أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

فن

خواطر على الوتر الحساس
مالك ناصر درار
إحياء بيكاسو هو فيلم جديد عن بيكاسو فيلم متهم بمحاولة كسب تأييد النساء عن طريق تصوير سادية الفنان تجاه واحدة من عشيقاته.
جون ريتشارد سون وهو افضل من كتب عن بيكاسو يقول عن فيلم احياء بيكاسو الذي انتجته افلام ميرشانت ايفوري مع السير انتوني هوبكين ، في دور البطولة، : إنه فيلم سخيف جداً عن رجل عظيم جداً.
والسيد ريتشارد سون بروفيسور سابق للفن في اوكسفورد وصديق قديم ل بيكاسو الذي توفي عام 1973ه وقد اعترض علىمحاولة الفيلم لإظهار سادية مفترضة في شخص الفنان وذلك من خلال تعامله مع فرانسوجيلو عشيقته من العام 1943 حتى عام 1953، وبالتالي جذب جمهور النساء إلى الفيلم ويشرح ريتشارد سون ان جيلو التي صورها الفيلم على انها ضحية هي في الحقيقة الأقل خضوعاً، الأقل عصابية والأقل تأثراً من النساء اللاتي وجدن في حياة بيكاسو ويرى وريتشارد سون، أن سيناريو روث براويرجها بفالا، بسيط وساذج، وأن هوبكين كان شبيهاً بهنري مور أكثر من بيكاسو.
لم تتحقق رغبة هوبكين في الوصول إلى إيقاع بيكاسو وبدلاً من أن يبدو وكأنه اسباني عريق، ظهر وكأنه إنكليزي بلهجة الويلز سيد اسباني ساخر ولعوب ومصاب بمرض تعذيب الفتيات، وكل ما استطاع هوبكين معرفته عن السحر الذي ميز بيكاسو وهو بريق عين ماكرو وتحديقة شريرة.
الفيلم بني على اساس السيرة التي كتبتها اريانا ستاشينوبولسو تحت عنوان المبدع والمهدم والتي رفضت من قبل بعض دارسي الفن، يقول : ريتشارد سون لجأ مندوبو ميرشانت ايفوري بالبدء إلى جيلو أملا بالحصول على حقوق الفيلم،ولكنهم قوبلوا برفض صارم، وهكذا لم يكن لديها خيار سوى كتابة اسم أريانا والادعاء بأن فيلمهم يعتمد علىكتابها، ولكن الذي لا استطيع فهمه هو السبب الذي دعاهم لاختيار بيكاسو بالذات كنموذج عن قسوة الرجال فمثلاً تصرفاته ليست بالشيء الذي يستحق الذكر إذا ما قورنت بعدم قيام ماتيس بمساعدة زوجته وابنته عند ما اعتقلتا من قبل الجيستابو عام 1944م.
ريتشارد سون انتهى حديثاً من نشر المجلد الثاني من مجلداته الأربعة التي تتحدث عن حياة بيكاسو ويقول ريتشارد سون ان ابن بيكاسوو وجيلو وكلاود أصيب بالذعر من رؤية الفيلم فهو لم يفشل بالامتاع فحسب، بل عرض الفنان واعماله لخطر الوقوع بأيدي أعداء الفن الحديث.
على كل ريتشارد سون لايقف وحيداً في صف الهجوم، فعندما افتتح الفيلم في أميركا علق أحد النقاد: من الصعب تصديق ان نفس الاشخاص الذين انتجوا أفلاماً مثل هواردايند و بقايا اليوم ممكن ان يطلقوا كارثة مثل إحياء بيكاسو .
وناقد آخر قال عن الفيلم أنه ممل بشكل استثنائي ميشيل فيتز جيرالد وهو تلميذ بيكاسو وبروفيسور في تاريخ الفن بجامعة تربنيتي في هارتفورد قال إن الفترة التي يتحدث عنها الفيلم وهي من عام 1943 1953م هي فترة مهمة في حياة بيكاسو ففيها اضحى شخصية عالمية وفناناً عظيماً يمثل الحرية عبر العالم الغربي ولكننا لم نتذوق هذا المجد في الفيلم فقد بدأ وكأنه رجل عجوز أخرق وأناني،الشيء المهم في بيكاسو هو فنه الذي ابدعه لاقصص حبه ومغامراته، في الفيلم لم نر مراحل صنع إبداعاته بل كانت ضربات الريشة وكأنها من كمبيوتر وعندما رأينا ذلك صرخنا من الضحك والحزن معاً احد تلاميذ بيكاسو، وفضل ان لايذكر اسمه، قال: إن صانعي الفيلم صوروا الفنان وكأنه وحش شبيه بأدولف هتلر أرى أنه سخيف وعدائي .
ورغم كل هذا النقد لأن أصحاب مرشانت ايفوري بالصمت فهل عندهم رد مقنع لكل ماقيل؟ لا اعتقد ذلك.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved