أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

مصابكم مصاب لنا
رسالة عاجلة للإخوة في أفغانستان والصومال
المكرم رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
عبر صحيفتكم المباركة ان شاء الله نوجه جميعا رسالة الى الاخوة في افغانستان والصومال باسم جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها.
أيهاالاخوة الاعزاء قادة الفصائل في افغانستان والصومال ومناطق اخرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
ان جرحكم النازف منذ عشر سنوات او تزيد جرح لجميع المسلمين في اي مكان كانوا ايها الاخوة هل يعقل ان يراق الدم بأيدي اهله؟ ان هذا واقع اليم وخطأ جسيم, لقد طال نزاعكم واختلافكم ومهما كانت اسبابه فليس هناك مبرر لان يستمر هذا الخلاف من اجل حظوظ النفس.
ايها الاخوة اليس الاجدر بكم ومن اجل حقن الدماء وبسط الامن وبناء بلادكم وتعليم شعوبكم واسعادكم ان توحدوا كلمتكم وتجمعوا على احدكم وليس عيبا ان تبايع من هو دونك اذا كان ذلك يحفظ على الجميع حقوقهم ويجنب شعوبكم الاخطار والمهالك وبذلك نفوت الفرصة على الاعداء تجار السلاح اعداء الامن والاستقرار اما اذا كان كل واحد منكم يعتبر القيادة حقا من حقوقه لا يمكن التنازل عنها ويبدأ بجمع الانصار والسلاح ويتحين الفرص للانقضاض على اخيه ليقتله او يسلبه ففي هذه الحالة لا نلوم عدونا اذا قدم لنا السلاح لنتقاتل به قال الشاعر:
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم
أيها الاخوة الكرام:
كفى اختلافا وتنازعا فصديقكم محزون وعدوكم مسرور اما ترون وتسمعون حال بلادكم وشعوبكم لقد حل الخوف والجوع والامراض وهدم الديار وتشريد الصغار والكبار وموت الكثير منهم.
ان كل هطه المآسي نتيجة خلافكم ايها العقلاء قادة الفصائل.
ايها الاخوة: ألم تنكسر قلوبكم وتدمع عيونكم على حال اطفالكم العراة الذين بدت عظامهم وهم احياء فاصبحوا هياكل عظمية تنتظر حتفها او حال ام واب اعياهما التعب والجوع والمرض فعجزا عن حمل صغارهما فضلا عن اطعامهم, او منظر الاب الذي حفر لابنه حفرة ووضعه فيها ينتظر موته من قلة الطعام والدواء او منظر الام التي فارقت الحياة واطفالها على صدرها بماذا سوف تواجهون ربكم يوم تقدمون عليه بهؤلاء الاشلاء والضحايا.
أولم يحزنكم تشريد شعوبكم في العراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء اليس بكم رحمة ترحمون بها مسنا اعياه التعب ولم يجد ما يسد به جوعه وظمأه او مريضا لم يجد الدواء فيئن حتى يفارق الحياة.
وهل سمعتم او رأيتم هذا الموقف الذي تتفطر منه القلوب وتنهد منه الجبال ام هدم بيتها وقتل زوجها ولم يبق سوى وليدها الذي هو الامل لها بعد الله فارادت ان تهرب به الى بلد مجاور هناك شاحنة تقل عدداً من اللاجئين فارادت ان تغادر معهم فناولت وليدها احد الراكبين حتى تتمكن من الركوب لان الشاحنة كانت مزدحمة أتدرون ماذا حصل ان الذي حصل لم يكن في الحسبان لقد تحركت الشاحنة قبل ان تركب فذهب ابنها وبقيت يا له من موقف صعب ورهيب ومؤلم.
أيها الاخوة الاعزاء ماذا تنتظرون وقد مضى عشر سنوات من الخلاف هل تنتظرون فناء شعوبكم وتدمير مقدرات بلادكم.
ام هل تنتظرون من عدوكم الذي يسعده هذا الواقع ان يحل خلافكم.
ايها الاخوة: ان جميع اخوانكم المسلمين يحدوهم الامل ويثقون بحكمتكم وحسن قيادتكم بأن توحدوا كلمتكم على الايمان والسنة وتنبذوا الخلاف وتضعوا السلاح فأنتم اهل التضحية والفداء.
أيها الاخوة:
تصوروا جميعا ما هي نتيجة هذا الخلاف منذ بدأ الى يومنا هذا, ان نتيجته تحطيم كل قائم فالانسان اريق دمه وهدم بيته ومات زرعه, التعليم متوقف والاستقرار مفقود فلا دواء ولا غذاء والكل ينتظر حتفه ومصيره المجهول هذا هو نتاج الخلاف.
أيها الاخوة: إن اخوانكم بالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله قاموا بدور كبير حينما دعوكم للاجتماع على طاولة واحدة في مكة المكرمة وفعلا حصل الاجتماع والاتفاق على وضع السلاح ونبذ الخلاف فسعدنا كما سعدت شعوبكم واخوانكم المسلمون.
ولكن سرعان ما رجع الخلاف وحمل السلاح وعادت المأساة من جديد.
أيها الاخوة الاعزاء:
إن لنا في الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما اسوة حسنة حينما تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه حقنا لدماء المسلمين وحفاظا على وحدتهم رغم انه كان يملك الرجال والسلاح ولم يقل الحق معي ولابد من الدفاع عن هذا الحق ابدا كل هذه لم ينظر اليها اذا كانت ستخل بأمن ووحدة الصف المسلم.
اذاً حان وقت اتخاذ قرار جريء بعيدا عن المصالح الشخصية وحظوظ النفس مع تقديم مصلحة الجميع اولا, وأبشروا بالخير الذي يسعد الجميع وينقذ الجميع, ولن يكون هناك خاسر بل الجميع رابح الحاكم والمحكوم.
وفي الختام نقول لكم ان امتكم منتظرة قراراكم الحاسم والشجاع باعلان اقتراع او انتخاب ينصف الجميع ويوقف الدم ويبدأ البناء والوئام ويرفع الظلم ويسعد الاصدقاء ويحزن الاعداء,, وكلنا امل وانتم الامل بعد الله.
وانا جميعا لنزاعكم لمحزونون ولوحدتكم متفائلون وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
علي بن سليمان الدبيخي
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved