أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st April,2000العدد:10067الطبعة الأولىالجمعة 16 ,محرم 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
بنت الوطن والزواج!
سلمان بن محمد العُمري
ان مما لاشك فيه ان الزواج هو السنة التي عن طريقها وبواسطتها يمتد النوع الانساني بالتكاثر، ويؤدي رسالته في اعمار الارض، والزواج هو الرابطة الشرعية التي تؤدي لقيام اسرة تشتمل على أب، وأم ، وذرية صالحة، ان شاء الله، وهو الحالة الطبيعية، والمستمرة والتي يحتاجها الانسان فطرياً، وغريزياً, وأولى الاسلام ذلك الاهتمام الاكبر، واعطاه ما يستحق من تنظيم، وضوابط، واحكام، وكيف لا؟ وهو الدين والمنهج الرباني الذي ارتضاه الله لعباده.
الزواج بطبيعة الحال تحصين للانسان: الذكر والانثى، وكذلك تحقيق للفطرة، واشباع للغريزة، ومع كل فوائده وايجابياته نجد انفسنا الآن في واقع يوجد به حالات ليست بالقليلة من تأخر الزواج، وخصوصاً بالنسبة للفتيات وما يترتب على ذلك من حالات عنوسة، واشكالات ليست بالقليلة: نفسية، واجتماعية، وحتى صحية,,!
ولتحديد الاسباب، والوقوف على حلول علمية، وعملية للمشاكل الموجودة اجريت دراسات اكاديمية متعددة، نذكر منها تلك الدراسة العلمية التي تطرقت اليها الاخت الفاضلة د, رقية المحارب، الاسبوع الماضي من خلال الزاوية حديث المرأة وبعنوان: لماذا يتأخر زواج الفتاة السعودية؟! وبينت الدراسة التي تمت قبل عدة سنوات ان حوالي 14% من الاسر السعودية تعاني من مشكلة تأخر زواج الفتيات، وهي نسبة ليست بالقليلة حيث انها تعني معاناة 60 الف اسرة في الرياض لوحدها، لقد اظهرت تلك الدراسة ان الاسباب تعود عادة للرغبة في اكمال التعليم، والتعليم ليس بالفترة القصيرة كما نعلم، وكذلك لتوجه الفتاة للعمل خارج المنزل، واحياناً خارج المدينة، وما يجيء من تأخير للزواج، من ناحية اخرى، ادى عمل المرأة لإسهامها في الاقتصاد المنزلي، وتشكيلها لركيزة يعول عليها في الاسرة، وكذلك عزوف شباب الوطن عن الارتباط بالمرأة العاملة لما يجره ذلك من مصاريف ثانوية، سببه الخادمة، والسائق، وما شابهه، وقد اثبت ذلك بدراسات عدة.
ان من الامور التي تستحق الذكر والتي ذكرتها الدراسة هي هجرة الفتاة الى المناطق الحضرية والمدن، والابتعاد عن الاقارب، وهذا ساهم بقلة الارتباطات الاسرية، وبالتالي قلت احتمالات الزواج!!
من الامور الاخرى التي لا يمكننا ان نغفلها تعنت بعض الآباء، والشروط القاسية التي يفرضونها على طالبي الزواج من فتياتهم من مهر غال، ومسكن مستقل، ومستوى معيشة اكثر من لائق، وغير ذلك من الشروط والضغوط، لا بل اشتراط الحفلات الفخمة وما شابه، كل ذلك ادى لعزوف الكثير من الشباب عن الزواج بفتاة سعودية، وتوجهوا لحلول اخرى لا يخفى خطرها من الزواج بأجنبيات، وحتى احياناً بنساء يخالفننا العقيدة، والدين، واحياناً ولو بشكل نادر اصبحنا نشاهد بعض الشباب في الخارج يقومون بتصرفات غير لائقة بسمعة المجتمع، وفي هذا ضياع العمر، والوقت، وتأخير الزواج، وتحميل عبء كبير للوطن من ابنائه, وأهم من هذا وذاك المخالفة الشرعية الكبرى في هذا الجانب.
لقد ادى ضعف العلاقات الاجتماعية بسبب التطور الحضاري، والتكنولوجي الحالي الذي نشهده من يوم لآخر، ودخول الانترنت لكل بيت، كذلك للمساهمة في هذه الثغرة، والظاهرة في نسيجنا الاجتماعي.
ووصولاً الى حلول منطقية للقضية نذكر انه لابد من معالجة الاسباب، وكذلك حرص اسرة الشاب، والفتاة على الاسرة الجديدة ولو كان الزوجان طالبين ومساعدتهما على امور الحياة، وكذلك تخفيف ساعات العمل الى النصف ولو ادى ذلك لخفض المرتب بعض الشىء، وبهذا نزيد من فرص العمل للفتيات، وبنفس الوقت نجعل الفتاة تشعر ان بمقدورها التوفيق بسهولة بين البيت والوظيفة، اما قضية المهور، والمظاهر، وما شابه فليست بحاجة للبحث، والتعليق، لانها واضحة جلية وضوح الشمس وسط النهار، وهي مخالفة اجتماعية لا يجوز التهاون بها.
واود ان اذكر بالقاعدة الشرعية التي نطق بها خير الانام محمد صلى الله عليه وسلم بخصوص الزواج والتي لخصها الحديثان التاليان: اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، والآخر تنكح المرأة لاربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها فاظفر بذات الدين، تربت يداك .
تلك هي القاعدة، وما عداها اعوجاج يجب تقويمه، وفيها الحل المثالي لمشاكل الزواج في مجتمعنا، والله من وراء القصد.
alomari 1420 @ yahoo. com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved