| محليــات
يلتقي اليوم في واشنطن الرئيسان الأمريكي بيل كلينتون وضيفه الفلسطيني ياسر عرفات في قمة أجمع المراقبون لمسيرة المفاوضات الفلسطينية / الاسرائيلية المتعثرة على أنها القمة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لتحديد مستقبل السلام الفلسطيني / الاسرائيلي.
وقبل توجهه إلى واشنطن عرج الرئيس عرفات على القاهرة حيث تدارس مع الرئيس مبارك آخر ما وصلت إليه مفاوضات السلام واحتمالات مستقبلها وتنسيق المواقف في ضوء النتائج التي ستسفر عنها قمة واشنطن اليوم.
والملاحظة الجديرة بالتسجيل، وتعكس عمق الاهتمام العربي والدولي بمحادثات عرفات/ كلينتون اليوم هي الملاحظة أن القمة الفلسطينية/ الأمريكية تأتي في أعقاب فشل ثاني جولة مفاوضات فلسطينية/ إسرائيلية عقدت في قاعدة بولينغ العسكرية الأمريكية الواقعة بالقرب من العاصمة واشنطن.
وكسابقتها الجولة الأولى لم تسفر الجولة الثانية عن أية نتيجة تذكر فيما يتعلق باتفاق إطار يؤدي إلى مفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
ومنذ يوم الأحد الماضي الذي اختتمت فيه الجولة الثانية لمفاوضات قاعدة بولينغ كشفت إسرائيل عن حقيقة رؤيتها السياسية الاستراتيجية لمفهوم وحجم وصلاحيات الدولة الفلسطينية التي أكد الرئيس عرفات أكثر من مرة في الشهور الأخيرة على عزمه على إعلانها في موعد أقصاه شهر سبتمبر القادم.
فإسرائيل تريد الدولة الفلسطينية تماماً كنمرٍ من ورق بلا أنياب ولا مخالب ولا أي شكل من أشكال القوة للدفاع عن النفس أو حتى للبقاء حيّاً!
ومن آراء باراك الأخيرة بالنسبة للأراضي الفلسطينية المحتلة انه يريد أن يضمَّ إلى إسرائيل مساحة عشرة في المائة من أراضي الضفة الغربية التي يجب أن تخضع للسلطة الفلسطينية، وهي الأراضي التي تقوم عليها الآن المستوطنات اليهودية التي يعتبرها الفلسطينيون كما تعتبرها قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي غير شرعية.
ولا يريد باراك وحكومته للدولة الفلسطينية أن يكون لها جيش أو أن تكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن أمنها الذاتي أو أن تكون لحدودها مع إسرائيل حرمة السيادة الوطنية.
وفي ضوء هذه الشروط التي تمثل وجهة النظر الإسرائيلية الاستراتيجية للدولة الفلسطينية وهي وجهة النظر هذه التي أدت إلى عرقلة مسيرة السلام وفشل جميع الجهود لتحريكها وإنجاحها,, في ضوء هذا كله تكتسب مباحثات ونتائج القمة الفلسطينية/ الأمريكية اليوم أهميتها البالغة التي يترقبها الجميع.
|
|
|
|
|