أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

تقارير

البرلمان الروسي يكشف عن وقائع (قذرة) في الحرب الشيشانية
* موسكو واس:
تنكشف باستمرار حقائق جديدة تبرهن بكل وضوح ان الحرب الروسية في الشيشان التي اندلعت في اواخر عام 1994 وتستمر حتى الآن مع انقطاع استمر من صيف 1996م الى بداية خريف 1999م تعتبر من اكثر اعمال النظام الحاكم في روسيا قذارة,, والمقصود هو ليس الكرملين او البيت الابيض الروسي مقر الحكومة فحسب بل والمؤسسة العسكرية والاوساط المالية والتجارية العامة والخاصة وحتى النخب الشيشانية الموالية لموسكو او العميلة لبعض رموز الطغمة الاوليجارشية في البلد وعلى رأسها الملياردير اليهودي بوريس بيريزوفسكي وامثاله.
لقد تثبتت هذه الحقيقة الدامغة كما تقول صحيفة نوفياجا زيتا الروسية مرة اخرى من خلال المراجعة التي اجرتها غرفة المحاسبة لدى البرلمان الفيدرالي الروسي لمعرفة كيفية انفاق المخصصات من ميزانية الدولة الروسية عام 1995م على اعادة تعمير الشيشان في عهد حكومة سوسلان بيك حاجييف احد اعضاء الفريق الحكومي السوفيتي السابق المتعاملة مع موسكو حيث زاد حجم الاعتمادات في البداية خمسة اضعاف خلال تلك السنة ليصل الى 5,6 ترليون روبل اي ما يعادل 1,2 مليار دولار وفق سعر الصرف وقتذاك علما بأن مبلغا آخر قدره 800 مليون دولار تم تخصيصه لاحقا للغاية نفسها رسميا.
أما في حقيقة الامر فقد جرى صرف الجزء الاكبر من هذه الاموال لاغراض اخرى بعيدة عن الاهداف النبيلة البناءة لصالح مختلف القوى المشبوهة.
وورد في تقرير فريق مفتشي غرفة المحاسبة ان المليارات من الروبلات انفقت على شراء الآلات والمعدات الزراعية والاسمدة والمواد الإنشائية للمزارعين إلا ان احدا لم ير مثل هذه الكمية الهائلة من المشتريات المذكورة في الشيشان، اما ما شوهد هناك فهي الفيلات الفاخرة والسيارات الاجنبية الغالية الثمن التي تم ابتياعها على ما يبدو من ضمن المخصصات الحكومية الفيدرالية مع دفع العمولات الضخمة للقائمين على توزيع أموال الميزانية في العاصمة الروسية.
وحولت اموال كثيرة لاغراض اخرى او سرقت ببساطة من الاعتمادات المخصصة لشراء المواد الطبية والغذائية لسكان المناطق المنكوبة وعلاج المرضى والمصابين على سبيل المثال في يونيو 1995م تم دفع فاتورة توريد ما مجموعه 2000 طن من السكر الى جمهورية الشيشان ولكن ما وصل اليها فعلا كان يعادل 320 طنا حسب وصل الاستلام النهائي,وهناك أمثلة اخرى مضحكة احيانا مثل فخ الاعتمادات بقيمة 15 الف دولار تقريبا من اجل مساعدة اتحاد كرة القدم الشيشاني الذي لم يسمع احد شيئا عنه فيما بعد,كما تلقت مساعدات سخية حسب الوثائق الثبوتية على الاقل جمعيات اختفت الى الابد كان من المفروض ان تحيط الاطفال اليتامى برعايتها كما قدمت القروض الميسرة لبعض المواطنين الشيشان دون التدقيق في واقعية مشاريعهم التنموية ليتبين لاحقا انها لن تعاد او تسدد بسبب مقتل بعضهم او انتقال البعض الآخر الى صفوف المقاتلين الشيشان كما لم يبق اي اثر عمليا للأموال الموزعة نقدا لاهداف انسانية من قِبل حاجييف شخصيا بصفته رئيس حكومة النهضة القومية لجمهورية الشيشان .
وانطبق اسم الثقب الاسود الشيشاني خاصة على مشاريع بناء المساكن للمتضررين من الحرب في عام 1995م مثلا حولت الحكومة الشيشانية الآنفة الذكر الى دولة سلوفاكيا مبلغا قدره 4 ملايين دولار لشركة ايفيلاك بمدينة تراتسلافا لتمويل بناء 100 مسكن جماعي في الشيشان، إلا ان المشروع لم يتم تنفيذه على الاطلاق نظرا لظروف الحرب المتواصلة كما جاء في المذكرة التوضيحية المؤرخة عام 1996 ولايزال مصير المبلغ المحول الى الشركة السلوفاكية مجهولا خاصة بعد افلاس مصرف كريدو الموسكوفي عام 1998م الذي نفذ عملية التحويل.
واستنتج المفتشون من مراجعة الصفقات العديدة المعقودة بين حكومة النهضة القومية الشيشانية الموالية لموسكو وبعض رجال الاعمال الروس ومن ضمنهم بوريس بيريرزفسكي والكسندر ماموت صاحب بنك ام,دي,ام في موسكو حاليا ان معظمها كانت تنفذ على الورق فقط عن طريق الحسابات المتبادلة لقاء التوريدات الوهمية وخصوصا مقابل الاعفاءات الضريبية التي كان بيريزفسكي يؤمنها لاصدقائه في الشيشان عبر الدوائر الحكومية الفيدرالية.
ومن الأمثلة الحديثة الدالة على استفادة الجهات المختلفة المدنية والعسكرية في الحرب المدمرة الدائرة في الشيشان منذ عام 1994م هو نشاط للشركة المساهمة باسم الشركة التذكارية الحربية المؤسسة من قِبل وزارة الدفاع الروسية وشركة التأمينات الحربية عام 1997، وكان وراء هذا المشروع بافل جراتشوف وزير الدفاع الروسي نفسه، وتتولى الشركة التذكارية الحربية صنع التوابيت وبلاطات القبور والاكاليل والاشرطة التأبينية.
وانتج المصنع عام 1999م ما قيمته 770 مليون روبل اي ما يعادل 35 مليون دولار حسب سعر الصرف المتوسط ودفعت الوزارة ذاتها ثمن هذا المنتج.
جدير بالذكر ان الشركة التي تتمتع بالوضع الاحتكاري في مجال تخصصها ترفع أسعار منتجاتها باستمرار وبمعدلات اعلى من معدلات التضخم المالي في البلاد وتخالف الشركة بذلك قانون المنافسة وتحديد النشاط الاحتكاري في الاسواق التجارية المعمول به في روسيا وتتحمل قيادة وزارة الدفاع والوزير المارشال ايجور سيرغييف مسؤولية ذلك نظرا لرعايته للشركة وفرض خدماتهم على عائلات العسكريين القتلى ومنهم ضحايا الحرب الشيشانية.
ووصل الامر الى حد اصدار تعليمات خاصة الى اللجان العسكرية في المدن الروسية لتتعاون بشكل الزامي مع الشركة التذكارية الحربية عند تشييع جنازات المتوفين من العسكريين المسجين ضمن دوائرها الاقليمية.
وافاد مركز الرعاية الاجتماعية لدى لجنة موسكو العسكرية انه سدد فاتورة الشركة بشأن نحت 20940 بلاطة قبر يكتب عليها نبذة عن المتوفى ونصبها مقابل 5,3 مليون روبل في الفترة الممتدة من 1 فبراير الى 30 اكتوبر عام 1999م أي بمعدل 130 دولارا لكل بلاطة ، الا ان الشركة رغم حصولها على المال بالكامل لم تقدم الا 1258 بلاطة بحلول شهر نوفمبر وان دل هذا المثال على شيء فهو يدل على ان الشركة التذكارية الحربية استثمرت ثلث المبلغ المدفوع لها في مشاريعها الاخرى خلال الفترة الآنفة الذكر اوجدت بعض الارباح في تداوله على حساب مركز الرعاية الاجتماعية.
وحتى تتحكم في مجال تقديم الخدمات التأبينية المدفوعة الاجر لعائلات العسكريين الشهداء الذين يزداد عددهم مع استمرار الحرب في الشيشان فرضت الشركة رعايتها على 14 مقبرة عسكرية خاصة و1005 قطع خاصة بالعسكريين في اراضي المقابر العامة,, ومن هنا فإن الشركة شأنها في ذلك شأن المؤسسات الاخرى العامة والخاصة المستفيدة من احداث الشيشان ترى ضرورة تواصل حرب الابادة والدمار هذه الى ما لا نهاية له.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved