| أفاق اسلامية
قال الله تعالى: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين وقال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وقال تعالى: الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس .
هذا تقرير واضح محكم من الله العليم الحكيم ان الدعوة الى الله من خير الاعمال التي يتقرب بها العبد الى الله، وان الله يصطفي للدعوة اليه خير عباده.
ولكن السبل تفرقت بالعباد عن سبيل الله في دينه ومنه الدعوة اليه.
فما حكم تعدد الجماعات والاحزاب في الاسلام؟
توجد اجابة واضحة صريحة في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وعضوية نائبه في الافتاء الشيخ/ عبدالرزاق عفيفي وهو كاتب اصل الفتوى بخط يده ، والشيخ/ عبدالله بن غديان، والشيخ عبدالله بن حسن بن قعود، برقم 1674 في 7/10/1397ه، ومما ورد في هذه الفتوى:
لا يجوز ان يتفرق المسلمون في دينهم شعياً واحزاباً,, فان هذا التفرق مما نهى الله عنه وذم من احدثه او تابع اهله، وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم، قال الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا الى قوله: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم وقال تعالى: ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء .
اما ان كان ولي امر المسلمين هو الذي نظمهم ووزع بينهم اعمال الحياة الدينية والدنيوية فهذا مشروع انتهى النقل.
2 وفي مجوع فتاوى الشيخ/ عبدالعزيز بن باز ج 5 ص 202 204 فتوى مماثلة تجيب بوضوح وصراحة عن هذا السؤال، فيها: ان نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين ان يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم، قال الله تعالى:وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وقال تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ,, فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة امرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي امرنا الله باتباعه في قوله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ومما لاشك فيه ان كثرة الفرق والجماعات في البلد المسلم مما يحرص عليه الشيطان اولاً، واعداء الاسلام من الانس ثانياً انتهى النقل.
3 وفي فتاوى الشيخ محمد ناصر الدين الالباني جمع عكاشة بن عبدالمنان الطيبي ص 106 فتوى مماثلة، ومنها:
لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم ان التحزب والتكتل في جماعات مختلفة المناهج والاساليب ليس من الاسلام في شيء، بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في اكثر من آية في القرآن الكريم انتهى النقل.
4 وللشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين فتوى مماثلة منشورة في كتاب الصحوة الاسلامية ضوابط وتوجيهات اعداد علي بن حسين ابو لوز ص 154، وفيها:
ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الجماعات والاحزاب بل ان في الكتاب والسنة ذمّاً لذلك قال تعالى: فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ، ولاشك ان هذه الاحزاب تنافي ما امر الله به، بل ما حث الله عليه في قوله تعالى: وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون انتهى النقل.
5 وللشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان من هيئة كبار العلماء فتوى مماثلة، وفيها:
(التفرق ليس من الدين، لان الدين امرنا بالاجتماع وان نكون جماعة واحدة وامة واحدة على عقيدة التوحيد وعلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) انتهى النقل من كتاب مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة اعداد: د, عبدالله الرفاعي، ص 44 45.
وتفصيل هذه الفتاوى مجتمعة في كتاب الجماعات الاسلامية بين العاطفة والتعقل للشيخ/ سعود بن ملوح العنزي ص 103 112,.
مضافاً اليها فصل عن مضار وافات التحزب والتفرق في الدين ص 63 69 مقتبس من كتاب حكم الانتماء للشيخ/ بكر بن عبدالله ابو زيد من هيئة كبار العلماء من ص 135، ومجموعة فتوى مفصله بتحريم تعدد الجماعات والاحزاب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي وحدنا الله على منهاجه من الوحي ويريد الشيطان ان يفرقنا بمناهج غيره من الفكر وعلى آله وصحبه واتباعه.
* المستشار الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن
|
|
|
|
|