أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

محليــات

بيننا كلمة
د, ثريا العريّض
أطفال فوق العادة 4
الأطفال مساحات تأتينا هبة من الله، نتمناها مثمرة,, يهملها البعض، ويزرعها البعض الآخر؛ بعلم ودراية، أو بطريقة التجربة والخطأ، أو بتركهم على باب الله، فتنتج زهرا وثمرا أو شوكا مسمما؛ أو ننتهي باليأس من إنباتها أي شيء مهما حاولنا, أو ربما نرفضها منذ البدء لأنها جاءت تتعارض مع طموحاتنا ورغباتنا أو حتى انشغالاتنا الحياتية الأخرى ,, نهملها بلا رعاية وتثبت الأيام غالبا صدق تنبؤاتنا بأن لا شيء صالحا كان سينتج عنها,, وهنا المنعطف الخاطئ.
الآن ربما غيّر العلم والثقافة الكثير من المفاهيم فيما يتعلق بدورنا في مواصفات أطفالنا ونجاحاتهم.
صرنا نعرف أن الكثير من الإعاقات والأمراض متوارثة ننقلها نحن لطفالنا,, وصرنا نعرف أن جنس المولود يعتمد على دور الأب في الإخصاب وليس تميز الأم المنجبة التي لا تخلف الا ذكورا.
وصرنا نعرف ان لكل إنسان حقوقا تبدأ يوم تكونه ويستحقها بميلاده، وأولها فرصة تحقيق ذاته بأقصى مستوى لقدراته الطبيعية, وإن من مسؤوليات علامات المجتمع المتحضر أن يعترف بحق كل فئة وكل مواطن فيه بالرعاية الشاملة وأول هذه الفئات هي فئة أطفالنا,, العاديين منهم ومن هم فوق العادة.
أولا يجب ان يتفهم الأب والأم ان ما سيحققه الطفل مستقبلا يتأثر بما نتوقعه له من نجاح أو فشل، وما نقدمه له من تشجيع وما يتاح له من فرص التفاعل الحيوي والاجتماعي والعاطفي، ويتأثر أيضا بما يتاح له من تجارب مثرية في اطار موجودات المجتمع الثقافية والفنية والعلمية كزيارة المتاحف والمعارض وحديقة الحيوان والمحميات الطبيعية والمهرجانات، والمشاركة في المعارض التشكيلية والمسابقات الادبية والفنية.
ولكن رغم كل حماس الأبوين أو من يقوم بدورهما يجب ألا ينسوا ان إنجاز الطفل في الميزان الأخير رهين بما تضعه له مقدرته الفردية من حدود لا يستطيع أن يتعداها,, وأن التفوق فردي مثلما انحصار القدرات فردي أيضا.
لا يصنع الأبوان عبقريا,, بل يلدانه فقط,,,!
ولكن رغم كل حماس الأبوين يجب ألا ينسيا أن انجاز طفلهما في الميزان الاخير رهين بما تضعه له مقدرته الفردية من حدود لا يستطيع ان يتعداها مهما كانت طموحات ابيه وامه وحثهما له للمواصلة والمحاولة,
التشجيع مهم في بداية محاولات الطفل الابداعية لكي يزرع لديه الشعور النفسي بالأهمية ورغبة النجاح، والايمان ان ما يبدعه يلقى اهتماما وتصفيقا يشجعه على مواصلة المحاولة والاستمرار ولكن يجب الانتباه إلى ان التشجيع لابد ان يكون مرتبطا حقا بوجود الموهبة,,
لا اعطاء الطفل شعورا بانه متميّز في ناحية لا يمتلك فيها فعلا قدرة التميز، لابد ان ينتهي بأن يكتشف ان ذلك غير صحيح، وبالتالي يفقد شعوره بالثقة في نفسه او في رأينا به.
وربما يعجز عن تمييز نواحي قدرته الحقيقية وبذلك يفقد إمكانية التجربة والنجاح في ما يمتلك قدرة البروز فيه فعلا.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved