هذا الرصيف الممتد,,,.
أسير عليه صباحاً, وعند المساء,, تتساقط أوراق الشجر,, تغطي المدى,.
وتمر طيورٌ جريحة تلبس,, ألوان الفرح,, وتزقزق في سماءٍ غطاها الضجر,.
وتنكسر مع طلوع الشمس,, تلك القناديل,, بعد ليالٍ مفعمة بالبكاء,.
لا أحد منا يعرف مساحة الجزء المفقود,, نتيه في ذلك الفارغ,, الممتلئ بالوهم,.
ننسج الحكاية,, ونرتشف الاضواء الزرقاء,, على ايقاعات ملّت منا,.
هناك يأتي رجلٌ يحمل كيسا,, ثقيلا,, ليس به أي شيء,, سوى الهواء,.
تستنشقه في عجل,, كي لا يذهب مع الرياح
وندفع نقوداً,.
لذلك الرجل الذي يمضي في تعب,.
اراقب الرصيف والأوراق,.
وأفقد الجهات الاربع,.
لأن النجوم تخلت عن صحبتي,.
ويؤلمني ساعدي المتأبط,.
بصحفٍ وكتاب ليس به حروف,,!
أحاول الجلوس على,, أرائك الرصيف,.
أجدها,, مشغولة بالآخرين,, الذين لا يجلسون عليها,,!
أراقب اللانهاية,.
يتعب بصري,.
أعدُّ الطيور الجريحة,.
تمنيت,, لو أن حلقتُ ذات يوم,,.
في تلك السماء,.
أشتمُّ رائحة الأحزان النقية,.
وأتنفس دون نقود في سماء الحرية,.
علّي,, أعود,.
وقد امتلأت,, رئتاي,.
بالهواء,.
ولا يغريني تساقط الأوراق,.
ولن أمد يدي لذلك الغريب,.
لعل غدي,.
يُحطم,, القيود,,!
علي هادي العمير مكة المكرمة العزيزية
** في هذه القصة المتميزة للصديق علي العمير يحاول القاص ان يقدم لنا الحياة التي يراها هو بفلسفته الخاصة، والقصة مليئة بمثل هذه العبارة الفلسفية مثل قوله: (نتيه في ذلك الفارغ,, الممتلئ بالوهم)!
القصة رغم تعقيداتها إلا انها تدفعك لقراءتها أكثر من مرة,, فالتساؤلات التي يطرحها القاص تدفعك لبذل المزيد من التفكير في البحث عن إجابة مناسبة!!
وحتى تتأكد من (غرابة) هذه القصة المدهشة اقرأ معي بدايتها التي تقول: (هذا الرصيف الممتد,,) بداية هادئة لا توحي بأي شيء,, ثم انظر بخاتمتها في المقطع الذي يقول: (لعل غدي,, يحطم القيود),.
عبارة ساخطة غاضبة من كل شيء!
|