أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st April,2000العدد:10067الطبعة الأولىالجمعة 16 ,محرم 1421

الثقافية

قصة قصيرة
بين الجد والحفيد
قصة قصيرة
ألقى نظرته الأخيرة على محتويات حقيبته المعدة للسفر، ثم أغلقها بإحكام, حمل حقيبته، واتجه إلى الباب الخارجي، ومع سيره أخرج مذكرة سوداء صغيرة وبدأ يقرؤها بصوت مسموع:
عند الساعة العاشرة والنصف في محطة القطار.
عند الساعة الثانية والنصف في محطة قطار الرياض.
عند الساعة الرابعة في مطار الملك خالد.
عند الساعة السادسة في مطار جدة.
نظر إلى ساعته, وقد اشارت إلى العاشرة تماماً، وقال أمامي عشر دقائق سوف أودع فيها صديقي قبل السفر.
عندما همّ بالخروج تسرب إلى سمعه صوت جده الرخيم، وهو يتحدث إلى أبيه وضيوف عنده فشده أسلوب جده الجذّاب في الحكاية الذي دائما ما كان يأسره بالساعات أمامه، فأطلق لسمعه العنان وبانصات شديد, وكان جده يتحدث ويقول: سرنا بمجموعة من الإبل من الأحساء متوجهين إلى الرياض، وكنا ثمانية رجال وكان مسيرنا يعتمد على تفادي حرارة الشمس المحرقة، فكنا نسير قبيل الفجر، ونتوقف بعد الضحى، ثم نسير بعد العصر، ونتوقف العشاء.
وبعد مضي ثلاثة ايام من مسيرنا، وفي استراحة وقت الضحى لليوم الثالث جفلت الإبل، وثار الغبار حوضا، فحملتُ عصاي، واتجهت إلى الابل لأعرف ما بها وعند وصولي إليها كان الغبار منتشراً حولها وبينما كنت أتجول داخلها إذ بذئبٍ يطبق على يدي، وكانت علامات السعار واضحة عليه، فأخذت اضربه بالعصا حتى تخلصت منه، ثم هب نحو الإبل وبدأ يعض كل الإبل التي في طريقه فجريت إلى الرفاق وأخبرتهم بما حدث، فأتاني أحدهم ونظر إلى يدي، وكان بها خمسة جروح ينزفن دماً، فأخرج حنجره ووضعه في النار حتى أخذ لوناً أحمر، فأخذه وغرسه في الجرح الأول، وسار معه إلى الامام ومع خروجه كنت أحس أن روحي سوف تخرج معه، من شدة الألم، وفعل ذلك مع باقي الجروح حتى أخفى ملامحها، ثم أتى بقطعة قماش ولف بها يدي، ثم أكملنا المسير.
وكنت في حالة يرثى لها، وكنت أتساءل وقتها ما الذي سوف يحدث لي بعد أيام!
هل سأصاب بالسعار؟
هل السم يجري في دمي الآن؟
وكان الرفاق يشعرون بي، ويحسون بمعاناتي فكانوا يواسونني بالكلام بين فترة وأخرى وبعد فترة من الزمن، ونحن في طريق العودة ظهرت علامات السعار على بعض الإبل، فسارعنا إلى نحرها قبل ان ينتشر الداء في باقي الإبل وبعدها علمت انني نجوت بأعجوبة، وذلك بفضل الله، ثم بفضل الذي سارع إلى كي مكان الجرح .
قطع انصاته ومتابعته لجده صوت السائق في الخارج الذي يستعجله بالركوب,نظر إلى ساعته وقال بصوت ممزوج بضحك يبدو انني لن أتمكن من توديع صديقي.
رحّال محمد
القصيم
** تشاركنا الصديقة رحال محمد بهذه القصة الجميلة لأول مرة في هذه الصفحة, فأسلوب كتابة القصة جذاب,, واستطاعت ان تثير رغبة القارئ بمواصلة القراءة منذ السطور الاولى,, ولكن يعاب على القصة هذا التشتت في المضمون!,, فنحن لا ندري هل هي تحكي عن الشاب أم عن حفيده,, وما العلاقة بينهما خاصة أن عنوان القصة يشير إلى ذلك؟!
عموماً القصة تكشف لنا عن موهبة جديدة للصديقة رحّال,, نتمنى ان تواصل كتاباتها معنا.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved