| أفاق اسلامية
انتشر بشكل مبالغ فيه بل ومدمر بين الشباب ظاهرة ما يسمى بلعبة الورق البلوت وهي لعبة مميزة في عالم الشباب ولا تسأل كم من الاوقات الثمينة الطويلة التي قد ضاعت بلا فائدة وكان وارد ذلك كله الفراغ كما قال الشاعر:
ان الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء اي مفسدة |
ذلك الفراغ الذي دفع الكثير من الناس الانشغال بتلك اللعبة حتى شملت الصغار والكبار وقلة من العقلاء والمربين والمثقفين.
ومن هذا المنطلق تعرض الرسالة هذا البحث الذي اعده الشيخ مشيقح بن حمود المشيقح رئيس مركز هيئة الصفراء ببريدة الذي يبين اضرار هذه اللعبة من جميع جوانبها سواء الجانب الشرعي او الاجتماعي او الصحي وغيرها جوانب عديدة.
بداية اللعبة
وفي مستهل هذا البحث يشير المشيقح الى بداية وتاريخ هذه اللعبة ومن اين جاءت، حيث يشير الى ان المؤرخين ذكروا ان اصلها من فرنسا حيث رسمها الرسام جاك جرنجونير عام 1392م وقيل ايطاليا وقيل هندية لمماثلتها رموز الخاتم والسيف والكأس ما على ايدي تماثيل ونصب الهندوك كما هو مذكور بالموسوعة البريطانية A/ 514، واخيراً وهو الاقرب انها جاءت من بلاد الصين للاصل لعبة البلوت كما في الموسوعتين البريطانيتن القديمة والحديثة A/514، 3/ 900، وبالتالي جميع الآراء تتفق على ان المنشأ والاصل من غير بلاد المسلمين.
حكمها الشرعي
بعد ذلك يعرض الشيخ المشيقح الحكم في لعب البلوت حيث يؤكد ان علماء عصرنا رحمهم الله قد بينوا حكم لعب الورقة بهدف واجب التحذير منها فقد صدرت فتوى من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء رقم 4338 وتاريخ 21/1/1402ه تضمن السؤال ما يلي:
لعب الورق اذا كان لا يلهي عن الصلاة ومن دون فلوس هل هو حرام ام لا؟
فجاءت الاجابة: (اللعب بالورق لا يجوز ولو كان بدون عوض لان الشأن فيه ان ينشغل عن ذكر الله وعن الصلاة ويفضي الى الشحناء والعداوة وان زعم بعضهم انه لا يفضي الى ذلك، ثم هو ذريعة الى الميسر المحرم بنص القرآن فقال تعالى:انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون وبالله التوفيق).
كما سئل فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله في كتابه الاسئلة المهمة عن حكم اللعب بالورقة والشطرنج؟ فأجاب قائلا:
قد نص اهل العلم رحمهم الله ان اللعب بها حرام كما ذكر ذلك مشايخنا وذلك لما فيها من الالهاء الكثير والصد عن ذكر الله سبحانه وتعالى ولانهما يؤديان الى العدواة والبغضاء بين اللاعبين وكثيراً ما يكون اللعب على عوض ومعلوم ان العوض لا يجوز بين المتسابقين الا فيما نص عليه الشرع وهي ثلاثة: النصل والخف والحافر ومن تأمل احوال لاعبي الشطرنج والورق تبين انه قد ضاع عليهم اوقات كثيرة يمضونها في غير طاعة الله وفي غير الفائدة التي تعود عليهم في امر دينهم ويقول بعض الناس بأن لعب الورقة والشطرنج يفتح الذهن وينمي الذكاء ولكن الواقع خلاف ما يدعيه هؤلاء بل انه يبلد الذهن ويجعل الذهن مقصوراً على هذا النوع من الذكاء بحيث لو ان الانسان استعمل فكره في غير هذه الطريقة ما وجد شيئاً وعلى هذا فان تبليد الفكر وقصره على هذا النوع من الذكاء يوجب للانسان العاقل ان يبتعد عن فعلها .
ويواصل الشيخ المشيقح سبر اغوار ظهور هذه اللعبة فيقول: المتأمل في فتاوى تحريم البلوت تظهر له اسباب التحريم التي من اهمها:
اولاً: اشتمالها على رموز وشعائر النصارى واشتمالها على صور وتماثيل تخليد لذكرى ملوكهم والتي يحرم تصويرها والاحتفاظ بها فمثلاً ما يعرف ب الهاص وهو علامة القلب ويرمز له الحب في عقيدة النصارى العقيدة + الامل + المحبة وهذه ترمز للامور المذهبية والمعاني الايجابية لدى الهندوس والبوذيين.
وما يسمى ب الشيريا شعار يتضمن معنى المال والثروة والعمل والحظ وهو رمز يشبه علامات الثالوث المقدس لديهم ,, والولد يرمز للملك شارلس السابع و الشايب رمز للملك شارلس السادس و المرأة الى زوجة الملك شارلس السابع/ ماري دانجو وقيل للقديسة الفرنسية/ جان دارك والتي قتلت حرقاً عام 1431,, الى غير ذلك من الرمز.
ثانياً: التشبه بالكفار لان لعبة البالوت نشأت عندهم وانتشرت فقلدهم بعض المسلمين دون النظر الى الحكم الشرعي كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم .
ثالثاً: ما يصاحب هذه المجالس في الغالب من السب والشتم والكلام البذيء والانشغال عن ذكر الله وعن الصلاة.
رابعاً: انها ذريعة الى القمار المحرم.
خامساً: انها اجتماع على منكر اذ هي اصلها محرمة.
سادساً: ان فيها ضياعا للوقت بغير فائدة دينية او دنيوية.
تأثيرها على الشباب
ويواصل الشيخ المشيقح الحديث في بحثه فيقول: من المعلوم لدى المسلم ان الشرع كاف لما يهدف اليه من المصالح الحسية والمعنوية وما يدركه العقل ومالا يدركه ونرى ذلك الضرر من الجانب الاجتماعي فقد لعبت البلوت في عقول الشباب واثرت عليهم تأثيراً واضحاً جلياً من خلال ضياع الاوقات وترك للصلوات وضياع للاسرة التي استرعاك الله عليها من زوجات وبنين وبنات وسبب كبير في حسب السهر واهمال العمل وترك المسجد والقرآن والمحاضرة.
وفي هذا المضمار قام الشيخ المشيقح بعمل استبانة وزعت على مستوى مختلف من الفئات بلغ عدد افرادها 230 فرد وكان موضوعها لعبة البلوت مشكلة تجر المشاكل شملت عدداً من الاسئلة الصريحة في البلوت وعن واقع لاعبيها ومن الاسئلة التي طرحت:
س: كيف عرفت البلوت :
ج: 1 عن طريق صديق سيىء, 2 والدي , 3 اخي الاكبر 4 نسيت, 5 حب الاستطلاع 6 كل من حولي يلعبها كما جاء في الاستبانة عن مكان اللعب لكونها مهمة لديهم فأفاد الاغلبية نسبة عالية انما لا يرغبون ان تكون في منازلهم.
س: إذاً اين تمارس؟
فجاءت الاجابة 1 المقاهي 25% 20 الاستراحات 32% 3 البيوت 13% 40 في رحلات وعلى الارصفه 30% هكذا جاءت الاستبانة.
ويوضح المشيقح أضرار الجانب الصحي في بحثه فيقول: لها أضرار على البدن حيث ان غالبية ممارسيها يفيدون بان اللعب بها لا ينسجم الا بالتدخين المستمر ومعلوم لكل انسان اضرار مادة الدخان وكذلك أعني من الاضرار اوجاع والام بالظهر من طول اللعب مع التفكير والارق في النوم والاضراب عن الطعام خاصة في حالة الهزيمة وكذلك على التعود على السهر وعدم النوم,, الخ, ومن الجانب الثقافي فكما سبق من كلام الشيخ/ محمد بن عثيمين ان هذه اللعبة تبلد الذهن وتجعله مقصوراً على هذا النوع من الذكاء.
وصية عاجلة
ويختتم الشيخ بحثه بقوله: وختاماً اوصي نفسي واخواني بتقوى الله تعالى بالسر والعلن وان هذه الدار دار عمل واختبار وامتحان وقال تعالى: لنبلوكم ايكم احسن عملا ولنجاهد انفسنا فان مجاهدة النفس من اعظم الجهاد قال سبحانه: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين .
اسأل الله بمنه وكرمه ولطفه ان يعيذنا من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا وان يعلمنا ما ينفعنا في عافية وان يدخلنا الجنة في عافية.
|
|
|
|
|