| مقـالات
الثورة التكنولوجية بدأت تتسارع بصورة مخيفة هذه الأيام، وهذه النظرة لا تحمل وجهاً للتجني او التشاؤم المبالغ فيه، بل إنها جاءت طبقا للتقارير العلمية المنشورة بمعرفة المراكز المطلعة على آخر تطورات الحاسوب التقنية، في دول أوروبا وأمريكا خلال الفترة الماضية، فهناك مثلاً تقنيات كمبيوترية جديدة متناهية في الصغر (النونو تكنولوجي) ستتم الاستعانة بها للأغراض الطبية، لتعمل كوحدة طبية متكاملة تقوم بمهام الطبيب ومعاونيه داخل غرف العمليات بعد حقنها الى داخل الجسم، كما تنقل ايضا كافة التفاصيل التي تصادفها مدعومة بتقرير يوضح أسبابها وكيفية التعامل معها!، وبطريقة مشابهة تقريبا لما تعرّض له فيلم الخيال العلمي الأمريكي شبه القديم: (رحلة داخل إنسان)، وطبعا لا يمكن لأمر مثل هذا المرور بسلام دون أن تدس الأجهزة الاستخبارية العالمية أنفها ويدها وقدميها فيه لخدمة مشاريعها المعلوماتية التجسسية ومن باب الفضول ومسايرة الجو العام، فقد قامت أبحاث منذ مدة لتمويل برنامج عجيب يعرف باسم: (الغبار الذكي) ويسعى لبناء مجسات أقل حجماً إذا ما قورنت برأس قلم الحبر الجاف! مهمتها مراقبة تحركات العدو بمجرد رشها في طريق ما، وباستخدام أنظمة كهروميكانيكية يصبح بالإمكان ترجمة الإشارات المنقولة بواسطتها أو توليد لوحة مفاتيح هوائية لتحريكها، ولم يخف العلماء خوفهم أن يجري تطويع تلك التطورات لتحقيق غايات بعيدة عن النزاهة ولأغراض تخريبية، كنشر الأوبئة والأمراض وتجارة المخدرات، كذلك تدعيم الإرهاب الدولي بأشكاله المختلفة، ولكنهم حتى الآن يأخذون بمبدأ (حسن النية) ويأملون في وضع تدابير وقائية مستقبلاً!، والغريب مع كل ما يحدث أن العرب ما زالوا يستهينون بخطر الثورة المقبلة أو لا يعطونها حقها الكافي، بخلاف أن منهم أميين لا يجيدون التعامل بها، ولعل اعتماد ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لمشروع الحاسب الآلي المدرسي نافذة مطلة نحو مواكبة التغيرات العالمية في هذا الاتجاه، فليس (النونو) القادم بقوة ك(النينو) لأن الثاني ظاهرة مناخية تأتي وتذهب، بينما الأول ظاهرة حضارية ينبغي تسخيرها والتهيؤ لها؟!!
|
|
|
|
|