| محليــات
اتخذ مجلس الأمن الدولي أمس خطوة هامة ترمي إلى تفعيل دور الأمم المتحدة في وضع وتنفيذ ومتابعة التدابير الأمنية التي يتعين أن يكون عليها الوضع في الحدود بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل عقيب سحب الأخيرة لقواتها من الشريط الحدودي المحتل يوم 7 من يوليو القادم كما أفادت بذلك رسالة رئيس الوزراء إيهود باراك للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.
والخطوة التي اتخذها مجلس الأمن الدولي أمس هي المصادقة الجماعية على إعلان رئاسي يشجع الأمين العام للأمم المتحدة على الاستمرار في التحضير لإعادة انتشار القوات الدولية الموجودة منذ نحو ربع قرن مضى في جنوب لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي لمنع حدوث أو تصاعد أعمال العنف هناك.
كما دعا الإعلان الرئاسي جميع الأطراف المعنية للتعاون في هذا الشأن مع دعم الإعلان لقرار الأمين العام للأمم المتحدة إرسال موفده الخاص رود لارسن إلى المنطقة الأسبوع المقبل ليزور كلا من لبنان وسوريا والأردن ومصر وإسرائيل لمناقشة الترتيبات الخاصة بحفظ الأمن ومنع العنف عقب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
المؤكد كما هي قناعتنا أن أي توتر أمني أو تصاعد للعنف في جنوب لبنان عقب الانسحاب الإسرائيلي الموعود إذا تم طبقا لأحكام القرار 425 لن يصدر التوتر الأمني والعنف من جانب أي طرف لبناني، لأن كل اللبنانيين، رئيسا وحكومة وشعبا ومقاومة وطنية هم أصحاب المصلحة الحقيقية في الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل شبر محتل من جنوب لبنان وبدون قيد أو شرط يخل بأحكام القرار 425 أو ينتقص من حقوق السيادة اللبنانية، خصوصا أن تحرير الجنوب المحتل كان وما زال سبب ظهور ونشاط المقاومة الوطنية اللبنانية التي عبرت عن إرادة كل اللبنانيين ووجدت منهم كل الدعم المادي والمعنوي.
ولو لم تماطل الحكومات الإسرائيلية التي تعاقبت على السلطة منذ احتلال جنوب لبنان، في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 425 ، ربما لم تظهر المقاومة أصلا والتي لم يكن لها هدف سوى تحرير الجنوب المحتل، وليس ممارسة العدوان على إسرائيل.
ولهذا السبب فإن المقاومة الوطنية اللبنانية ستبقى نشطة وفعالة وموجعة الضربات لقوات الاحتلال حتى يحين موعد جلائها تماما من كل شبر من أرض لبنان.
وهذا حق مشروع للبنان تكفله له مشروعية الأمم المتحدة بنص ميثاقها وبموجب حقوق السلطة الوطنية ومشروعية سيادتها على كامل التراب الوطني دون وصاية من أي طرف خارجي يملي عليها ما يريد لمصلحة تخصه كما تسعى إسرائيل منذ إعلانها عن نية الانسحاب، إذ تطلب تعديل القرار 425 من أجل أن يتحمل لبنان مسؤولية أمن شمالها!!
إسرائيل وحدها مسؤولة عن أمنها بقبول إقامة سلام عادل وشامل مع جيرانها وفقا للقرارات والمبادىء التي قامت بموجبها عملية السلام الراهنة.
الجزيرة
|
|
|
|
|