عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
تعتبر العلاقات الانسانية من أهم الجوانب والشروط لنجاح وفاعلية وحيوية أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع الآخرين,, وخاصة عندما تتجرد تلك الاتصالات من الأهداف المادية,, والمصالح الشخصية ويقف الهدف المجرد في الصورة.
ولكن عندما تدخل لبعض الجهات التعليمية,, أو المصالح الحكومية تفاجأ بل وتتساءل باستغراب ,, لماذا هذا الأسلوب الآلي في التعامل؟ ولماذا هذه الحيرة التي يشعر بها المراجع عند الاستفسار عن أدنى حاجة أو مطلب؟ الى جانب تلك الوجوه الجامدة التي تلهبك بنظراتها النافرة من حضورك الى مكتبها للسؤال حتى لو عن رقم هاتف,, أو عن اسم موظف أو عن قسم معين,, تحاول ان تلمَّ نفسك وتحصن روحك داخل أروقة مظلمة لكي تهرب بعيدا عن هذا الاختراق الحارق لكل رغبة تدفعك للسؤال والبحث,, وهذا التعامل الذي يجيده الكثيرون من المتعاملين مع الناس مباشرة يجعلك تشعر بالدهشة والاستغراب لتلك الأساليب في الاعلان عن قرار أو محاضرة,, أو ندوة معينة,, اذ قد يسرقك الوقت ولا تتمكن من الاطلاع عليها,, وربما تفاجأ بذلك الصوت الكاسر لكل آليات المكاتب الادارية,, وروتين العمل اليومي,, يعاتبك بل ويلفت انتباهك بأسلوبه الخاص لعدم اطلاعك على الاعلان أو لحضورك المتأخر أو اتهامك بأنك تسعى لتضييع وقت العاملين بالادارة المعينة.
فالعلاقات الانسانية تتواجد معنا منذ ساعات البداية من بوابة العمل الى رئيس الدائرة ومن عتبة المنزل الى كل مكان نذهب إليه,فالتعامل الانساني كوجبة شهية نتمنى ان نتذوقها باستمرار وان نحافظ على طعمها المميز الشهي,, فلابد ان نجيدها ونبرمج تصرفاتنا على نهجها.
إبراهيم محمد الجبر ثرمداء
|