| مقـالات
ان دور المدرسة في الاعداد للمستقبل يتمحور حول ضمان المسؤولية في فاعلية التعليم لمقابلة الحاجات المتجددة للطلاب بما يتمشى مع الانفجار المعرفي والتطبيقات العملية للبحوث العلمية والتحدي المعلوماتي, وهذا يتطلب الاهتمام بتنمية قدرات الطلاب ومراعاة الفروق الفردية والتأكيد على مخرجات برامج التربية كطلب للمستقبل, وذلك بمد الطلاب بالمهارات المعرفية والمناشط العلمية التي تتفق مع الطبيعة العالمية في تكنولوجيتنا في الاتصال بالتكنولوجيا العالمية والتأكيد على الاستجابة في مواجهة تحديات الحياة والعيش في نظام العولمة الجديد.
ولتدعيم دور المدرسة في الإعداد للمستقبل نشير الى ما يلي:
أولا: ان تقدم المدرسة لكل فرد نمواً بأعلى كيفية مع دعم نظام التعليم المستمر أي التعليم مدى الحياة من المهد الى اللحد وفي هذا الإطار يتوجب على المدرسة في كافة مستوياتها في السلم التعليمي ان تشبع حاجات الأفراد، وأن تساعدهم على تحقيق ذلك بإمكانية كبيرة مما يجعل الحياة مبهجة وسعيدة، وبما يدفعهم للمشاركة بفاعلية في تنمية المجتمع والنهوض به.
ثانيا: ان تهتم المدرسة بنظام الرعاية الطبية في أعلى مستوى لها وفقا لنظام رعائي حديث وكافٍ وملائم لكافة الأفراد والتأكيد مشددا على نظام العلاج الوقائي خشية التردي في مهاوي التوعك الصحي بما يؤثر في إمكانات التحصيل العلمي ويعيق العملية التربوية ويرهق الموارد المالية.
ثالثا: ان تمنح المدرسة كل فرد الفرصة في الإبداع والابتكار وخلق شيء جديد، وفي الاندماج في الأنشطة الثقافية والفنية خلال أوقات الفراغ بما يساعدهم في نمو اجسامهم واكتسابهم اللياقة البدنية والسمو الروحي والارتقاء الذهني, وعلينا ان نضع في اعتبارنا ان انحراف الأحداث، وعنف الطلاب والتسرب من السلم التعليمي، والهروب من المدرسة، والغش ينتج جميعها من عدم التصرف الجيد في وقت الفراغ.
رابعا: ان تهتم المدرسة بالمختبرات العلمية، ومعامل اللغات، وبرامج الكمبيوتر، والمكتبات، ومصادر الأنشطة الابتكارية لتخريج جيل من العلماء الذين يساهمون في تطوير المؤسسات العلمية والنهضة التكنولوجية والتوافق مع معطيات العصر والعطاء الحضاري.
خامساً: الاهتمام بالتربية البدنية في المدرسة واقتناع القائمين عليها بأن من مخرجات التربية البدنية إعلاء القيم، وتحمل مسؤولية العيش في صحة وعافية والتوافق مع العادات المألوفة وتعلم مهارات الاتصال، والقيادة والمعارف المكتسبة من الأنشطة والبرامج الرياضية واشباع الرغبات وتفريغ الشحنات, على ان تكون برامج التربية البدنية مرغوباً فيها ويتأتى ذلك من خلال توفير وتجهيز وإعداد الملاعب والتجهيزات والدعم المالي وذلك لمواجهة الاحتياجات.
إن هذا الدور المتجدد للمدرسة في الإعداد للمستقبل تواجهه تحديات الإمكانات والمنهج، وإعداد المعلم، وإنشاء المدارس، وتطوير الإدارة والكتاب المدرسي، والتجهيزات وغيرها، خاصة وان المدرسة تقوم بتعليم أفراد لا أشياء، وهذا يعني انها تتعامل مع الاحتياجات الفردية لكل الأفراد وفي كافة المستويات,, تتعامل مع مهارات أساسية وقدرات لا يمكن اقصاؤها او اغفالها وإلا تساهم في اقصاء المخرجات الأخرى ذات الاهتمام، مع العلم ان الأفراد يكتسبون المهارات الأساسية من خلال نمو اعمارهم, فإقصاء هذه المهارات أمر غير مصوغ في نشاطنا الوطني.
وفي تحقيق واجبات المدرسة السابق ذكرها آنفا يحتاج المعلمون إمكان التأثير في دافعية الطلاب، والتأثير في معيشة المراهقين كي يصبحوا ملائمين ومناسبين ومتوافقين مع البرامج التعليمية المتجددة وعلى درجة عالية في مهاراتهم ومعرفتهم ويزهون بأنفسهم من جديد بإبداعاتهم الشخصية في التعليم وان يكون لديهم حماس حول مداخل تعليمية لأنشطة جديدة, والطلاب المعاقون لهم حقوق أيضا شأنهم شأن الطلاب الأسوياء تماما وهذا يحتاج لتعديل في اتجاهات المجتمع نحوهم وإعداد برامج تناسب قدراتهم المتبقية وإمكاناتهم العقلية، ونوعية إعاقتهم، وتحسين نظرتهم لأنفسهم وللمجتمع ومكوناته وإعدادهم لأدوار ومهن غير تقليدية بما يتوافق مع التوجه المهني الجديد في المجتمع، والمعارف والتقنيات الجديدة، وهذا يدعو ايضا للاهتمام بالبحوث الخاصة لكل فئة, بما يعزز المستوى الانتاجي ونوعية الحياة وتعزيز السعادة كنتيجة لذلك التطور.
إن استمرار التطور في العلوم والتكنولوجيا والاتصال يدعو المدرسة ان تتطور بمعطياتها في نظم المعرفة والمهارات بما يتساوى مع علوم الفضاء والمعلوماتية والتكنولوجيا والإلكترونيات,
وسيحتاج هذا لتطور مماثل في المستويات البدنية والعقلية، والتعلم للعيش والتفاعل مع الآخرين والعمل والترويح, وهذا هو دور المدرسة في الاعداد للمستقبل.
|
|
|
|
|