أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

الاخيــرة


الوثبة المتقدمة
د,عبدالرحمن الشبيلي
* الخبر الذي تناقلته الصحف نهاية الأسبوع الماضي عن تحويل المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق إلى شركة مساهمة، واجتماع جمعيتها العمومية (المكونة موقتاً من عشرة شركاء) ثم تشكيل مجلس الإدارة لها، (بعد أن كانت فيما سبق شركة ذات مسؤولية محدودة)، وأنها ستُفتح للاكتتاب العام بعد ثلاث سنوات.
هذا الخبر عن القفزة التي اتخذتها هذه المجموعة الصحفية السعودية والتي جاءت متطورة في مفهومها، سابقة في زمنها، متقدمة بكل المعايير والمقاييس، يمر على مجتمعنا الصحفي مرور الكرام، دون تعليق أو تحليل عن آثاره بعيدة المدى على صحافتنا في الداخل على وجه الخصوص.
فالمعروف أن هذه المجموعة تتكون من عدة شركات بعضها مسجل في الداخل وبعضها مسجل في الخارج، لمختلف مجالات الصنعة الصحفية، تحريراً وإصداراً وإنتاجاً وتوزيعاً وتسويقاً ومعلوماتية، وهي تطبع في عدة مراكز في العالم طبعات متزامنة لثماني عشرة مطبوعة صحفية جرائد ومجلات، تأتي في طليعتها جريدة الشرق الأوسط، والمجلة، وهي، والرجل، وسيدتي، والجميلة وغيرها، وقد قررت تلك المجموعة أن تتحول مؤخراً من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة.
هذه المجموعة، التي بدأت نواتها في عام 1972م بداية هادئة محترفة مدروسة، كان في أهدافها تحقيق صناعة صحفية متكاملة، تأخذ في الاعتبار حاجة قرائها على مختلف بلدانهم وشرائحهم وتوجهاتهم على مستوى الوطن العربي، ولذلك تطورت وكونت شركات فرعية في مجال الطباعة والتوزيع وتقنية المعلومات.
هذه المجموعة الصحفية السعودية العملاقة (المفخرة) التي تأسست اليوم برأس مال 600 مليون ريال، من عدد من رموز الاقتصاد السعودي، نجحت عبر ربع قرن من بدايتها الأولى، في تحقيق عملية توازن مهني مدروس بين المقروئية والإعلانية، وهي معادلة صعبة تعجز كثير من المؤسسات الصحفية العالمية في الوصول إليها، فهي تأخذ من نصيب الإعلان ما يدعم مركزها المالي، دون الإخلال بوظيفتها في تحرير مطبوعة ذات مضمون صحفي رفيع، وهي تطيل في التحرير حيث تكون الإطالة في محلها، وتعقد الإيجاز أسلوباً عاماً في منهجها، وهذا هو بالتحديد المنهج المهني الناجح الذي قصده مقالي عنها بعنوان : شواهد التفوق في جريدة الشرق الأوسط ، (الجزيرة 26/12/1417ه).
إن الشرق الأوسط وأخواتها السبع عشرة، تدرك مسؤوليتها العالمية تجاه البلد الذي تنتمي إليه، لكنها تخدم هذا الغرض بذكاء من دون اندفاع أو إسراف، فهي تظل قناة متممة للإعلام الخارجي، مع المحافظة على الحيدة والموضوعية والتوازن والعلاقات الطيبة مع الجميع.
هذه التجربة الرائدة المتمثلة في هذا التجمع الاستثماري والصحفي العملاق، ينبغي ألا تمر دون أن يستفيد منها نظام الصحافة، الذي يخضع حالياً لإعادة النظر في المجالس التنظيمية، مجلس الوزراء، ومجلس الشورى، ومجلس الإعلام الأعلى، فهي تجربة لها أبعادها الإدارية والتنظيمية والاقتصادية، ومن المفترض، في أقل تقدير أن يستوعب النظام الجديد كل المتغيرات الداخلية والخارجية في عالم الصحافة، وفي مقدمتها هذه المجموعة, (مقالي بعنوان: نظام المؤسسات الصحفية: بين خياري التطوير أو الاكتفاء بنظام المطبوعات، الجزيرة 26/12/1420ه).
إن مؤسساتنا الصحفية الحالية، رغم ما حظي به بعضها من نجاح إعلاني أو تجهيزي ما تزال محدودة التوزيع، متشابهة المضمون، فقيرة التنظيم، منغلقة العضوية في الملكية، ضعيفة التدريب، متوسطة الاحتراف.
فهل تستفيد مؤسساتنا الصحفية من دروس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، دروس النجاح، وشواهد التفوق وتتعلم منها، لكي تحتل مكاناً تنافسياً يليق بها في الصحافة العربية؟

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved