لتوثيقها ليعرف جيل اليوم شيئاً من تاريخ آبائهم واجدادهم وصناعاتهم التراثية القديمة.
* ص,ب 31187الرياض 11497.
|
|
|
|
|