| أفاق اسلامية
تلقيت مكالمة قبل ايام تشتكي فيها المتحدثة من زوجها الذي عاشت معه فترة من الزمان حياة هانئة سعيدة، في اوقات الاجازات يذهبان سوياً لقضاء بعض الوقت خارج ضجيج وصخب المدينة، يشتري لها هدايا وتكتب له ويكتب لها رسائل محبة, كان يقول لها دائماً انها احب انسان الى قلبه وكانت تضحي بكل ما تملك من اجل اسعاده, لكن الحال لم يلبث ان تغير منذ ان ترك زوجها عمله الى آخر في احدى الادارات المختلطة في احد مستشفيات العاصمة, تكونت علاقة بينه وبين احدى الموظفات الشابات في تلك الادارة ووصل الامر الى ان تتصل على هاتفه الجوال ويتحدث معها لمدة طويلة بعد ان يذهب الى مكان آخر بعيداً عنها بطبيعة الحال بحجة انها مكالمة من صديق له, اصبح يعود الى البيت متأخراً محتجاً بالحالات الطارئة والمهمة التي يستقبلها المستشفى، وهكذا تتحدث هذه الاخت بمرارة عن وضعها الذي احال سعادتها الى شقاء، وهناءها الى كدر, صارحته عدة مرات، حاولت كثيراً ان تلمح له، وان تطلب منه ا ن يصارحها ولكنه استمر في اخفاء علاقته ولم يعد يهتم كثيراً بالجلوس مع زوجته وام ابنائه,, وتسألني كيف تتصرف مع زوجها,, وهل من حل؟؟ وتردني حالات كثيرة مشابهة وهي تبين بكل وضوح ان الاختلاط الحاصل في بعض المستشفيات يتسبب في خراب بيوت ونهاية قصص حب زوجية جميلة,, كثيراً ما تنتهي هذه الحالات بالطلاق لان الزوجة ينفد صبرها، وتصبح الحياة لا تطاق ليجد الرجل نفسه وجهاً لوجه امام واقع مر تسبب هو في ايجاده, اسمع كثيراً قصصاً حزينة تشرح حال الاولاد بعد ان تفرق شمل الاسرة، وتحكي حال شابات ضاعت احلامهن الوردية بسبب داء الاختلاط.
هل يجدي السكوت عن واقع مر في بعض مستشفياتنا بدعوى انها قضايا حساسة ولا يصح الكلام عنها، ام ننتظر حتى يصبح الامر مقبولاً ومعتاداً عليه وتدفع الزوجات المسكينات الثمن غالياً من صحتهن النفسية والبدنية؟ تذهب الزوجة الى العمل او تبقى في البيت تعده لاستقبال زوجها وهو في حال اخرى!
الامر مرشح للتطور ويهدد بافراز مشكلات اجتماعية لا حصر لها، فدعونا نفكر في الحل الذي يحقق المصالح جميعها، وليدرك المدافعون عن هذا الواقع الخاطىء انهم يجرون اشكالات على اسرهم الخاصة من حيث لا يشعرون,.
لن اتكلم عن حالات التحرش التي تتعرض لها العاملات من ممرضات وطبيبات ومريضات ايضاً في المستشفيات والمستوصفات الخاصة هنا ولكني اذكر لك ان حوالي 60% من الممرضات يتعرضن لمضايقات من المرضى في احدى المدن الاوروبية,, ترى كم هي نسبة التحرش بين الممرضات والاداريات وزملائهن هنا في هذا الجو المختلط بلا مبرر, هل نتنبه الى الخطر القادم، وهل ندرك ان الجو المختلط لا يمكن الا ان يكون له ضحايا؟ ولماذا لا نحاول تجفيف منابع الفتنة حماية لهذا المجتمع وصيانة لمستقبل ابنائه؟ هل تأمن كل متزوجة على زوجها في مكان ينظر فيه الى عشرات النساء, وهل يأمن احد ان يقع المحذور والا يحصل المكروه بعد ان اجتمع النار والبارود في مكان واحد؟ هل تستطيع المرأة ان تطمئن ويرتاح بالها وهي تسمع وترى قصص الخيانة الزوجية يومياً؟ لا اقول ان كل العاملين والعاملات يقعون ضحية ولكن الا يكفي وقوع بعض الحالات لندق جرس الانذار وننقذ ما يمكن انقاذه؟
انه بالامكان الاستعانة بمتخصصات في كل المجالات الادارية والطبية من الداخل والخارج وعلى اعلى المستويات المهنية وبالتالي نتمكن من انشاء مستشفيات نسائية تدار وتشغل بالكامل من النساء,, الا نستطيع عمل هذا وغيره حتى لا تتكرر مشكلة الاخت التي حكيت لكم قصتها وغيرها كثيرات يمنعهن خوف الفضيحة التصريح بالمعاناة؟ وحتى نصل الى هذا الهدف الذي يقضي على الاختلاط في المستشفيات نحتاج الى ان تنتبه الطبيبة والممرضة والادارية والعاملة في هذه الاجواء الى بعض الامور حتى تحفظ عليها دينها وكرامتها التي هي اغلى ما تملك، واتحدث عن هذا في مقال الاسبوع القادم ان شاء الله,.
|
|
|
|
|