أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

محليــات

لما هو آت
لكِ وحدكِ
د, خيرية إبراهيم السقاف
(2)
في هذا اليوم أتملّى الأرقام,.
لأول مرة أشعر أن للعدد طعماً غير الطعم الذي أعرفه، ولوناً آخر,.
تعلمين أنني شغوفةٌ بالأعداد,, في حدود إشاراتها,, تلك التي تقودني إليكِ,.
وتعلمين أن درباً واحداً لم يكن السبيل إليكِ,.
ولا الواحد,, وحتى الخامس عشر,.
هذه الليلة بدريةٌ كما يقولون، لأن القمر فيها بدرٌ,, ولأنكِ تستوين ناصعةً كازهرار لون ضوئه، في تسيُّد على ذاته، تكتمل فيه استدارته، تماماً كما هي بوارق الولادة في نبوءة الفرح على محياكِ,.
في هذا اليوم,, أرغب أن أعود فيه معكِ إلى ما قبل البدء,.
وكيف تكون لمحة الوقوف عند مشارف التطلع,.
ذلك الآن الذي غدا كان,,.
وتلك اللحظة التي عبرت وتركت صوت المخاض فيها، ولله ما أبهج وجهاً وجدكِ تطلّين من بين يديه,, بدراً وضّاءً، في حلكة صرخةٍ كانت للتو دمعةً,, فما استفاقت إلا لتكون ضحكةً؟!
أنتِ,.
تقولين البارحة لم تجدي نفسكِ؟! كيف، ولعلّ بكِ عذراً، وإني ألوم؟! عودي إليها، عودي إلى هذه الأرقام,, كي تخطي واحدة، في إثر واحدة، حتى تقفي عند مطالع القمر,, وهلّلي,, ذلك لأنه وحده تعالى الذي يعلم كم فيكِ قد وضع من شحنات التوقد في استهلال واستمرار وانتهاء,, واحدٍ في إثر واحد,.
تأتيني فجاءاتٌ أجدني فيها هاربة حتى منكِ,.
وأنتِ سوف تتبسمين كعادتكِ وتقولين: لن تقدري,,، والقدرة لا الاستطاعة ما أعني,,، لكن أيهما يناط بي أمره، فتلك وحدها معضلة الابتسامة عندكِ، لكنني أقدر ولا أقدر,.
واستطعت أن أفعل,, ولكن كيف؟
خبأتكِ في جنحي أسوار الداخل، ومضيت وأنتِ تستكنّين في الداخل لكنكِ لم تهدئي,.
تحدثتِ إليَّ كثيراً,, أسمعكِ,, لكنني لا أودُّ اللحظة أن أسمعكِ,.
أودُّ أن أراكِ,.
أنتِ مُذ غادرتِ لم تَعُودِي,.
أنتِ توغلين في مغادرتكِ,.
أرسلتُ إليك قافلتي، وحمّلتها كل نداءاتي,,، ورافقها حاديّ,, سمعته ينشج,.
لكنه,, لم يبح في نشيجه: يا من يعزُّ علينا أن نفارقهم.
وتمعنين في الفراق,.
ستقولين ما أقول، وسأقول ما تقولين: أنتِ هنا، إني هناك,, وندري أننا لسنا هنا، ولسنا هناك,.
كوني معي لمرةٍ واحدةٍ على غير هذا,.
أكون معكِ كما ذلك,.
تدرين أنني اللحظة أشهق وأزفر نداءات القافلة,.
لا تزال لم تعد بكِ، ولا من عندكِ,.
اليوم أنتِ سيدة الضوء,.
أنتِ اليوم بدرٌ اكتمل في الثلاثين,.
الشهر ثلاثون,.
الشهر أربعة,.
الشهر واحد,.
أنتِ هذه الواحدة في الأربعة، في الثلاثين,.
لحظةً لحظة، وكل الأوقات هي أنتِ.
ألا تعلمين أنني أقف اللحظة عند المحطة أنتظر القافلة، إما أن تعود بكِ مع نداءاتي,.
إما أن تعود بي من حيث جاءت من عندكِ كي تحملني إليكِ,.
واهنئي في النعيم,.
وهاتي,.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved