| متابعة
* بيروت القدس المحتلة باسكال ماليه ماريوس شلتز أ,ف,ب,
اصبحت عودة منطقة الجنوب اللبناني والبقاع الغربي الى السيادة اللبنانية الموضوع الرئيسي في ملفات الشرق الاوسط فقد اصبح واضحا أن اسرائيل تحاول الخروج من مأزقها في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي عن طريق فصل المسارين السوري واللبناني وفرض شروط لتنفيذ انسحابها من المنطقة التي تحتلها ومع ان لبنان وسوريا قد تنبهتا الى المحاولات الاسرائيلية الا ان قوى دولية والأمم المتحدة تكاد أن تنزلق الى ما تريده اسرائيل والتي تسعى الى تحوير منطوق قرار مجلس الامن الدولي رقم 425 الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب دون قيد او شرط حتى الحدود الدولية.
ويظهر من تصريحات الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والاجراءات التي قام بها في ارسال مبعوثين للمنطقة بأن الأمم المتحدة تكاد تقع في المصيدة الاسرائيلية بتحويل الانسحاب الاسرائيلي الى اتفاقية بين لبنان واسرائيل، فقد اعلن الامين العام للامم المتحدة انه سيرسل الاسبوع المقبل موفده رود لارسن الى الشرق الاوسط مجددا لاجراء مشاورات مع دول المنطقة حول الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان.
وقال عنان للصحفيين ان لارسن سيعود الى المنطقة في الاسبوع المقبل وسيزور سوريا ولبنان والاردن ومصر واسرائيل مؤكدا ان مهمته ستكون مناقشة تطبيق القرار 425 مع هذه الدول.
وحول قرار اسرائيل الانسحاب من جانب واحد قبل يوليو من جنوب لبنان الذي تحتله منذ 1978 بموجب القرارين 425 و426 اللذان ينصان على انسحاب القوات الاسرائيلية غير المشروط على ان توكل للامم المتحدة مسؤولية اعادة الامن اكد عنان ان هذين القرارين يوكلان الينا مسؤوليات محددة سنتحملها بالتعاون مع كل الاطراف المعنيين.
ويحاول عنان ان يحور عمل القوة الى قوة فصل بين لبنان واسرائيل اذ قال: ان قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في جنوب لبنان وقوامها 4500 فرد ربما يتعين تعزيزها بعد سحب اسرائيل قواتها من جنوب لبنان في يوليو/تموز.
وردا على سؤال بشأن المخاطر المحتملة فيما يتصل بانسحاب القوات الاسرائيلية قال عنان للصحفيين هذه العمليات لا تخلو مطلقا من المخاطر، ومن الواضح انه سيكون علينا ان ندخل بالقوة المناسبة والقوات المناسبة لكي نكون قادرين على,, الدفاع عن تفويضنا وعن انفسنا .
واضاف ربما نحتاج لتعزيز القوة، ونحن نضع خططنا الطارئة .
وسوف تؤخذ نتائج جولة تيري لارسن مبعوث عنان الى منطقة الشرق الاوسط في الاعتبار عقب عودته الاسبوع القادم من جولته في المنطقة.
واوضح عنان ان هناك مخاوف من ان يعقب انسحاب اسرائيل بغير اتفاق مع لبنان وسوريا وقوع هجمات ضد اسرائيل، ومن المؤكد ان تؤدي مثل هذه الهجمات الى اعمال انتقامية اسرائيلية مما يؤدي الى انفجار الموقف ويضع قوات الطوارئ الدولية في مرمى النيران.
وقال الامين العام مشيرا الى قوة الامم المتحدة الموجودة في لبنان منذ عام 1978 لدينا قوة قوامها 4500 الآن ربما يكون من المطلوب تعزيزها بعض الشيء، غير انه سيجب علي ان انتظر الى ان تتوفر لدينا كل المعلومات ونستكمل خططنا .
وتتألف قوات الامم المتحدة العاملة حاليا في لبنان من وحدات من كل من فيجي وفنلندا وفرنسا وغانا والهند وايرلندا وايطاليا ونيبال وبولندا.
ورد عنان على سائل آخر بقوله ان الكل يتفق على انه سيكون من الافضل ان يتم الانسحاب من لبنان في اطار تسوية اوسع مع سوريا.
ولكن للاسف يبدو ان هذا المسار السوري تعثر وقرر الاسرائيليون ان ينسحبوا من لبنان وفقا لقراري مجلس الامن 425 و426 اللذين يعطيان الامم المتحدة مهام محددة يجب ان تنفذها بالتعاون مع جميع الاطراف المعنية .
وكان القراران المشار اليهما صدرا عقب اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان عام 1978 لملاحقة الفدائيين الفلسطينيين ودعيا اسرائيل الى سحب قواتها فورا واوجد قوة حفظ السلام الدولية للتأكد من الانسحاب الاسرائيلي واقرار السلام الدولي والامن والمساعدة في عودة سلطات الحكومة اللبنانية الى المنطقة.
وعلى عكس ما يريده عنان الذي يبدو انه يعمل بتوجيه من قوى دولية معينة اعتبر مصدر دبلوماسي ان بقاء قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في لبنان ليس اكيدا.
وقال دبلوماسي غربي في بيروت لوكالة فرانس برس ان قوات الطوارئ ستكون مختلفة اذا توجب ان تبقى، ولذا فإن بقاءها ليس اكيدا وينتهي التفويض نصف السنوي لقوة حفظ السلام في تموز/يوليو.
واوضح الدبلوماسي لكي تبقى، يجب اولا ان يرغب الجميع في ذلك، اي دول المنطقة لبنان وسوريا من جهة، واعضاء مجلس الامن الدولي من جهة اخرى .
واضاف الدبلوماسي ثم انه ليس لقوات الطوارئ في وضعها الحالي وسائل فرض احترام النظام في جنوب لبنان، اننا نشهد ذلك منذ 1978 مشيرا الى انها ليست قوة لفرض السلام مثل قوة سفور في البوسنة، بل قوة حفظ سلام فقط، وهو سلام لم يقم يوما .
ويجب إذاً ان تتم الموافقة على دور للقوة الدولية، وتعديل تفويضها وقواعد عملها وتغيير تركيبتها ، وخصوصا بموافقة لبنان الذي لم يعين رسميا حتى الآن موقفه من هذه النقاط.
واشار الدبلوماسي الى ان الامور يجب ان تكون واضحة تماما منذ البداية: فالأمم المتحدة لن تقبل ان تلعب دورا سوى في ظروف يتم التفاوض عليها بين دول المنطقة المعنية، وهنا تكمن المشكلة الكبرى .
ومن المفترض ان يجدد تفويض قوات الطوارئ في 15 تموز/يوليو مثلما هي الحال كل ستة اشهر منذ 22 عاما بعد ان يقدم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان تقريرا عن الوضع السائد في جنوب لبنان، يبرر تمديد التفويض او يطلب سحب هذه القوة.
وقال دبلوماسي آخر ان اجراءات وقائية بديهية يجب ان تتخذ لكي تتمكن قوات الطوارئ اخيرا من تنفيذ مهمتها .
وكان دور جنود القبعات الزرق قد اقتصر على مشاهدة عبور القوات الاسرائيلية خلال عملياتها في جنوب لبنان منذ الثمانينات، وعلى مراقبة هجمات المقاومين اللبنانيين او الفلسطينيين ضد جنود الدولة العبرية، وجيش لبنان الجنوبي التابع لها.
وقد طرح الرئيس اللبناني اميل لحود في مذكرة وجهها الى عنان في الخامس من نيسان/ابريل اسئلة عن تفويض ووسائل القوة الدولية بعد الانسحاب الاسرائيلي.
وتساءل لحود عما اذا كانت هذه القوة ستكون مستعدة بعد انسحاب اسرائيل لمواجهة مشكلات امنية تتعلق بوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، او للتصدي لأي تدخل عسكري اسرائيلي جديد.
وقد اكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رئيس حركة امل في 16 نيسان/ابريل معارضته اجراء اي تعديل في تفويض قوات الطوارئ.
وقال الدبلوماسي ان الاسئلة التي طرحها الرئيس اللبناني تظهر تشككه المبرر ازاء هذه القوة، فإذا لم تعط حكومة بيروت موافقتها سوى على قيام الامم المتحدة بملء الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الاسرائيلية فمن الافضل لقوات الطوارئ ان ترحل .
واضاف ان كل هذا سيناقش في مجلس الامن، وعلى الدول المعنية ان تحدد موقفها بسرعة .
وفي غضون ذلك اكد خبراء أن الجيش الاسرائيلي يستطيع، اذا ما دعت الضرورة الانسحاب خلال 48 ساعة من المنطقة الأمنية 850 كيلو مترا مربعا التي يحتلها منذ اكثر من 20 عاما في جنوب لبنان.
وقال المراسل العسكري لصحيفة هآرتس عمير اورين من وجهة نظر عملانية بحتة يستطيع الجيش الانسحاب خلال يومين واقل حتى، نظرا الى ضآلة عدد العناصر المنتشرة بشكل دائم في جنوب لبنان.
من جانبه قال مسؤول عسكري اسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي يمكن ان ينسحب من جنوب لبنان ابتداء من شهر حزيران/يونيو المقبل، من دون انتظار حلول موعد 7 تموز/يوليو المعلن عنه.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لن ننتظر حتى اللحظة الاخيرة موضحا ان هذا الانسحاب يمكن ان يحصل حوالي منتصف حزيران/يونيو او في اواخره .
واوضح اورين ان القيادة العسكرية لم تقرر بعد الطريقة التي ستسحب بموجبها القوات وتزيل المنشآت فالخطط ليست ذاتها اذا كان الامر يتعلق بانسحاب احادي الجانب ام لا.
واضاف ان الجيش يفضل ان يتم الانسحاب في اطار اتفاق مع بيروت ودمشق الامر الذي من شأنه ان يضمن انسحابا بلا عوائق وخلال فترة زمنية اطول ويتطلب اعمال تحصين اقل عند الحدود السابقة .
واشار هذا الخبير الى ان الاستخبارات العسكرية تحذر دائما قيادة الاركان والحكومة من خطر انفجار في حال حصول انسحاب احادي الجانب وقال هناك ايضا خطر تفكك جيش لبنان الجنوبي الذي يستخدم لمساعدة الجيش الاسرائيلي، قبل الانسحاب الامر الذي يعقد المسألة كثيرا ، بالنسبة للاسرائيليين.
وللحؤول دون حصول هذا الاحتمال وعدت اسرائيل عناصر المليشيات بمكافآت كبيرة في حال تسريحهم وقدمت تطمينات اخرى وتفكر في انسحاب سريع متى صدر الامر بذلك.
ولايزال جيش لبنان الجنوبي يضم 2500 عنصر رغم ازدياد عمليات الفرار كما افاد مركز جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب.
وهو ينشر 45 دبابة تشيرمان وتي 54 ويضع آليات مدرعة ام 113 وعددا غير محدد من قاذفات الصواريخ عيار 107 ملم ومدافع 155 ملم و130 ملم ومدافع هاون 120 ملم وصواريخ فردية مضادة للطائرات اس,اي 7 والعشرات من المدافع المضادة للطائرات من عيار زد,يو 23,2, وجميع هذه الاسلحة قدمها الجيش الاسرائيلي الذي يؤمن رواتب عناصر الميليشيا ويدربهم, ويقارب عدد القوات الاسرائيلية المنتشرة في جنوب لبنان وعلى الجهة الاسرائيلية من الحدود الدولية لواءين من المشاة كما تفيد معلومات نشرتها الصحافة الدولية.
لكن مئات فقط من الجنود والضباط يتمركزون بشكل دائم في جنوب لبنان.
ويقيم الجيش ثمانية مراكز على بعد اكثر من كيلومتر واحد داخل المنطقة المحتلة التي تعرضت لهجمات كثيرة في الاشهر الاخيرة مثل قلعة الشقيف والريحان,, واقام الجيش عشرة مراكز اخرى على مقربة مباشرة من الحدود الدولية وسيتم الانسحاب منها ايضا او تسلم الى الميليشيا اذا ما احترمت اسرائيل تعهدها بالانسحاب الكامل من لبنان.
الى ذلك يتعين على الجيش ان يزيل مركزي قيادة لواء الاول في بنت جبيل في القطاع الغربي للمنطقة الامنية والثاني في مرجعيون في القطاع الشرقي ومواقع لجيش لبنان الجنوبي.
وعلى الجانب الاسرائيلي من الحدود، بدأ الجيش في تعزيز مواقعه من خلال اقامة سواتر للحماية من الصواريخ واعداد ميدان شاسع بالقرب من كريات شمونة لتخزين المعدات الثقيلة التي ستسحب من لبنان كما قال مراسل وكالة فرانس برس.
لكن هذه التدابير لم تتقدم كثيرا لأن الجيش مازال ينتظر تعليمات من القيادة السياسية.
وفي هذا السياق اكد مصدر دبلوماسي اوروبي ان القوات الاسرائيلية في الشريط الحدودي المحتل بجنوب لبنان شرعت في جمع الاسلحة الثقيلة من دبابات وقطع مدفعية من جيش لبنان الجنوبي الموالي لاسرائيل,, فيما بدأ قائد اللواء انطوان لحد الإعداد لنقل منزله الى باريس.
وقال المصدر الاوروبي ان ايرلندا قدمت عرضا باستقبال ضباط هذا الجيش بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان.
|
|
|
|
|